عاجل
الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عاجل| عمره عامان.. الناجي الوحيد في حادث قتل 9 أشخاص

حادث مروري بمقاطعة كلارك
حادث مروري بمقاطعة كلارك

طفل صغير هو الناجي الوحيد في حادث مروري بولاية ويسكونسن الأمريكية، بين شاحنة وعربة حنطور، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، من بينهم سبعة أفراد من مجتمع الأميش.



 

 

تحطم الشاحنة وعربة الأميش
تحطم الشاحنة وعربة الأميش
 

 

وقال مكتب عمدة مقاطعة كلارك إن الحادث وقع يوم الجمعة على الطريق السريع رقم 95 في غرب ولاية ويسكونسن، جنوب شرق أوكلير. 

 

أفادت صحيفة ميلووكي جورنال سينتينل بأن طفلاً يبلغ من العمر عامين نجا بعد أن تم إلقاؤه من العربة الحنطور وأنقذه أحد شهود العيان الذي شهد تحول الشاحنة إلى مسار نصف العربة الحنطور عند تقاطع طرق.

 

وقال ناثانيال جان للصحيفة عن قدرته على إنقاذ الطفل: “أعتقد أن الله وضعني هناك لسبب ما”.

 

ومع ذلك، قال جان إنه لم يتمكن من مساعدة أي شخص آخر بعد أن اشتعلت النيران في الشاحنة والعربة الحنطور، وقالت شرطة مقاطعة كلارك إن السائقين وسبعة ركاب في العربة الحنطور قتلوا.

 

 وذكرت قناة FOX9 مينيابوليس أن جميع الضحايا تقريبًا في العربة الحنطور كانوا من مجتمع الأميش في ريف بورك جاردن بولاية فيرجينيا.

وقال المجتمع، إن الضحايا تراوحت أعمارهم بين ستة أشهر و44 عامًا.

ومن بين القتلى في الحادث شقيقة الطفل الرضيعة ووالديه وجدته وخالتيه، وتم التعرف على سائق الشاحنة على أنه رجل يبلغ من العمر 45 عامًا من باوندينج ميل بولاية فيرجينيا.

عربة الحننطور الخاصة بالأميش
عربة الحننطور الخاصة بالأميش

 

كتب الحاكم توني إيفرز الوضع في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا: "أنا وكاثي نشعر بالحزن اليوم بسبب الحادث المميت الذي وقع في مقاطعة كلارك، وأدى إلى مقتل تسعة أشخاص بشكل مأساوي"، "قلوبنا وصلواتنا تتوجه إلى عائلات وأحباء جميع المشاركين، وكذلك إلى المستجيبين الأوائل الذين عملوا بسرعة لتقديم الدعم في مكان الحادث.

 

الأميش.. طائفة مسيحية سلفية

 

يذكر أن الأميش طائفة مسيحية سلفية، متشددة في تفسيرها للإنجيل والتعاليم الكنسية، لكنّها طائفة مسالمة جداً، وتعفو عمّن يؤذيها أو يسيء لأفرادها، إلا أنّها تفضل الانعزال عن الشعب الكندي تماماً، ولا يشرب الأميشيُّ الخمور، ولا يستمع للموسيقى، ولا يرقص، كما أنّه لا يملك بطاقات شخصية أو رخصة قيادة سيارة، ولا يوجد له قيد في السجلات المدنية، ولا يُلحق القوم أطفالهم بالمدارس الحكومية أو الجامعات، ولا يقبلون بالمعونات الحكومية، ولا يترشحون للانتخابات، ولا ينتخبون، وقد يدفعون الضرائب لكنّهم لا يقبلون أخذ أيّ راتب تقاعدي تقدمه لهم الدولة؛ لأن ذلك كلّه يتعارض مع تعاليم تفسيرهم المقدس للإنجيل، المسمى عندهم بـ"الأوامر القديمة".

 

ويمتاز المجتمع الأميشي بالتسامح والتكافل الاجتماعي والترابط الأسري، ويهرع الرجال والنساء منهم لمساعدة بعضهم في مناسبات عديدة، مثل: بناء البيوت، وفي الأفراح والأتراح، وتسجل السلطات المحلية أنّ نسبة الجريمة تكاد تكون صفراً في مجتمعات الآميش؛ ويعود ذلك إلى التربية الأميشيّة، التي تحرص على رفض أيّ مظاهر للجشع أو الطمع أو التكبّر والاستعلاء، وكذلك تهتم هذه الطائفة بغرس أخلاق التواضع والتسامح والقناعة في نفوس أبنائها، ولا يوجد بيع وشراء فيما بينهم؛ حيث يأخذ كلّ منهم حاجته من محاصيل أخيه الأميشي، من غير جشعٍ أو طمع.

 

تحريم الكهرباء والتكنولوجيا

 

 

يمتنع أتباع طائفة الأميش عن استخدام الكهرباء في بيوتهم، وكذلك يعزفون عن استعمال كافة أنواع الأجهزة والتطبيقات التكنولوجية، ويشمل هذا التحريم: اقتناء السيارات أو استخدامها، وإذا اضطر بعض المزارعين منهم لنقل منتجاتهم لأماكن بعيدة؛ فإن عليهم أن يوظّفوا سائقاً من غير طائفة الأميش للقيام بهذه المهمة، ويتنقل أفراد الطائفة في عربات تجرّها الخيول بدلاً عن الارتحال بالسيارات والقطارات، ولا يستقل أفراد الآميش الطائرات أبداً. ويستخدمون أسطوانات الغاز فقط للطبخ والتدفئة في بيوتهم، كما أنّهم يحرّمون على أنفسهم استخدام الهاتف المنزلي والمتنقل، ويتواصلون بالبريد المكتوب عوضاً عن ذلك.

 

كما أنّ بيوت الأميش لا توجد فيها أجهزة تلفزيون أو راديو أو آلات تصوير؛ لأن تصوير الوجوه محرَّم عندهم، ولا تكون منازلهم على اتصال بشبكة الإنترنت؛ لأن هذه الأجهزة والتطبيقات تحرّمها عليهم الكنيسة الأميشية، وتأمرهم بالانصياع لأوامرها.

 

السلفية المتشددة وعدم المخالفة

 

وتقوم الحكومتان الأمريكية، والكندية بوضع "كابينات" فيها هواتف عمومية، قرب تجمعات وبيوت أتباع طائفة الآميش، كي يلجؤوا إليها إذا كان هناك طارئ أو شبّ حريق في مناطقهم، لكنّ الآميش يحرصون على تشكيل فريق محلي منهم، متخصص للتعامل مع الطوارئ، لعدم اللجوء للشرطة أو الدفاع المدني لمواجهة أيّ خطر يحيق بمساكنهم وأهاليهم.

 

ويعود تحريم كلّ أنواع الأجهزة والمعدات الإلكترونية والكهربائية عند أتباع طائفة الآميش إلى تفسيرات حرفية لبعض نصوص الإنجيل؛ ومفادها أنّ هذه الأدوات تلهي عن العبادات، وتحلّ محلّ العمل الشاقّ الذي يرضي، في اعتقادهم، الربّ.

كما يزيد التعامل مع هذه الأدوات النزعة الفردانية في المجتمع، ويملأ القلب قسوةً وجشعاً، كما أنّ التفاخر بهذه الأجهزة يزيد، في اعتقادهم، الكبر والتعالي في النفوس، ما يؤجج الأحقاد والضغائن بين أفراد الطائفة المتساوين أمام الله والكنيسة.

النعمة والابتلاء في المعتقد الأميشي

 

ويؤمن أتباع طائفة الأميش بأنّ أيّة مصيبة، أو أمراض، أو كارثة مناخية أو طبيعية تحيق بهم هي ابتلاءٌ من الله تعالى؛ لذلك عليهم القبول بها، وإظهار رباطة الجأش والاستسلام لمشيئة الله تعالى، ولا يقبلون تدخّل الحكومات الكندية المحلية لدراسة أسباب الكوارث، أو منع انتشار الأوبئة والأمراض؛ لأن ذلك باعتقادهم يتعارض مع قانون الله في الأرض، كما أنّهم يعتبرون كلّ محاصيل الأرض التي يجنونها، وكلّ ما تنتجه لهم مواشيهم، من ألبانٍ وأجبانٍ ولحوم؛ جزءاً من نعمة الله عليهم، ومنحة ربانية يجب شكر الربّ عليها.

منشقّون عن المذهب

 

يتمّ تعميد الأبناء الأميشيين بين سنّ الثامنة عشرة والثانية والعشرين من أعمارهم، ويُعطى الأولاد والبنات في عمر المراهقة حرية اكتشاف العالم، وفي فترة اكتشاف العالم هذه يقرّر بعضهم أنه سيترك طريقة أهله بالعيش، ويرتد عن معتقده، وعادة ما يكون عدد المرتدين قليلاً جداً؛ لأن من يفعل ذلك يقاطعه جميع أفراد الطائفة، ولا يتواصلون معه أبداً، ومن يقرّر أن يستمر بالعيش كفرد من طائفة الآميش يقوم رجال الكنيسة بتعميده، وينضوي في صفوف الطائفة طوال حياته.  

وكانت مجموعة كبيرة من الآميش قد انشقت عن تعاليم كنيستهم في القرن التاسع عشر، وتسمّى هذه المجموعة بـ"المنونايت"، وهم قوم يستخدمون التكنولوجيا والسيارات والأجهزة الكهربائية والمحاريث الزراعية الحديثة، لكنّهم ملتزمون بتعاليم الكنيسة وثقافة المجتمع الأميشي القديمة، ويلبس رجال ونساء المنونايت ملابس حديثة وملوّنة، بخلاف الأصوليين الأميش، لكن يجب أن تكون هذه الملابس بحسب نمط الحياكة الأمشي المعهود، وألا تكون للتباهي أو الاستعلاء على أفراد الطائفة الآخرين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز