الفراء.. قصة أول نظام تدفئة في تاريخ السيارات

في عالم اليوم، نظام التدفئة من أهم الامتيازات التي ترفع أو تخفض من قيمة السيارات، ولا يتعلق الأمر بتهيئة حرارة الجو داخل السيارة فقط، بل يمتد إلى تبريد الأجزاء الحساسة فيها، لكن القصة لم تكن كذلك في بداية نشأة السيارات، وقد تدهش لو عرفت أن «الفراء» هو أول نظام تدفئة ظهر في عالم المركبات للسائق والركاب والسيارة في الوقت نفسه.  

السيارات الأولى في مواجهة الطقس البارد

كان السفر بالعربات المفتوحة عملية مرهقة، ويحتاج إلى ملابس دافئة تناسب صعوبة الأجواء الباررة في أوروبا، معقل صناعة السيارات، ونفس الأمر بالنسبة للمركبات، ولم يكن أمام العقل الغربي إلا الوسائل المعتادة في هذا العصر للتغلب على مشكلات الطقس.

أصبحت الجلود ذات الفراء والشعر الطويل أول نظام تدفئة يحافظ على الحرارة لأجزاء السيارة وقائدها ومن يستقلها بجوارهم، وصُنع الفراء من الأغنام، والماعز، والذئب، والدببة الكبيرة، والكلاب الصينية، والراكون الذي يشبه الثعلب كثيرا.

وزادت شعبية فرو الراكون بسبب قدرته على التحمل، بخلاف فراء الماعز والغزلان الذي يتكسر ويتقطع بعد فترة قصيرة، وكانت أنواع الفراء المفضلة والقوية بشكل خاص موجودة في المناطق الباردة بألمانيا وأوروبا الغربية.

استمر الفراء خلال العقد الأول من القرن العشرين بسبب عدم تطور صناعة السيارات وبقاء الطراز المفتوح، لهذا كانت القيادة في الأجواء الثلجية مخاطرة صعبة جدًا، واضطر الرجال والنساء إلى ارتداء معاطف طويلة مصنوعة من فراء قوي لحمايتهم أثناء القيادة، وتوفير معاطف آخر للسيارة لتدفئة أجزائها.

وتنافست بعض بيوت الأزياء الشهيرة في هذا التوقيت على صناعة فراء السيارات، ولمع بيت باكين الفرنسي الذي تأسس أواخر عام 1891 في تصميمات الملابس المصنوعة من الفراء للقيادة، وطور منها لتصبح أكثر نعومة وراحة .

بداية عصر جديد في تقنيات تدفئة السيارات

انتهى عصر الفرو إكلينيكيا بعد تزويد السيارات بسقف وقائي، وبعد هذا الاختراع لم تعد هناك حاجة لارتداء فراء السيارة الدافئ، وتم استبداله بالمعاطف والسترات الجلدية، وإن استمر بعض أصحاب المركبات في استخدام الفراء حتى ظهور أول اختراع حديث لنظام التدفئة، والذي تطور حتى وصل إلى الشكل المعمول به حتى الآن