عاجل
الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
واقع العلوم الإنسانية في عالمنا العربي والإسلامي

واقع العلوم الإنسانية في عالمنا العربي والإسلامي

لا شك في أن نهضة الأمم وتقدمها يقاس بمدى اهتمام ولاة أمورها بالعلم وأهله، فالذي يحدث نهضة حضارية تواكب العصر ومتغيراته ومستحدثات العلم، فبالعلم تبنى الأمم.



والعكس إذا أرادت أن تبقى كما هي لا تتقدم قيد أنملة إلى الأمام فإن ذلك سيكون مرجعه إلى إهمال العلم وعدم السعى الحثيث إلى النهوض به. بداية ما المقصود بالعلوم الإنسانية؟  هى كل ما يمكن تعلمه ويستفيد منه الإنسان. فالفلسفة علم إنساني يهتم بتنمية عقل الإنسان، الاجتماع ينظم العلاقات بين أفراد المجتمع، التاريخ، الجغرافيا، اللغات، الاقتصاد سواء العلوم النظرية، أو العلوم العملية الطب، الهندسة، الزراعة.

فكل هذه العلوم بكل تخصصاتها غرضها خدمة الإنسان وتوفير مقومات حياته، وهذا هو تكريم الإله له، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يخلقنا الله ويتركنا هملا، ومن ثم سخر الطبيعة بكل مواردها لخدمته ولا يتم ذلك إلا من خلال العلم وتطبيقاته.

إذا أردنا الحديث بصراحة لا بد من تطويرها بمعنى كل عصر له حاجاته ومتطلباته ومن ثم بات الأمر ملحا للمواكبة فلا بد من مسايرة ركب التقدم العلمي والتقني وعالم الذكاء الاصطناعي والرقمنة، وخلافه من متطلبات العصر.

وإن كنت أرى أن كثيرا من الدول العربية أدركت ذلك ومنها مصر، أدركت أنه لا بد من المسايرة والمواكبة فبدأنا تطوير منظوماتنا التعليمية عن طريق استحداث برامج جديدة باتفاقيات مع دول أوروبية تنقل لنا خبراتها في مجالات التكنولوجيا والبرمجة واستخدام الأجهزة الحديثة.

بدأنا الاهتمام بالترجمة من لغات أوروبية إلى لغتنا العربية والعكس والفضل يرجع في ذلك إلى مراكز الترجمة كمركز جامعة الأزهر للترجمة الذي يشرف عليه فضيلة الإمام الأكبر، ومركز الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة وغيرها من مراكز الأغراض المتخصصة بالجامعات المصرية، والتي أصبح الاهتمام بالترجمة أمرا رئيسا.

إذن بات الأمر ملحا للاهتمام بالعلوم الإنسانية، لأن الاهتمام بها وبنهضتها اهتمام بالإنسان - كما ذكرت سابقا -حجر الزاوية في المعادلة الكونية، والذي دأبه وديدنه الشغف إلى كل ما هو جديد ومعاصر متطلعا إلى كل من يوجهه نحو كل ما هو حديث وجديد آملا في مستقبل أفضل مستشرفا لآفاق جديدة تضعه دائما في دائرة الضوء.

أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان ورئيس القسم

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز