عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
في الواقع الافتراضى.. الصحفيون رواد فضاء

في الواقع الافتراضى.. الصحفيون رواد فضاء

عانت المراكز البحثية فى مصر خلال فترة الثمانينات وما بعدها من وجود تلال من الأبحاث والدراسات العلمية الهامة حبيسة الأدراج، وكانت شكوى الباحثين لنا عند تغطية أنشطة المراكز العلمية أنه لا يتم الاستفادة من تلك الأبحاث والدراسات عملياً.



 لكن هيئة الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء كانت الاستثناء، فمنذ إنشائها فى بداية التسعينات وهى تلعب دوراً أساسياً فى تقديم خدماتها البحثية والتطبيقية فى جميع المجالات، باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار من البعد وذلك برصد طبيعة المياه والتربة والثروة المعدنية والآثار والطرق واستخدامات الأراضى، ما يصلح منها للزراعة وما يصلح للتواجد السكنى والأنشطة الصناعية، وكشف التعديات على أراضى الدولة وغيرها.

بحيث أصبحت الهيئة أحد أهم ركائز دعم اتخاذ القرار، فما من مشروع يتم على أرض مصر أو ظاهرة يتم رصدها إلا وتم أثناء الرصد الاستعانة بتقنيات وجهود علماء هيئة الاستشعار من البعد.

فى زيارة أعضاء جمعية كتاب البيئة والتنمية، برئاسة الكاتب الصحفى خالد مبارك، كانت الملاحظة الواضحة أننا أمام خلية نحل، معامل متعددة كل فى التخصصات، وأضافة ١١ معملاً مركزياً يقوم على الأنظمة الرقمية الحديثة، كلها تقدم خدماتها للدولة، والأكثر أنها متاحة لكل الباحثين من مختلف الجامعات والأكاديميات.    

قابلنا فريقا من العلماء تزهو بهم بلدنا، كلهم حماس لتقديم أحدث الابتكارات فى الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، لتحقيق أفضل سبل التنمية المستدامة، يقودهم الدكتور محمد بيومى زهران، رئيس الهيئة، الذي أوضح لنا كيف أصبحت الهيئة أكثر المراكز تميزاً على المستويين المحلى والإقليمى، وكيف تقدم البيانات المطلوبة فى كثير من المجالات الهامة لدعم اتخاذ القرار على أسس علمية سليمة، باستخدام الأقمار الصناعية، يتبعها توفير الاستشارات المبنية على خرائط وصور وأنظمة تحاليل وتقديرات دقيقة منها على سبيل المثال التقييم الچيولوچى لمناطق الجمهورية، واكتشاف الثروات المعدنية،  وتحديد البصمة الوراثية للصخور والمعادن ورصد المخاطر الطبيعية من سيول، وزحف كثبان رملية، وملوحة، أو تصحر الأراضى، وأيضاً رصد التغيرات المناخية والآثار البيئية المترتبة عليها، سواء الأرصاد الجوية أو تأثر الأراضى الزراعية والصحراوية، وتآكل الشواطئ، وحالة الدلتا والبحيرات ..

كل ذلك يتم رصده بمقاييس دقيقة، لكن أهم ما كشفه لنا الدكتور زهران، هو إنشاء أول معمل يستخدم الواقع الافتراضى أسوة بالدول المتقدمة، ويساهم فى نشر وعى وثقافة تكنولوچيا الاستشعار وتكنولوچيا الفضاء، وبالفعل عاش الوفد الصحفى تجربة الواقع الافتراضى، وتحولنا إلى رواد فضاء بملابسهم، وسبحنا افتراضياً فى الفضاء الرحب، كما علمنا أن هناك رحلات من الجامعات و المدارس لمحاكاة رحلات الفضاء، وممارسة الألعاب الإلكترونية فى جو خيالى.

ومن أهم ركائز الهيئة محطة استقبال بيانات الأقمار الصناعية بأسوان، وهى لا تغطى مصر فقط، لكن كل دول حوض النيل، وتستقبل صور الأقمار التي المتابعة للنيل جنوبا.. بالطبع ترصد كافة الظواهر الطبيعية و الأنشطة البشرية والإنشائية بكل دقة، ومنها سد النهضة الإثيوبى.

ولزيادة ربط الهيئة البحثية بمتطلبات التنمية يتم حالياً تأسيس الشركة المصرية لخدمات الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، بهدف تسويق خدماتها، لتكمل الشركة الدور البحثى إلى الدور التطبيقى.. بالفعل كانت زيارة شيقة يملأها الأمل فى مصر مختلفة.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز