عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أهلاً يسري فودة

أهلاً يسري فودة

بقلم : د. محمد فاروق

عوداً حميداً للإعلامي يسري فودة ، شخصية لها كاريزما لا يُنكرها إلا ضعيف المنطق ، قلم مُنمق ومثقف يعود ويكتب في جريدة الشروق ، تُرى ما السبب وراء إيقاف برنامجه " آخر كلام " بالأصل ؟!



 

بدأ فودة أول مقالاته منذ يومين تقريباً متهماً الدولة " أُولي الأمر " بالتضييق على الأقلام والأفواه المعارضة من الإعلاميين وغيرهم ، مع إفساح المجال للإعلام " التعّبوي " على حد وصفه ، أو " المطبلاتية " على حد ترجمتي لمقاصد فودة !

 

سبحان الله .. أنا قرأت مقالك يا عزيزي ، فأين التضييق والإبعاد ؟! أنت بيننا على صدر صفحات جريدة الشروق تكتب وتُلهب " مُحبيك " بسطور غاية في النَظم والدقة اللغوية ! فكيف تقنعني أن صغيرَهم ممنوع من الكتابة إذا كان كبيرُهم عاد ليكتب ؟! ثم دعني أسأل بطريقتنا المصرية المتواضعه " جاي في إيه وسافرت في إيه " ؟

 

ما الذي أوقف برنامجك اليومي " أخر كلام " ؟

 

تماماً هو نفس سؤالي لزميلتك " ريم ماجد " التي ملأت الدنيا صراخاً وعويلاً لإيقاف برنامجها بعد أن أوحت للجميع أن وراء ذلك الإيقاف " جهات سيادية " ! لم تكن " ريم " بذكاءك يا عزيزي !

 

تصريح ريم ماجد ، ثم خروج ليليان داوود في مُستهل أحد حلقاتها لتُندد وتتهم " الجهات السيادية " بإيقاف برنامج زميلتها أجبر القناة على الخروج ببيان رسمي نافيةً ما جاء على لسان العزيزتان " ريم وليليان " وموضحةً أن إيقاف البرنامج يعود لأسباب خاصة بالأرباح والخسائر التجارية ، هذا ما جاء على لسان مالك القناة ، ومدير القناة آنذاك ألبيرت شفيق ، حيث قالا أن برنامج " ريم " لم يحقق إعلاناً تجارياً واحداً ، وأن جدول البرامج يتم دراسته نظراً لإعادة ترتيبه وفقاً للظروف المالية !

 

أما أنت ياعزيزي فقد اكتفيت بإيحاءاتك الذكية في حلقتك الأخيرة من برنامجك الموقوف ، لم تقل كلاماً يستدعي التكذيب الرسمي ، إنما كانت إيماءات يلتقطها مُحبيك فيكتبون بعدها عن المظلومية الحتمية وراء استقالتك ! وتشتعل بعدها مواقع التواصل الاجتماعي ! ويصرخ الأحرار " عاد نظام مبارك " الحرية للجدعان !

 

أنتم مشغولون بمجاملة بعضكم البعض ، في الوقت الذي يذهب فيه الشعب المصري للتبرع لصندوق تحيا مصر ، أو لشراء سندات قناة السويس الجديدة لاستعادة وبناء اقتصاد بلده ! فأين تذهبون ؟

 

الأستاذ فودة يستهل حديثه أيضاً عن معاناة الشعب السوري في أحد مخيمات اللاجئين بلبنان فيقول :

 

هناك كاميرا ذهبت لتصور معاناة الشعب السوري في أحد مخيمات اللاجئين بلبنان ، وتنقلها للشعب المصري كأداة ترهيب وترويع لإخافته من هذا المصير ولقبول أي وضع بأي شكل دونما أية معارضة !

 

بالله عليك هل ما تكتبه الآن يُوحي بأن هذا النظام يقصف الأقلام ويمنع حرية الرأي ؟! لم يبقى إلا أن تصف النظام بأنه إعادة إنتاج لـ " هيتلر و موسيليني " كما قال أحد مُريديك وتلامذتك " بلال فضل " في صحيفة العربي !

 

ثم هل ذات الكاميرا الكاذبة أرادت أيضاً أن تنقل لنا معاناة الشعب الليبي واليمني والعراقي والسوري قبلهم حتى تجعلنا نعيش في بلادنا كالدَّواب لمجرد " كذبة بسيطة لعدسة الكاميرا دمرت أوطاناً بكاملها بُهتاناً و زوراً " ؟!

 

لم أفهم ماهو المطلوب من الشعب المصري ؟ هل مطلوب المضي قُدماً في اختياراتكم وآرائكم التي جاءت لنا بأعداء الحياة ؟ هل مطلوب أن نكتفي بما جاء في مقالك تحت عنوان " نفهم ونتفهم مخاوف الشعب ومرارة التجربة التي مر بها خلال عام من حكم الإخوان " على اعتبار أن ما حدث لنا هو خَصم خمسة جنيهات من المرتب الشهري لكل مواطن مصري ؟! ثم نبدأ تجربة أخرى وِفق اختياراتكم طوعاً وطواعيةً وطاعةً لأوامركم ؟! وما المانع ؟ فالخسارة مجرد خمسة جنيهات لا أكثر ، و في الإعادة إفادة ، ولا توجد غضاضة في التجربة بمصر ومصائر شعبها !

 

ولو رفض الشعب ما تأتي به اجتهاداتكم وآرائكم واختياراتكم يُصبح " منزوع الإرادة ، أو تحت تأثير الإعلام التعّبوي ، أو كذلك ما أرادت السلطة الحاكمة وأرغمت الشعب عليه " وعليه تصبح الثورة مستمرة !!! بل الثورة مستبدة يا صاحب السعادة !

 

إسمع يا عزيزي : هذا النظام وهذه الدولة الآن تتسع للجميع ، يظهر على شاشاتها إبراهيم عيسى متهماً النظام بالتواطؤ تكراراً مع حزب النور والسلفيين ، وينتقد حكومة إبراهيم محلب ويستمر في ذلك رغم إجماع وحب الشعب لهذا الرجل فضلاً عن اعترافه بمجهوداته وما أثمرته في مناحِِ متعددة ، ثم يتم إقالته ! ويبقى عيسى لينتقد كيفما شاء .

 

هذا النظام يخرج فيه الوزير من القصر الرئاسي إلى مكتب النائب العام ثم إلى السجن بتهمة الفساد كما حدث مع وزير الزراعة !

 

إذا كانت الحرية التي تعنيها تقف عند شعار " يسقط حكم العسكر " فهذا والله الذي لا إله إلا هو لن يحدث ، وسيكون الرد شعّبوي وليس تعّبوي ، وبالمناسبة فالشعب أيضاً وأنا منهم نكره هذا الإعلام ونصفه على صفحاتنا بأبشع الصفات ، تماماً كما كرهنا الإعلاميين الذين كانوا يرفضون تدخل الجيش في يونيو لإنقاذ مصر ! وكل فودة بالإشارة يفهمُ

 

أخيراً لك مني اعتراف : أنا أحبك ، وأعترف بأنك موهبة إعلامية فذَّة ، ولا أصفك بالخائن ، إنما أنتم جميعاً تكتبون لأنفسكم لترضوا أنفسكم بأنفسكم ، وتخافون من أنفسكم فيما بينكم ألا يُقال على أحدكم " دَوَلجي " في وقت نحن فيه في أشد الحاجة لبناء دولتنا ومؤسساتها ، في وقت أصبح فيه الإعتراف بالإنجاز والعمل تُهمة تحتاج لشجاعة في إعلانها .

دُمت بخير

 

 

 

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز