لحسن العسبي
الوطن عند أمي
بقلم : لحسن العسبي
1-
جاءت حبة رمل عند الشط، وقالت للبحر:
إن الصحراء لم تأخد منك غير السراب.
2-
مطر الصيف (وليس الغيم) دوما كذاب،
وحدها العقارب التي تصدقه.
3-
سألت القصبة الناي:
يا ترى،
هل تطربك قصبتي، مثلما تطربني قصبتك؟
4-
كثيرا ما يمر السيل،
كثيرا ما يجرف الحجر الكبير،
كثيرا ما لا ننتبه حينها لبكاء الحصى
في ضفاف الأودية.
5-
تفزع الأيائل في الشعاب، فجأة،
ويطير الحجل كجناح مائل وحيد.
تتكوم القنافد في المنحنيات
تقفز الضفادع إلى عمق الأودية
ويحلق القطا للسما..
كلها تفر من الإنسان (الصياد/ القتال)، العابر في الجوار.
وحدها السناجب تقف على قدميها وترفع يديها في تحد إلى فوق.
وحدها السناجب التي تموت واقفة في النار.
6-
تشكر بيوت النحل، نسيم البحر
الذي أعاد لها كل اليعاسيب التائهة.
7-
لم الوطن عند أمي،
دوما،
أن أعود لها سالما في المساء؟