عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"أصل وفصل" داعش في كتاب جديد

"أصل وفصل" داعش في كتاب جديد

بقلم : فادي عاكوم

من اخر الكتب التي تتناول "أصل وفصل" عصابة داعش التي لا تزال تتغول وتتوغل في المجتمعات الانسانية، كتاب "ما لم يكتب عن داعش: رؤية من الداخل.. الخطر القادم"، والذي حاول فيه الباحثين خليل القاضي وأحمد صلاح عثمان الوصول الى الركائز الفكرية - العقائدية لهذا التنظيم الذي جيش الشباب العربي والغربي بتحريفه للايات القرانية والاحاديت النبوية الشريفة.



 

الحقيقة ان الغوص بالتفاصيل الدينية- المذهبية الدقيقة خصوصا ما يتعلق منها بالمدارس الاسلامية والطوائف والافكار، بعد ضربا من الجنون، كون هذه التفاصيل دقيقة جدا متشعبة كالمتاهة، وهذا ما حاول الكاتبين ان يقوما به، بالعودة بالة الزمان الى بعض المدارس القديمة لتفسير حقيقة تفسير داعش، بربط الماضي والحاضر الذي انتج فكر كالفكر الداعشي.

 

الكتاب وضع تسلسلا زمنيا للمراحل التي اعتبرت مراحل نشوء داعش، بدءا من المدارس الوهابية والسرورية وغيرها وصولا الى اطلاق مشروع الخلافة الاسلامية من خلال اطلاق معاهدة حلف المجاهدين في العام 2006 من قبل مجلس شورى المجاهدين في العراق الذي اختار ابو عمر البغدادي زعيما له، وصولا الى تزعم ابو بكر البغدادي في العام 2010.

 

الكتاب استعرض الالية التي يتبعها داعش، فيما يتعلق بالتجنيد الالكتروني، وجباية الزكاة ومصادر التمويل، والصراعات التي طفت الى السطح بين التنظيمات الجهادية المختلفة، واتهام كل من يعارض التنظيم بالردة، والحرص الدائم على عدم انشقاق العناصر واتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون ذلك، بالاضافة الى عمليات التعذيب والتنكيل التي تمارس بسجون داعش وذلك نقلا عن شهود موثوقين.

 

الكتاب ورغم الحرص الكاتبين على فضح اسرار وعقيدة التنظيم، الا انهما ربما خدماه دون ان يدريا، فربط عقيدة التنظيم او ربط الافكار التي ادت الى نشأته بافكار اسلامية تاريخية ( نتفق معها او نختلف)، يعطي للتنظيم مبررا وجوديا فكريا وعقائديا بالاضافة الى المبرر الديني من خلال التمثل بالسلف الصالح، وهذا امر يعول عليه كثيرا امراء التنظيم وشرعييه خلال عملية التجنيد والانتشار والاستقطاب، فكل الاديان السماوية مرت بمراحل مختلفة منها المنير والمظلم، ومن الظلم ربط اي تحرك عصري بمحطات تاريخية كان لها الاثر السيئ او الايجابي حين حصولها.

 

الكتاب ركز على دعم الولايات المتحدة الاميركية لتنظيم داعش من خلال تسليحه، علما ان الوقائع تشير الى ان التنظيم حظي بدعم ايراني - تركي، اذ ان غالبية قيادات تنظيم القاعدة الذين تحولوا الى داعش او دعموه على الاقل لهم علاقة بطريقة او باخرى بايران، فمنهم من انتقل اليها من افغانستان، ومنهم من وجد فيها الملاذ الامن لسنوات طويلة بعيدا عن الملاحقات الدولية، حتى ان العديد من الاوراق الثبوتية الرسمية وجدت مع اسرى وقتلى التنظيم تؤكد تواجدهم لفترة زمنية في ايران، علما ان نظرية الدعم الاميركي يتعارض كليا مع نظرية نشوء داعش بسبب تطور الفكر الجهادي تاريخيا.

 

ونفس الامر بالنسبة للدور التركي في عملية تطور ونشوء داعش، حيث لم يتم التطرق اليه بالشكل الكافي، خصوصا فيما يتعلق بحركة انتقال الجهاديين المزعومين من والى اوروبا، بالاضافة الى تقديم المخابرات التركية الدعم الكلي لهذه العناصر في الداخل السوري، وفتح المعابر البرية التركية - السورية على مصراعيها لدعم التنظيم لوجستيا.

 

الكتاب لم يعط مساحة كبيرة بل قلص جدا الحديث عن الدور الكردي في سوريا بمواجهة عصابة داعش، فسرد تاريخي من هذا النوع كان لا بد من التركيز على هذه القضية بشكل كافي كونها ظاهرة تستحق الاهتمام، خصوصا وان القوات الكردية تعتبر الوحيدة تقريبا التي استطاعت الوقوف بوجه المد الداعشي والحاق الهزائم بجيش هذه العصابة الذي حول الاراضي السورية والعراقية الى ارض محروقة.

 

الكتاب الذي صدر في العام 2015 عن دار ابعاد في لبنان يعتبر باكورة جهد كبير من قبل الباحثين خصوصا وانه عمل في اجزائه الغير تاريخية على تعرية مفاهيم وبروباغندا داعش، والتي استعملها لانتشاره وتصوير العصابة التي انشاها بانها خير ممثل للمسلمين.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز