عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بتلف وترجع!

بتلف وترجع!

بقلم : محمد نوار

ظاهرة الشتم عند المصريين من الظواهر المثيرة للاهتمام، والغالبية يعتبرون الشتيمة إما أنها "بتلف وترجع لصاحبها" أو إنها "ما بتلزقش"، ويفضل البعض ومنهم البنات استخدام الشتائم المحورة، مثل "أحححمد"، "إبن الشششعب"، "عيال خواااجات"، "بنات قراميط"، وعند سماعهم الألفاظ الأصلية تجدهم يترحمون على تدني الأخلاق.



والبعض الأخر يشتم ويسمع الشتائم بالإنجليزي ويرفضها بالعربي مع أنهما بنفس المعنى، وغالباً لن تجد من يسب الدين غيرنا ومع ذلك نعتبر أنفسنا أكثر شعب متدين في العالم.

الشتم بين الناس يكاد يكون من مفردات التعامل اليومي، وأي خلاف ولو بسيط يتحول لشتم وسب، وقد يلجأ البعض للشتم كرد فعل، فالشتائم تنتشر بالعدوى في الشارع، والمواصلات، والتليفزيون، وعلى شبكة الإنترنت، والنتيجة أن كل الطرق تؤدي إلى الشتائم.

لكن الفئة الأكثر استخداماً للشتم هم مشجعو الكرة الذين لا يستمتعون بمشاهدة المباريات إلا بشتم اللاعبين سواء لاعبي فريقهم أو الفريق المنافس.

وهناك من يتفق مع أصدقائه على عدم الشتم بالأم والأب، والشتم بين الأصدقاء يأخذ عادة طابع التهريج، مثلاً واحد يقابل صاحبه بعد فترة من الغياب ويقول له: "فينك يا خـ.."، وصاحبه يحضنه ويقول له: "انت اللي فينك يا عـ.."، ويستعيدا الذكريات بينهما، ثم يأتي أحدهما بفعل يستفز الأخر فيقول له: "انت حمار"، وبسبب الشتيمة الأخيرة فقط تحدث القطيعة بينهما.

والملفت للنظر وجود بعض التعبيرات التي تستخدم للإهانة ويستخدم المقابل لها للقسم، مثل تعبير "وحياة أمك" ومقابله "وحياة أبوك"، الأول يستخدم للإهانة "وحياة أمك"، ويستخدم في التهديد "وحياة أمك هاوريك"، والثاني يستخدم للقسم به للتصديق "وحياة أبوك بجد".

ووصل الشتم للشعر، فالشاعر نجيب سرور بعد اتهامه بالجنون وحجزه في مستشفى الأمراض العقلية، كتب ديواناً كاملاً مستخدماً فيه أقبح الألفاظ، وبعنوان مشتق من "الأميات"، يروي فيه معاناته في الفترة من 1971 إلى 1974، وتحولت الأشعار التي كتبها نجيب سرور إلي ملحمة هجائية يحفظها الكثيرون، بالرغم من عدم طبعها.

والشتائم كانت تنحصر في فترات سابقة على بعض فئات المجتمع، والآن انتشرت بين كل الفئات، وقد يرجع ذلك إلى الإحساس بالقهر والظلم بسبب سيطرة الاستبداد على حياة الناس.

ويبقى أن انتشار الشتائم في المجتمع هو مؤشر على خلل في منظومة التربية لدى الأسرة والمدرسة، كما أنه دليل على المستوى المتدني لأخلاق وثقافة المجتمع صاحب العادات والتقاليد والحضارة والدين.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز