عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"مصر " شكل تاني!!

"مصر " شكل تاني!!

بقلم : د. حماد عبدالله

لا شك بأن "مصر" قد أصبح لها شكل تاني!! كما يقول المصريين, (مصر ) المحروسة, طالما عاشت حقبات من الزمن, أطلقنا عليها كمصريين ، حقبات من الزمن الأسود, لا يمكن أن تغيب عن وعي المصريين، يتذكر المصريين أيام سوداء فى أعقاب نكسة (1967), وما قبلها حيث مرت البلاد بحقبات من الظلم على بعض طوائف المجتمع ولعبت الأجهزة "المخابراتية والمباحثاتية" دوراً بالغ السوء في إدارة شئون حياة المصريين وكانت " النكسة " هى العقاب الآلهي الذى تلقاه النظام في ذلك الوقت وتحمله الشعب المصري بخواصه الفريدة فى الصبر ، وقدراته الهائلة على تحمل الظلم, ولكن دائماً إلى حين!!



وكان الفرج بعد أن (حَلَكَ الظلام ) , وإستعدت مصر وإستعادت قوتها وكرامتها, وبعد حسابات عسيرة مع من أفسدوا الحياة السياسية في مصر, تمت محاكمات, وقام الشعب لأول مرة بمظاهرات بدأت من "كلية الفنون التطبيقية"بالجيزة ،

و "كلية الهندسة جامعة القاهره" وخرجت كل الكليات و"مدرسة السعيدية الثانوية" لكي تخرج القاهره, ولحق بها عمال (حلوان) ثم مصر كلها ، في مظاهرات تقترب من الثورة لكي تطالب بإعادة المحاكمة للمسئولين عن النكسة, وعرفت تلك المظاهرات (ثورة الطلبة فبراير 1968) وألقى الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" بيان هام حدد فيه خطوط واضحة وكانت بمثابة نقلة نوعية في " نظام الحكم في مصر " وعرفت هذه الورقة ببيان (31مارس 1968) واكبها الإفراج عن الطلبه المتحتجزين فى ( سجن القلعة)  ( الذى هدمه بعد ذلك الرئيس السادات )  

وعاشت مصر فترة من الكفاح لكي تعيد بناء قواتها المسلحة ، والتى قادها بجداره الراحل جمال عبد الناصر وحوله ( حب شعب ومصر وتفانيه ) حتى كانت اللحظة والتى قادها الراحل الرئيس السادات يوم 6 أكتوبر 1973 ، ومع أستمرار نظام الحكم ، وصلت الحالة في مصر إلي حالة من الفساد ( بقدر ذلك الزمن ) من إنفتاح سماة الكاتب" المرحوم أحمد بهاء الدين " ، ( السداح مداح ) ووصلت الحالة بالمصريين قبل إغتيال" الرئيس السادات " في 6 أكتوبر 1981 إلي حالة من السواد ، وكان ( النهار علي وشك الإنبلاج ) ، حيث مفكري هذا الوطن أكثر من الف وخمسمائة من كل الأطياف مسلمون ومسيحيون وكتاب وشيوعيون وليبراليون ووسط ، وغيرهم ، أودعوا  في سجن طرة يوم 5 سبتمبر 1981 ، وحتي مجىء الرئيس الأسبق مبارك للحكم ، وخروجهم من السجن لمقابلة الرئيس الجديد وعاشت مصر مرحلة من الكفاح لكي  تعيد البناء في البنية التحتية ، ونبدأ عهد سمي في ذلك الوقت بالطهارة !! حيث قال الرئيس السابق في أول خطاب له أمام مجلس الشعب بأنه سيحكم بالعدل ، وأن السيدة حرمة لاعلاقة لها بالدولة أو السلطة أو العمل العام ،

جاء الرئيس الأسبق مبارك وشاهده شعب مصر ، ، شعره أبيض ويرتدي ( نظارة نظر ) وألقي كلمته من ورق كان يحمله بين ( إبطية ) في يديه أمام مجلس الشعب.

ومرت السنوات طويلة ، طويلة ، وتعدل الدستور وجهز النظام البلاد                          " للتوريث"وشاهد شعب مصر أن " شعر الرئيس الأسبق"  دائماً "أسود لامع" ، ولايرتدي "نظاره نظر" ،بعد مرور ثلاثون عاماً على المشهد الأول أمام مجلس الشعب وأصبحت السيده حرمه هي " الحاكم الأمر في مصر "، ( سبحان الله) !!

لم يستجب النظام لنصائح ومحاولات الصادقين من حوله ، وإزدرى النظام كل من حاول نصحه ، أو تعديل مساره ، وإستعان (بالأنصاص) وإستبعد الأكفاء والندرة عن محيطه ، وأصبح الليل شديد السواد فى حياة المصريين ، وكان لابد للنهار أن ينجلى ،  ولعلها " سنة الحياة فى مصر " المحروسة دائماً بعناية الله !!

اليوم أسرد هذا التاريخ الغريب على أذهان أغلبية من شعب مصر ، وخاصة النخبة من المصريين ، حيث وجب التذكير والتنبيه دائماً ، فنحن شعب ( يئسى )كما جاء فى ( أبناء حارتنا ) للراحل العظيم نحيب محفوظ ( سمه أهل حارتنا النسيان ) !!

مصر اليوم شكل تانى ، ومن المفترض بعد أن أستطعنا إعادة الهوية المصرية فى 3 يوليو 2013 عقب ثورة أجتاحت البلاد أستحقت التسجيل فى " موسوعة جنيس "، وأنتخابنا لرئيس بمحض إرادة جماعية أقتربت من التسعين فى المائة ( حقيقة وليس تزويراً ) بل أننا أستدعينا الرجل لكى يتولى الحكم !! وجب أن نتذكر دائماً بأن التاريخ لن يعيد نفسه على الأطلاق ، فمصر اليوم وغدا إن شاء الله شكل تانى !!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز