عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الثيوصوفية وميتافيزيقا الماسونية

الثيوصوفية وميتافيزيقا الماسونية

بقلم : د. عصمت نصار

 



ذهبت الموسوعات الروحية إلى اعتبار النزعة الثيوصوفية حجر الزاوية للعديد من المباحث وذلك لجمعها في بنيتها المعرفية – كما ذكرنا – بين الدين والفلسفة والقيم والعلم والفن وعلوم الروح بالإضافة إلى تبنيها العديد من الشعارات والمعتقدات التي ذاعت في الفكر الحديث والمعاصر مثل الدين الطبيعي ووحدة الأديان وتعاليم ومبادئ الماسونية والبهائية والقاديانية وعبدة الشيطان وجمعيات حقوق الإنسان والتصوف العملي ذلك فضلا عن تأثرها بالأفكار التاوية والكونفوشيوسية الحديثة والبوذية والجينية المعاصرتين وجمعيات تحضير الأرواح والتفسير النفسي للكتابات المقدسة.

ولعل ذلك الثراء والزخم الفلسفي جعل العديد من النقاد يطلقون عليها ميتافيزيقا الماسونية ويرجع ذلك إلى أنها تعبر عن الخطاب الماسوني ولاسيما في الجانب الروحاني فأقطاب الماسونية وزعمائها مازالوا يرددون في خطاباتهم أن ما يطرحونه من مبادئ وقيم ما هو إلا إلهامات وإشراقات موحى بها نتيجة اتصال مباشر من قاداتها وأساتذتها بالعقل الفعال صاحب الحقيقة المطلقة أو الحكمة الإلهية ويبدو ذلك جليا في تلك المبادئ التي يمكن تلخيصها في :

أن إبليس أو الشيطان هو العلة غير المباشرة لوجود الإنسان على الأرض الأمر الذي يستوجب إجلاله وتعظيمه وليس زجره وتحقيره وانطلاقا من الأساطير السريانية والبابلية والهندية والتصورات اليونانية وتعاليم هرمس والغنوصية تلك التي أكدت أن الروح الإنسانية كانت في معية الإله حيث النعيم وعالم الحقائق المقدسة ثم انفصلت عنه بفعل الإصغاء لحديث الشيطان أو عشقها للمادة الأمر الذي قضى بإخراجها من تلك الجنان وقذف بها إلى الأرض لتسود ما به من موجودات بموجب طبيعتها العاقلة. فإذا كان إبليس هو الذي أخرج آدم وحواء من الجنة بحسب الكتب المقدسة فإنه أيضا هو الذي وهب للإنسانية حريتها ووضع في عنقها مسئولية الاختيار بموجب إرادة حرة تتوافق مع طبيعة كل فرد وقدرته على الامتثال إلى الحقيقة الإلهية والموازنة بينها وبين احتياجات الواقع المعيش في الأزمان المتعاقبة. وتعترف الكتابات الثيوصوفية أن ما تقدمه من أدلة على وجود إله صانع أو مهندس للكون ليس مذهبا جديدا بل هو حصاد المباحث الفلسفية والأنساق الأسطورية وما جاءت بها المعتقدات الدينية على مر العصور أما الرؤى الإلحادية التي تنكر وجود الإله وتُرجع كل الموجودات إلى عناصر مادية لا تعد سوى رؤى قاصرة عن تخطي الحجب التي تفصلها عن عالم الأسرار وتحول بينها والحقيقة والحكمة الإلهية. ([1])

الكشف عن القوانين والعلل المباشرة وغير المباشرة التي تحكم العالم والتأكيد على أن ما يصل إليه العلم من نظريات وحقائق جزئية لا يمكنها إثبات أن هذا العالم تحكمت فيه الطفرة وأن موجوداته نشأت بالمصادفة بل إن العكس من ذلك تماما تؤكده الطبيعة ذاتها فإن ما بها من إبداعات يكشف عن أنه وراء ذلك العالم صانع ماهر ومهندس مخترع هو الإله. ([2])

تأثرت الثيوصوفية بالفلسفة الأروحية Animism أو المذهب الحيوي تلك التي تؤمن بوجود كائنات روحية تتحكم في سير الوجود وما فيه من كائنات بما في ذلك إرادة الإنسان وقد روج لها إدوارد بيرنت تايلور في أخريات القرن التاسع عشر ، وذلك في كتابه الحضارة البدائية الذي ظهر عام 1871 وبين فيه أن عبادة الروح الكلية الخالدة هي الأصل الحقيقي لكل الديانات والمصدر الأوحد لجميع المعارف والعلوم, وعلم كذلك أن لكل موجود في الكون قرين روحاني مفارق للبدن هو الذي يجلب المعارف المستقبلية ويتخطى الحجب ويقطع المسافات الشاسعة في سياحته خلال ساعات ثبات الموجودات المادية أو سبات الإنسان في نومه. فالأحلام ما هي إلا رسائل لم يستطع العقل فك رموزها وأن أصحاب القدرات الروحية الفائقة هم الذين يستطيعون تفسيرها أو رؤيتها وقراءتها بوضوح رؤيتهم للمحسوسات. وقد طور الإنجليزي (ر.ر ماريت R.R Marett) في كتابه مقدمة في الدين -1914- معتقدات هذه الجماعة إذ بين أن سلوك الإنسان في المجتمع لا يخضع لإرادة القرين فحسب بل البيئة المحيطة والثقافة السائدة أيضا وذلك لأن الطاقة الروحية المتمثلة في القرين لا يمكنها السيطرة تماما على العقل الإنساني الذي تتحكم فيه أهوائه وميوله ورغباته وبقدر استجابة الأفراد لأقرانهم الروحيين أو رفضهم لتعاليمهم يمضي الإنسان مختارا بإرادته الحرة لما يحقق له السعادة التي يتصورها.         

وقد تأثرت التعاليم السرية الماسونية بهاتيك الآراء وكذا الاتجاه الهندي من الثيوصوفية ويرجع ذلك لتآلفه وانسجامه مع البنية الميتافيزيقية للفلسفات الشرقية بوجه عام. ([3])

لم تفلح الثيوصوفية في التخلص من الثوب الميتافيزيقي الأسطوري الذي تجلى في اعتقادها بإمكانية الاتصال بالجن والعفاريت والمردة والشياطين وذلك عن طريق تحضير الأرواح والسحر وقراءة الطلاسم وغير ذلك مما عبرت عنه النحلة النيكرومانسية Necromancy تلك التي تنحدر من الثقافات العريقة ( المصرية ، البابلية ، الآشورية ، السريانية ، اليونانية ، الرومانية ، الإيطالية ). وقد عرفت في العصر الوسيط ( بكهانة السحر الأسود أو العلاقات السفلية ). وقد تأثر الثيوصوفيون الكلاسيكيون بهذه الآراء ويبدو ذلك في تعاليم ( حراس المعبد ) وهي إحدى الطوائف التي تجمع بين الماسونية والثيوصوفية وعبادة الشيطان في بنيته العقدية. ([4])

ومن التعاليم الميتافيزيقية السرية التي تأثرت بها الثيوصوفية ( عبادة الشيطان ) Satanism ويتمثل ذلك في مسألتين أولهما رفض النظريات الدينية التي تجعل الشيطان المسئول الأول عن السلوك المنحط أو الدوافع الشريرة أو الخطية أو العنف أو الصراع بين البشر وترد ذلك كله إلى ضعف الأنفس الإنسانية التي لم تستطع الوصول إلى الحقائق الكلية الأمر الذي ألقى بها في لجة المنافع الفردية واللذات المحسوسة الأمر الذي لم يقل به الشيطان ولم يدعو إليه – من وجهة نظرهم - ، أما الأمر الثاني فيبدو في استلهام العقل الشيطاني لاستجلاء الحقائق والارتقاء بالذهن البشري إلى آفاق الابداع والتصورات المبتكرة ذلك فضلا عن التطبيقات التكنولوجية المعاصرة التي تتلصص على كل ما يختزنه العقل البشري من معلومات وبيانات وتصورات وخيالات فتتحكم فيه وتوجهه. ([5])

النظر للدين ( Religion ) على إنه تلك المحاولات أو الطرق التي يسلكها الإنسان للعودة ثانية إلى عالم الحقائق أو الحكمة الإلهية التي انفصلت عنها روحه أو جانبها الروحي وذلك عن طريقين أولهما التأمل العقلي وثانيهما السمو الأخلاقي وعليه فإن كل الأديان ما هي إلا خبرات إنسانية متراكمة تسعى جميعها إلى نفس المقصد ألا وهو العودة إلى المنبع أو الأصل .وبناء عليه لا تعدو تعاليم الأنبياء والمصلحين والفلاسفة إلا أن تكون مجرد قنوات للاتصال بعالم الربوبية والمعاني المجردة والقيم المثالية. ([6])

أن الأخلاق والقيم التي تدعو إليها الماسونية وتجعلها الثيوصوفية إحدى ثوابتها لا تعدو أن تكون قراءة واضحة وصحيحة للحكمة الربانية فالدعوى للعدالة والحرية والمساواة والتآخي بين البشر من القيم الرئيسة التي لا تختلف حولها كل الأديان وجميع الفلسفات وتعتبرها من الحقائق اليقينية والحقوق الجوهرية لحياة الإنسان ذلك فضلا عن الدعوى للإخاء الإنساني أو الكوكبة أو العولمة. فالتعاون البشري فريضة لا تستقيم الديانات بدونها لأنها مقصد إلهي كما أن التعويل على العقل والعلم في اكتشاف الكون وأسراره تعد كذلك من الفضائل الأخلاقية لأن الإله حمل الإنسان أمانة التعقل لفحص ما يدور من حوله من موجودات ليتيقن من وجوده وقدرته الفائقة وعظمة إبداعه باعتباره المهندس الأعظم. ([7]) وقد عبرت عن ذلك هيلينا بلافاتسكي في كتابها الطرق إلى الثيوصوفية إذ أكدت أن الروح الإنسانية واحدة وإن تعددت بعد ذلك في أبدان متباينة تحكمها الأعراق والأنساب والأجناس والأنواع بيد أن كل ذلك لم يؤثر على طبيعتها الإلهية التي نشأت في معيتها كما أن السلام العالمي الذي تنشده الثيوصوفية بين البشر يعد كذلك مطلبا إلهيا لأن فيه عود إلى البدء فالروح الإنسانية والروح الإلهية كيان واحد متعدد الصور والأشكال . ([8])

أن أدب الاختلاف وعقلانية الحوار والدعوى للتسامح بين الخصوم من ثوابت الفلسفة الغيرية التي تدعو إليها الثيوصوفية والجمعيات الماسونية وذلك ضمن فلسفتها التطبيقية ودفاعها عن حقوق الإنسان وحريته في البوح والنقد والاختلاف فعبادة روح الطبيعة الحية على حد تعبير هيلينا لا يمكن تطبيقه إلا من عقول حرة وأنفس راقية وأرواح لا تعاني من سجن الاضطهاد وعذابات القيود الاجتماعية أو السياسية أو الدينية. والديانة الحقة هي التي تترك للآنا حرية الطريق الذي ترشده اليهم الطبيعة الطابعة ( الإله الأعظم ) والطبيعة المطبوعة أي الوجود الذي نعيش فيه. فالثيوصوفي الحق هو المتصوف والفيلسوف الذي تحررت روحه من كل شيء سوى رغبتها في امتلاك الحقيقة الربانية والفناء فيها. وتعول الثيوصوفية الهندية على عقيدتي التناسخ والكارما في التأكيد على حرية الإنسان, فقانون الجزاء من جنس العمل يجعل الإنسان المسئول الأول عن صنع مستقبله والتحرر في نفس الوقت من الأخطاء الموروثة والأفكار التي حالت بين انطلاق روحه إلى الآفاق الأوسع وعالم الأخيار والجمالات والكمالات والخلاص من عذابات المادة. ([9])

إن الدجماتيقية أي الآراء القطعية والشيفونية أي التباهي بالذات والأنانية من أهم العراقيل التي تحول بين الثيوصوفي والانطلاق إلى العالم الروحي كما إنها تحول بين الأفراد والانصهار في الوحدة الإنسانية وتدفع البشر إلى الحرب والعنف والاستبداد وغير ذلك من الشرور التي لا يتحقق معها أي شكل من أشكال السعادة أو الخلاص الإنساني.

إن الدين والعلم وجهان لحقيقة ميتافيزيقية واحدة فالعلم أحوج إلى الدين حتى لا يوجه إلى ضمار البشرية والدين أحوج للعلم حتى لا يتحول إلى خرافة وسلطة استبدادية تحول بين العقل وحريته في التفكير. والفلسفة دوما هي التي تغذي الطرفين بالمناهج التي تعين كل منهما على الحياة والتطور. وإذا كانت الثيوصوفية تؤمن بأن الإله موجود بالضرورة باعتباره الطبيعة الطابعة للكون والمتشخص والحال في كل الموجودات وأن القيم الأخلاقية في سلوك الأفراد محكومة بقانون الكارما أي الجزاء من جنس العمل وأن تناسخ الأرواح وحلولها في الأجساد على مر الزمان هو الطريق الذي لا بد منه في رحلة العود ثانية إلى الاتحاد بالحقيقة الإلهية ، وأن التطور هو السنة الكونية التي لا يمكن إنكارها فإن مثل ذلك كله لا يمكن استيعابه بالعلم فقط أو الدين فقط بمعزل عن الفلسفة. ومن ثم لا نجد من بين الفلاسفة الثيوصوفيين من ينكر الروح الكلي المهيمنة على العالم ولا قوانين السببية العلمية ولا وجود الكائنات الروحية ويبدو ذلك جليا في كتابات كل من جوتة ( 1749–1832 ) ، شوبنهاور ( 1788-1860) ، شيلي ( 1792-1822) ، ايمرسون ( 1803-1882) ، والت ويتمان (1819-1892) . ولا نرى كذلك من بين الفلاسفة الإنسانيين من ينكر أن الإخوة العالمية والعمل المشترك من أجل تحقيق العدالة والمساواة ونشر روح المحبة لا بين البشر فحسب بل تجاه كل الموجودات التي يتشكل منها الكون هو الهدف الحقيقي لكل الجمعيات الثيوصوفية وذلك على حد تعبير الحكيمين الثيوصوفيين موريا و كوثومي في قولهما " إن هدف جمعيتنا لا ينحصر في خدمة أفراد أو جماعات بعينها بل خدمة كل البشر ، فشمس الحكمة الإلهية يجب أن تصل للكل بدون استثناء لأنها ليست حكرا على أحد".

أن التعصب والجمود الذي طرأ على الأديان هو العلة الحقيقة للإلحاد ، فإنكار الإلوهية لا يمكن أن يكون أبدا وليد بحث علمي أو نتيجة لتأملات عقلية خالصة بل على العكس من ذلك تماما وذلك لأن الروح الإنسانية قد فُطرت على التسليم بوجود الروح الكلي أو العقل الفعال ومن ثم يصبح الإلحاد مجرد عارض أو مرض يصيب العقول البشرية من جراء مزيفي الحقيقة الإلهية وتشويهها لدرجة لا يستطيع العقل أو العلم قبولها.

أن الثيوصوفي هو ذلك الفنان المتأمل للوجود من حوله بروح ملهمة لا تعبأ بالمظاهر الخارجية للأشياء بل أن بصيرة ذلك الفنان تمكنه من النفوذ مباشرة إلى جوهر كل الكائنات وهي لا تعدو في نظره عن أرواح تتفاوت مراتبها تبعا لدرجة نقائها ، الأمر الذي يبرر عدم رؤية الثيوصوفي لما عساه أن يكون قبيحا أو خسيسا أو رديئا ولا يستثنى من ذلك أرواح العفاريت والشياطين والصور البغيضة للنفس البشرية ولا الأنفس الحاقدة ولا أفعال من نعتبرهم حمقى أو سفلة أو مجرمين وذلك لأن جميعهم يحملون قبس من روح الإله وأن قدراتهم لم تمكنهم من رؤية أو استيعاب أو وعي الحكمة الإلهية والحقائق العلوية ومن ثم يجب على الثيوصوفي أن يأخذ بأيديهم باعتبارهم مرضى أو معاقين أو جهلاء وذلك بالنصح والإرشاد ثم الدعاء لهم بالهداية والخلاص في دورات وأزمان لاحقة. وينزع الثيوصوفيون المعاصرون إلى إعداد عشرات البرامج للتنمية البشرية والتصفية الروحية والارتقاء الذهني وتقويم العقل الباطن وصقل الملكات ، وتعبر عن ذلك هيلينا بلافاتسكي في كتابها (العقيدة السرية) بقولها أن الذين يدعون أن الله قابع في السماء لا يعرفونه ، والحق أنه موجود في كل الموجودات وعلينا أن نتعرف عليه ونراه بوضوح في أرواح كل الكائنات التي تدور من حولنا ومن الخطأ أيضا الاعتقاد بأن المطلق غير محايث للنسبي بل هو مباطن له ومحتويه في آن واحد ، كما أن الفروق بين الكائنات ليست فروقا جوهرية بل هي أشكال خارجية تميز بعضها عن بعض وذلك لأن جميعها قد انبثق وفاض عن روح واحدة منها وُجد وإليها يعود ، ومن هذا المنطلق تقرر هيلينا أن حواسنا الخارجية المادية لا تمكننا من إدراك الحقائق الكلية والمجردة بل القادر على ذلك هو الحدس والمعرفة الباطنية والبصيرة القلبية والمشاعر الراقية والأنفس العاشقة للذات العالية. وأن الوعي الحقيقي لا يكتمل إلا باعتبار المدركات الحسية والمعارف العقلية مجرد عتبات للعرفان الروحي والاستيعاب الحدسي فمنه فقط يمكننا تلمس اليقين والفناء فيه بوصفه الحقيقة المطلقة التي لا يمكن الشك فيها. أما طريق الانطلاق إلى الكمال فيجب أن يبدأ باستثمار طاقاتنا Chakra وأن التأمل أولى خطواته ولا يعني ذلك تأمل الذات فقط بل تأمل كل الذوات للعثور على ذلك الرابط الخفي الذي يجعل من الكون بأسره ذات واحدة ، وتؤكد هيلينا أن عين العاشق المحب هي التي تدرك دون غيرها تلك الرابطة التي تجمع المتقابلات والمتناقضات في سياق واحد لا اضطراب فيه ولا صراع ، وأن الفعل الكامل هو الذي ينطلق من إرادة حرة واعية لا ترمي إلا لتحقيق أكبر قدر ممكن من الخيرية للإنسانية بل إلى الكون بأسره ولا ريب – عندها - في أن الاكتئاب والحزن والندم والشعور بالغربة والاغتراب والإحساس بالظلم والدونية لا يولد إلا من أنفس ضلت سبيلها إلى الاتحاد بالروح الكلي واعتقدت بأن خيرها في المنافع والمصالح الفردية واللذائذ المادية والمطامع الشخصية ، وينبغي على الإنسان أن يتذكر أن السعادة دوما في المستقبل. فإذا كانت روحه قد سُجنت في جسد أدنى فإنها سوف تتحول بعد ذلك إلى فراشة ثم زهرة ثم نسيم ثم أثير ثم طاقة ... حتى تتحد بالروح غير المرئي فتتخلص من عذابات سجن المادة وذلك بقدر تضحيتها من أجل الآخرين.([10])

       وللحديث بقية 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز