عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الدعم والهم !!

الدعم والهم !!

بقلم : جورج أنسي

الزائر إلى (الهايبر ماركت) او ما يسمى بالأسواق فائقة الخدمات والسلع ، ينتابه احساس ان متوسط دخل الفرد فى مصر ربما يقترب  من الدول الإسكندنافية ( النرويج ، الدانمارك ، السويد وفنلندا ) عالية الرفاهية والتى يقدم نسبة كبيرة من مواطنيها على الانتحار بسبب الملل من عدم وجود مشاكل فى الحياة مما يدفعهم الى عدم الرغبة فى الاستمرار والتخلص من حياتهم !!



ووفقًا لما سبق يصبح الحديث عن رفع الهم عن كاهل الدولة - والمتمثل فى الدعم -ضرورة ملحة، وهو يتسق مع ما ذكره احد  المسئولين  قبل الاحتجاجات الشعبية فى ٢٥ يناير ٢٠١١ ؛ بأن الشعب يعيش فى رغد والدليل على ذلك الكثافة العالية والإقبال الرهيب على الهايبر ماركتس فى جميع أنحاء الجمهورية وخاصة فى المحافظات الكبرى !

ولعل جمهور هذة الاسواق يصرف فى الزيارة الواحدة- على المواد الغذائية - ما قد تصرفه عدة أسر بل قد يفوقها، وهو فى اعتقادى مؤشرًا على الخلل والتفاوت الرهيب فى الاجور وليس على الرفاهية ؛ فجمهور هذة الاسواق لايشكل أكثر ٢٪‏ من الشعب المصرى ، وهو ما يجعلنا نطالب الدولة بالكف تمامًا عن ترويج لحدوتة ( رفع الدعم ) وما تقوم به من قياس اتجاهات الرأى  العام بطريقة بث شائعة وانتظار ردود الأفعال ؛ فالناس لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الأعباء .. لأن شائعة الغاء بطاقات التموين لمن تزيد دخولهم عن ١٥٠٠ جنيه او رفع الدعم لمن  وصلت دخولهم الى ٢٥٠٠جنيه ،باتت مزعجة ومستفزة لأن الزيادة الأخيرة فى المحروقات كانت كفيلة برفع أسعار جميع السلع ، هذا بالرغم من أن الدولة (صدعتنا) بأنها حريصة دائمًا على أن يذهب دعم البنزين والسولار لمستحقيه ، بل أننا تفاءلنا خيرًا عندما أخذت الدولة على عاتقها - بمنتهى الحيوية - استخراج بطاقات ذكية للمواد البترولية لمصر كلها، مع التأكيد على أن هذة البطاقات تهدف الى ضمان الدعم لمستحقيه ... وفى النهاية خرجت البطاقات للنور واستقرت فى المنازل دون استخدام بعد أن كلفت الدولة عدة ملايين من الجنيهات ، ولم يعد أحدًا يذكرها لا بالخير ولا الشر !!

إن هذة البطاقة نموذجًا على فن الاستفزاز الذى تمارسه الدولة - وهذا ما كتبته من قبل مرارًا وتكرارًا- وكم من المستفزات المبكيات.. لعل آخرها ترويج مقولات رفع الدعم او الغاء بطاقات التموين لدخول معينة مع التذكير بعملية ( تعويم او تحرير الجنيه المصرى ) والتى بالضرورة ستقود حتمًا لرفع الاسعار والتى سيتحمل فاتورتها غالبية المصريين وليس رواد الهايبر ماركتس ! 

 فإلى متى تستمر الحكومة فى استفزاز عوام الناس ؟! ألم يحن الوقت للتهدئة ..ألم يحن الوقت لدراسة متأنية لحال غالبية المطحونين ...لماذا كل هذة الخطوات المتسارعة المستفزة وكلها تصب فى غير مصلحة الغالبية ...يا سادة قليل من العقل والحكمة والرحمة !.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز