عاجل
الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الفالنتين

الفالنتين

بقلم : د. داليا مجدى عبدالغنى

نحن نحتفل هذه الأيام بعيد الحب ، فهو عيد العُشَّاق والمُحِبين ، وكل من له قلب ينبض ويدق ويشعر بأسمى وأنبل المشاعر الإنسانية ، وأظن أن أطهر شُعور يمكن أن يحس به إنسان هو الحب ، فهو قادر على قتل مشاعر الأنانية والخداع والانتقام ، فهو يُجرد النفس البشرية من ذلاتها ، ويُكَمِّل نقائصها ، ويُجَمِّل عيوبها ، ولكن ، تُرى لماذا لا نشعر بقيمة الحب وأهميته إلا في هذه المناسبة ؟ ولماذا لا نتذكر الكلمات الرومانسية ، والأحاسيس الدافئة ، إلا في هذا التاريخ على وجه التحديد ؟!



بالرغم من أن الحب شعور دائم ومستمر ، فهو لا يرتبط بموسم معين ، فهو موجود على الدوام ، ولكن للأسف ، نحن من نُنحي المشاعر جانبًا ، ونتغاضى عنها ، وكأنها أمر ترفيهي يُمكن الاستغناء عنه أو إقصاءه ، لحين الاحتياج إليه ، في حين أننا لو أدركنا أن هذه المشاعر ، هي التي تعطي لحياتنا معنى وقيمة، وهي التي تساعدنا على تقبل أزمات وصُعوبات الحياة ، وهي التي تُجدد الفيض في القلب ، وتُعيد الشباب إلى الروح ، وتخلق النضج في العقل ، وتقتل الشر داخل النفس ، فلولا هذه المشاعر ، لكان الإنسان دخل الحياة وخرج منها بلا معنى أو قيمة ، فالحب ليس مُجرد المشاعر التي تُولد بين رجل وامرأة ، بل هو في الواقع أعمق من ذلك كثيرًا ، فهو كل شعور صادق ونبيل ، يُخاطب القلب والإحساس ، ويحث النفس على التطهر والتجرد من كل آفاتها ، فهو يشفي القلوب ، ويسمو بالنفوس ، ويرفع راية الإخلاص والتسامح ، فالإنسان بدون حب ، يساوي إنسان بلا حياة ، وبلا معنى ، وبلا هوية ، وليتنا نُدرك أن الحياة لا يوجد فيها ما يستحق أن نُحَمِّل قلوبنا بكراهيته ، فهي أبسط وأقصر من ذلك بكثير ، فخلايا وأعضاء الإنسان أضعف كثيرًا من احتمال الضغوط التي يُحَمِّل الإنسان نفسه بها بلا جدوى . وسبحان الله ، فالقلب لا يحتمل مشاعر الكراهية ، مهما قلت ، في حين أنه قادر على احتمال مشاعر الحب مهما زادت .

وأخيرًا ، أتمنى أن تكون حياتنا كلها عبارة عن عيد حب ، وألا يقتصر على الفالنتين فقط ، وبإمكاننا ذلك لو أردنا .

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز