عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حفظ الله مصر
بقلم
محمد نجم

حفظ الله مصر

بقلم : محمد نجم

أعجبنى جدًا ما سمعته من البابا تواضروس، وما ردده من بعده قساوسة الكنيسة المصرية من أنه «إذا حاول الإرهابيون حرق الكنائس.. فسوف نصلى مع أشقائنا المسلمين فى المساجد، وإذا حاولوا حرق المساجد.. فسوف نصلى معا فى الشوارع».



تلك هى «المصرية» الجميلة التى استوعبتها عقولنا وارتاحت لها أنفسنا وثبتت فى قلوبنا جميعا كمصريين منذ آلاف السنين، حيث عشنا كشعب واحد فى وطن عزيز على الجميع.

وهو ما عبر عنه من قبل الحكيم المرحوم الأنبا شنودة عندما قال: «.. مصر ليست مجرد أرض نعيش عليها، إنما هى وطن يعيش فينا».

نعم.. من حقنا أن نفخر بأنفسنا، وبأجدادنا المؤسسين لهذا الوطن مهد الحضارة وحاضن الرسل والأنبياء وملاذ المضطهدين على مر العصور، مصر المحروسة بإذن الله.. مصر التى استقبلت إبراهيم أبا الأنبياء، والتى أنقذت يوسف وتربى فيها موسى، ولجأ إليها عيسى، وتزوج منها نبينا محمد خاتم الرسل والأنبياء.

لقد وعد الله كل من يدخلها بالأمن والأمان.. (ادخلوا مصر.. إن شاء الله آمنين).

فهل بعد كل ذلك.. تؤثر فينا أو ترهبنا بعض الحوادث التى يرتكبها أىّ من الذئاب المنفردة..خوارج هذا العصر؟.

لا والله.. وياما دقت على الرأس طبول.. مجاعات وكوارث طبيعية وغزوات خارجية من كل جنس ولون، فما الذى حدث؟.. هُزم الغزاة.. أو أُسروا أو بلعتهم رمال صحرائها.. أو رحلوا محملين بالخزى والعار.

لقد تعرض أجدادنا لظلم كبير من غزاة جبابرة وغيبت بعضهم السجون من حكام ظلمة، وجاعوا وعطشوا وساءت أحوال معيشتهم لفترات زمنية طويلة، ولكن - أبدا - لم يفتنوا ولم ترفع طائفة منهم السلاح على أخرى، ولم يقاتل أهل منطقة منهم غيرهم على مرعى أو مياه، بل ظلوا شعبًا واحدًا وإن تعددت لهجاتهم أو اختلفت دياناتهم، وظل النيل يرويهم سواء احتضنتهم الدلتا أو آوتهم الصحراء.

لقد آمنا منذ الأزل برب واحد، وأنه خلقنا لنعمر الأرض ونعيش عليها ونأكل من خيراتها.

وسبحانه القائل فى كتابه الكريم (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ).

نعم.. نحن المصريين من الذين وصفهم رب العزة سبحانه وتعالى بألا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

فلماذا.. لا خوف علينا ولن نحزن - بإذن الله؟.. لأننا قوم مسالمون متسامحون.. ولكننا نعتز بكرامتنا ونرفع شعار «نسالم من يسالمنا.. ونعادى من يعادينا، لا نتآمر على غيرنا.. ولا نتدخل فى شئونه، ومن ثم لا نقبل أن يتدخل أحد فى شئوننا ونرفض ونقاوم كل من يتآمر علينا.

لدينا جيش وطنى قوى يحمى أراضينا ويذود عن حدودنا، ولدينا شرطة مدربة حاسمة تطبق القانون وتضبط كل من يخالفه، وقضاء نزيه يحمى الحقوق ويرد المظالم إلى أهلها، وقيادة حكيمة واعية بمجريات الأحداث تحاول تعبئة الشعب وقياداته نحو مستقبل أفضل بإذن الله.

ولدينا أيضا أرض واسعة.. نسعى فيها ونأكل من مناكبها، ثم اقتصاد واعد متنوع الأنشطة لديه مخزون كبير من الثروات تنادى من يكتشفها ويحسن استغلالها.

لدينا خبرات دولية يشار إليها بالبنان مستعدة لخدمة وطنها بعلمها وبمعلوماتها.

ثم لدينا أجيال شابة متعلمة سوف يثقلها التدريب بخبرات إضافية تمكنها من التعامل مع مستجدات العمل والإنتاج بالتكنولوجيا الحديثة لسد حاجات المجتمع وتصدير ما يزيد على استخداماته.

حبانا الله بموقع فريد يطل على بحرين يتوسطا العالم، وبه نهر خالد سوف تتدفق مياهه إلى يوم الدين، وبه بحيرات عديدة تحتوى على ثروات متنوعة.

إذن.. فلتدخل الفئران الضالة إلى جحورها وليتوقف المتآمرون عن عبثهم، فنحن أصلب من الحديد وأقوى من صخر الجبال، ولن تهزنا أو توقف عزيمتنا.. أية رياح مهما كانت عاتية!

أقول ذلك.. وأنا أعلم تماما أن للدنيا أحوالها وأن للزمن تقلباته، حيث نمر حاليا بمرحلة دقيقة من الناحية الاقتصادية.. تتمثل فى عجز الموازنة، وتضخم الدين العام، وارتفاع معدلات التضخم ولكن هل نحن بدعة فى ذلك؟

ألم تشهد دول عديدة ما نحن فيه من ضائقة اقتصادية علىمر التاريخ، أو حاليا فى أنحاء مختلفة من العالم؟

إننى أجزم بأنه لو دولة أخرى شهدت ما حدث فى مصر فى السنوات القليلة الماضية.. لبادرت بإعلان إفلاسها! لقد بلينا من أنفسنا بفساد كبير وترهل سياسى وإدارى خطير كان سببا مساعدا لنجاح ما تآمر به علينا الحاقدون الراغبون فى ألا نبرح مكاننا وأن نتحول من قادة إلى توابع.. وأقصد به هذا الذى سمى بـ «الربيع العربى» الذى حول أقطارًا شقيقة إلى أطلال تنعى من شيدها بعد أن زرع الفتنة البغيضة بين أبنائها وأشهرت فصائل قواته السلاح على بعضها، ولكنه كان - والحمد لله - بالنسبة لنا كالنملة التى تحاول «قرص» الفيل!

نعم لقد مررنا بتجربة مريرة وكأنها كانت امتحانا من الله، ولكن بفضله وبوعى من شعبنا وبمبادرة من قواتنا المسلحة تمكنَّا من العودة سريعًا إلى الطريق المستقيم.

ولاشك أن هذه التجربة تركت آثارًا سيئة ولعل أوضحها تلك الفلول الضالة من الإرهابيين التى تقاتلها قواتنا المسلحة على أرض سيناء، وأيضا هؤلاء «الذئاب» الذين يرمون بقنبلة هنا أو يقتلون أحدًا هناك، وأجزم بأن تلك «الأفعال المقلقة» فى طريقها إلى الاندثار والزوال، فهى ليست سوى «طوبة» فى يد صبى صغير يقذف بها رجلا ضخما من بعيد، نعم.. قد تجرحه جرحا بسيطا.. ولكنها لن تقتله!

أما تلك الكتائب الإلكترونية، وهؤلاء «الخوارج» المضللون الذين يحاولون إثارة الفتنة بيننا فسوف تذهب محاولاتهم أدراج الرياح، لأننا وببساطة شديدة.. من المؤمنين الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز (كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).

نعم.. نحن نؤمن بأن الدين لله، والوطن للجميع، والمصريون شعب واحد متماسك مترابط إلى يوم الدين بإذن الله، ولن ترهبنا «القنابل» الفشنك ولن يؤثر فى عزيمتنا «إرهاب» من بعض الذين ذهبت عقولهم وتحجرت قلوبهم.

فيا الله.. (لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز