عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لا تعايرنى ولا أعايرك!

لا تعايرنى ولا أعايرك!

بقلم : جورج أنسي

لازلت اذكر حجم الضيق الذى سيطر على عقلى وانا أتجول بمتحف الاعلام بالعاصمة الامريكية واشنطن ..صيف عام ٢٠٠٩،ضمن وفد الصحفيين المصريين الذين أتيح لهم زيارة المؤسسات الصحفية والإعلامية هناك،عندما اكتشفت عدم وجود أيًّا من إصداراتنا الصحفية العريقة فى لوحة الشرف التى ضمت معظم إصدارات العالم ومن بينها بالطبع مطبوعات عالمنا العربى ، والأعجب أن اللوحة ضمت صحفًا حديثة نسبيًا، بينما غابت الاهرام - باعتبارها فخر مطبوعاتنا..صاحبة التاريخ العريق- حتى عن وجود ما يشير اليها !



لم تغب هذة الذكرى عنى طوال هذة السنوات ، بإعتبارى أنتمى لجيل نشأ وتربى كقارىء مخلص منذ الطفولة لجريدة الاهرام وما تبعها بعد ذلك من إصدارات مميزة ، وحتى بعد إنضمامى للعمل كصحفيًا محترفًا فى مؤسسة روزاليوسف - منافسًا لها - فإن الاهرام ظلت هى وأخواتها تحتل داخلى مكانة مميزة -وإن أختلفنا على بعض طرق معالجتها للكثير من القضايا - لتظل فى طليعة مؤسساتنا القومية بإمكانياتها المادية والبشرية .

مناسبة هذا الكلام ، تلك المعايرة التى صدرت أخيرًا عن رئيس مجلس النواب ضد مؤسسة الأهرام ، عندما قال ( ندعمها ماليا وهى تقوم بتشويهنا )(!) ، وهى معايرة لاتخرج ابدًا من رئيس برلمان له تاريخه وسط برلمانات المنطقة بل وضم بين جدرانه فى وقت من الأوقات صفوة المجتمع المصرى الذى لم يهتز يومًا لنقد او مهاجمة ، بل والادهى من ذلك انه ليس معنى أن الدولة تقوم بتقديم الدعم المادى والعينى لمؤسسات إعلامية تابعة لها، أن  يعطيه ذلك الحق فى مصادرة حرية الرأى والتعبير، طالما كان فى إطار النقد المباح الذى يكفله القانون والذى يقوى الدولة ولايضعفها ، أما تسطيح القضية ومهاجمة المؤسسات الصحفية القومية بدعوى انها تخسر وتكلف الدولة ملايين الجنيهات فهو التفاف حول ما تعانى منه تلك المؤسسات لأغراض أخرى!

فإذا كانت المؤسسات الصحفية تحصل على دعم من الدولة ، فإن "تعريف" هذة المؤسسات القومية هو أنها ملك للشعب بإعتبارها تمول من أموال المواطن دافع الضرائب ، وأرجو الا يغيب عن الذهن أن دور الصحافة هو الرقابة والنقد لصالح الوطن كما هو الحال بالنسبة لاعضاء البرلمان ، وكلا الفريقين يطالبون بزيادة أجورهم وتدعيمهم ماليا ..فلا تعايرنى ولا أعايرك ......!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز