د. حماد عبدالله
أحلى من الشرف مفيش !!
بقلم : د. حماد عبدالله
وصف مصرى قديم ،حينما يدخل بعض (فتوات) الحي علي فرح منصوب – لم يدفع أصحابه ( الدية) ،أو الراتب أو الرسوم المفروضة من فتوة الحي علي إقامة الفرح ، يدخل صبيان الفتوه لكي يضربوا ( الكلوبات ) وهو ( المصباح الجاز ذو الرتينة النسيج ) الذى كان يستخدم فى الإنارة قبل إنتشار المصباح الكهربائى.
وإذ بالكراسي تقوم بإظلام الفرح ومايترتب علي ذلك من نقل الجرحي والمصابين إلي " المستوصفات " ، وهي أيضا بديل المستشفيات ! ولقد تأصلت هذه الصفة في المناطق الشعبية المصرية ، وكذلك بعض المدن والقري ، حيث لا يوجد رقابة حكومية مسيطرة علي كل الأرجاء بل العكس حيث كانت الحكومة ( الداخلية ) تعتمد في كثير من الأحيان علي ( فتوة ) المنطقة لمساعدتها في ضبط المخالفات التي تؤذي الحكومه ، مثل الوطنيين الذين يعملون في السياسة أو حيازة الأسلحة أو المنشورات أو ما عدا ذلك ، من "مخدرات أو دعارة أو بلطجة" يغمض العين عنها مؤقتاً ! ولكن كل شيىء مرصود ، هذه هي البيروقراطية المصرية في إدارة شئون الحياة في الماضي ، حيث زمن الباشوات والفتوات والغلابة والأفنديات !!
ولعل تأصيل لهذة المظاهر فقد إستطاعت سينما الأبيض والأسود أن تصيغ الدراما وأيضاً الكوميديا وتفوق في تشخيص دور الفتوة كثير من كبار فنانينا- المرحوم "محمود المليجى"، والمرحوم "فريد شوقى" ولكن الذى لايتفوق علية أحد في ضرب الكرسي في الكلوب فناننا الكبير المرحوم "توفيق الدقن" ( الله يرحمه ) بطل
ضرب الكرسى في الكلوب وتعبيراته التي دخلت كلاسيكيات السينما المصرية مثل ( يا أه يا أه ) أو ( أحلي من الشرف مفيش ) وغيرها من تعبيرات ..
ومازالت الحياة المعاصره في مصر تحتشد بعدد غير قليل من ضاربي الكرسي في الكلوب – رغم إختفاء الكلوب وإختفاء أيضاً الكرسى ( العفى )!
إلا أنه فى مناسبات كثيرة يفرح فيها شعب مصر ، سواء بفوز الفريق القومى فى إحدى مبارياته الأفريقية ورفع معنويات المواطنين ، أو الإقتراب من مشاكل الناس بقرار إنساني يحمل في طياته لغة الأخ الكبير ، إلا ونجد أن هناك من يمسك بتلابيب الشعب ، غير سامح بالفرحة أن تبقى أسبوع أو شهر ، شيىء مدهش جداً إن ضرب الكرسي في كلوب فرح المصريين دائماً يأتي من بعض المسئولين أو من بعض جماعات لا تسمح بالفرحة أن تستمر أو بالضحكة أن ( تفرقع ) ، فالضحك عيب ، وفي الأمثلة الشعبية حينما نضحك نقول ( الله ما أجعله خير ) أى إستكثرنا علي أنفسنا الضحك ، وغالباً بعد الضحك، سوف يأتي " النكد " شيىء غريب جداً فى سلوك الشعب المصرى ، وكذلك ضاربى الكلوبات بيننا !!
هذا هو حظنا الهباب في ثقافة موروثة أكثر هباباً ، وإن جاز هذا بين العامة فلا يجوز بين الخاصة من أهل مسئولى إدارة هذا الوطن !!
Hammad [email protected]