عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
السبيل لعراق معافى

السبيل لعراق معافى

بقلم : سعاد عزيز

إستمرار تدهور الاوضاع في العراق و تأزمها و توتر الاجواء فيه الى أقصى حد، يرتبط جدليا بالدور الايراني في العراق و التأثيرات السلبية الناجمة عنه على أکثر من صعيد، وبقدر مايتصاعد هذا الدور و يزداد فإن الاوضاع تزداد سوءا و تعقيدا.



المفارقة التي يجب أن ننتبه إليها فيما يتعلق بالدور الايراني في العراق، هي إن هذا الدور لايطرأ عليه أي تغيير إيجابي مع حدوث تغييرات سياسية في طهران بين جناحي الجمهورية الاسلامية الايرانية، والانکى من ذلك إن الاوضاع في إيران قد تزداد سوءا تبعا لذلك، ومن هنا، فإن التعويل على عهد روحاني و إنتظار أن يتمخض عنه تحولا إيجابيا في العراق، أشبه مايکون بالرکض وراء السراب.

عهد روحاني الذي بدأ بعد تفاقم الاوضاع في طهران و وصولها الى مرحلة بالغة الخطورة، إنما هو عهد قد بدأ من أجل الحد من تفاقم الاوضاع هناك من جانب و السعي لإمتصاص النقمة الشعبية المتصاعدة في سائر أرجاء إيران، من جانب آخر، بمعنى إن روحاني قد جاء بمهمة خاصة من أجل النظام القائم و ليس من أجل المنطقة عموما و العراق خصوصا کما يحاول البعض أن يفسر ذلك.

منذ آب 2013، أي بعد أن إستلم روحاني مهمام منصبه کرئيس للجمهورية، ساءت الاوضاع کثيرا في العراق بعد أن بدأ الدور الايراني يتصاعد و يتسع بصورة ملفتة للنظر حتى وصل الى حد يمکن أن نصفه بذروة التدخل الايراني في العراق، والاهم من ذلك إنه لم يصدر ولو تصريح واحد من روحاني بشأن إنتقاد دور بلاده في العراق خصوصا و المنطقة عموما بل وعلى العکس من ذلك نجد إن روحاني قد أشاد خلال الاعوام الثلاثة المنصرمة في أکثر من مناسبة بهذا التدخل و دافع عنه، وإن العراق الذي فقد عافيته منذ تصاعد التدخلات الايرانية فيه لن يستردها عبر لعبة تبادل الادوار في طهران و التي تجري أساسا من أجل مصلحة النظام وانما يتم إستردادها من خلال إنهاء التدخل الايراني جملة و تفصيلا و جعله محددا وفق القوانين و الضوابط الدولية المعمول بها في العلاقات بين الدول.

مايجري في طهران هو شأن إيراني يتعلق بالنظام القائم نفسه و بمصالحه الخاصة و لايجب أبدا إنتظار تحسن أو تغيير إيجابي من جانب قادة و مسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وانما يجب العمل من أجل السعي بإتجاه تحديد و إنهاء هذا الدور و الذي کما أسلفنا الضمان الوحيد لکي يسترد العراق عافيته، وقطعا فإن ذلك لن يتم أيضا مالم يکن هناك تحرك وطني عراقي و دعم عربي و دولي لهذا التحرك بإتجاه إنهاء التدخل الايراني و إستعادة العراق لعافيته التي هي في الحقيقة سيادته الوطنية.

 

*کاتبة مختصة في الشأن الايراني.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز