عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مناخ حار .. بلدان ساخنة!

مناخ حار .. بلدان ساخنة!

بقلم : د. طه جزاع

مع توقعات دوائر الأنواء الجوية في مختلف بلدان المنطقة العربية بارتفاع درجات الحرارة خلال الاسبوع الحالي ، نكون قد بدأنا العتبة الأولى من الصيف العربي الطويل الذي يبدأ مبكراً في العادة ، ومشينا خطوات باتجاه اثنين من أكثر الشهور حرارةً وعناءً ومشقة ، هما  يوليو  شهر الثورات العربية التقليدية ، وأغسطس ( آب )  الذي تذيب العشرة الاوائل منه المسمار على الباب مثلما يقول المثل العراقي  (  العشرة الأوائل من أب يذوب فيها المسمار على الباب، وعشرة ثانية تكثر فيها الأرطاب وتقل الأعناب ، والعشرة الأخيرة منه تفتح من الشتاء باب ) لكن يبدو ان المسامير سوف لن تذوب وحدها في صيف هذا العام ، وستحترق وتذوب معها اشياء اخرى أهم من المسامير في مقدمتها جلود الناس و .. أرواحهم !



 وكانت وكالة  " ناسا " لعلوم الفضاء قد توقعت قبل حلول صيف العام الماضي انه سيكون الأشد حرارة منذ  بدئها بتسجيل درجات الحرارة عالميا قبل 131 عاما ! مؤكدة انها سجلت ارتفاعاً في درجات الحرارة في الكثير من مناطق جنوب شرق اسيا وشمال اميركا الجنوبية واميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي واستراليا فضلا عن منطقة الشرق الأوسط ، كما حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من الارتفاع المستمر في درجات الحرارة ، وذكرت في تقريرها السنوي عن المناخ العالمي ان أول شهرين من العام الفائت 2016 كانا الأعلى حرارة ، وتسببا في صدمة لدى خبراء وعلماء المناخ ، غير ان كل المؤشرات توحي ان صيفنا للعام الحالي 2017 سيتجاوز صيف العام الماضي ، وستكون صدمتنا وصدمة خبراء وعلماء المناخ حقيقية هذه المرة !

الأخطر من ارتفاع درجات الحرارة هو تحذير العديد من منظمات البيئة ووكالات الاغاثة من ان العالم سيشهد ايضا واحدة من أقوى دورات ظاهرة " النينو " أو ما يطلق عليها في جنوب وشرق اسيا تسمية " طفل المناخ الشقي " وهي ظاهرة مناخية مدمرة تحدث كل ثلاث سنوات وتتسبب في تبدلات مناخية في كل الكرة الأرضية تتمثل في الجفاف والفيضانات وتدمير المحاصيل الزراعية ، وكذلك غزارة الأمطار غير الموسمية في عدد من دول اسيا والتي ينتج عنها كوارث على المحاصيل الزراعية ، وتؤدي هذه الظواهر المناخية مجتمعة الى تزايد مخاطر المجاعات والأمراض ونزوح السكان ، ومما يزيد الطين بلة في بعض المناطق المتأثرة بهذه التغيرات المناخية الخطيرة استمرار الصراعات فيها والتوترات والحروب ، مثلما يحدث الان في سوريا والعراق واليمن وعدد من المناطق الملتهبة. والصورة قاتمة كما ترون ، ومما يزيدها سوءاً وخطورة مثلما يؤكد خبراء البيئة ، هو عدم استعداد أغلب الدول العربية لمواجهة هذه التبدلات المناخية ، وانشغال بعضها بحروب وصراعات تبدو نهاياتها ليست قريبة أبداً.

لقد أعتاد المواطن العربي على التقلبات الجوية والسياسية والحكومية ، لكن توقعات المناخ تقول ان حر هذا الصيف لاهب جداً ، وان " الجو " السياسي والأمني والبشري ساخن جداً في أكثر من بلد عربي ، وان هناك بلدان عربية أخرى ستنضم الى قائمة البلدان الملتهبة !

" النينو " العربي هو ظاهرة بشرية وسياسية بامتياز حتى لو لم يرد ذلك في تقارير وكالة  " ناسا " ووكالات الأغاثة الانسانية !

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز