عاجل
السبت 5 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
المواطن البسيط والدولة الكبيرة

المواطن البسيط والدولة الكبيرة

بقلم : أشرف أبو الريش

لن يجد المواطن البسيط من يحنو عليه غير دولته التي تقف معه في السراء والضراء، وهذا العقد الذي تعيشه الآن في دولة 30 يونيو هو الأكثر اهتماما بظروف الناس الحياتية، والتي أضيرت على مدار سنوات طويلة ماضية فأكلت الأمراض أجساد الغلابة ودخلت البلاد في عقود سابقة مبيدات مسرطنة دمرت التربة الزراعية وحصدت أرواح المصريين، فلم يعد يخلو بيت من مريض بالسقم.



شعرت الدولة المصرية في هذا التوقيت بضرورة اقتحام أكبر مشكلة في هذا العصر وهي «صحة الناس» فجاءت المبادرات الإنسانية الكريمة من الدولة في مجال مكافحة الأمراض والوقاية منها بعمل مسح شامل للأجيال الجديدة في المدارس والمعاهد والجامعات ومسحت دولة 30 يونيو دموع الفقراء الذين أصيبوا بأمراض الكبد والسرطان جراء أخطاء الماضي وموت الضمائر والفساد الذي حصد الملايين من الجنيهات وقتل أيضا الملايين من المصريين بالأمراض.

في هذا الأسبوع تعرضت أراضي طرح النهر في عدد من المحافظات في الوجه البحري لفيضان لم يحدث منذ أكثر من 50 عامًا.. المئات من الأفدنة غمرتها مياه الفيضان في فرعي دمياط ورشيد حتى وصل ارتفاع المياه إلى ما يقرب من ثلاثة أمتار فوق مستوى سطح النهر في الفرعين خرج الناس من أراضيهم بعد زراعتها بالمحاصيل الشتوية كالفاصوليا والبطاطس والبرسيم وبعض الأفدنة المزروعة بالموز وأشجار البرتقال.

لن أتحدث عن الماضي الذي سمح لهؤلاء الناس منذ أكثر من 40 عامًا لكي يزرعوا أراضي طرح النهر، فتلك الأراضي كانت ولا تزال هي حرم نهر النيل عندما تفيض المياه سنويًا عن ضفتي النهر فتغمر أراضي طرح النهر.

المشكلة أن الفلاحين لم يشهدوا فيضانًا مثل الذي حدث في تلك الأيام فأكبر الفيضانات كانت في منتصف التسعينيات فقاموا خلال العشرة أعوام الماضية ببناء منازل على تلك الأراضي التي هي حرم النهر في الأساس وزوجوا أولادهم في هذه المنازل ولم يدركوا في يوم من الأيام أن النهر سيخرج عليهم مثلما فعل الأيام الماضية فجرف بيوتهم ودمر محاصيلهم، جلسنا مع الكثير من هؤلاء وقد تفهموا أن الفيضان خارج عن إرادة الدولة وهو بفضل الأمطار القادمة من منابع النيل الرئيسية بالإضافة إلى تعرض البلاد لموجة من الأمطار وصلت إلى حد السيول في بعض المحافظات وهذه هي الحقيقة التي من المفترض أن تنقلها وسائل الإعلام حتى يفهم المواطن البسيط أن الدولة هي السند وهي الملاذ الآمن بعد الله سبحانه وتعالى، ولذلك لن تتخلى الدولة وأجهزتها عن الفلاحين البسطاء رغم أنهم مخالفون وتعدوا على حرم نهر النيل ولكن رسالة هؤلاء الغلابة نحملها إلى القيادة السياسية صاحبة الأيادي الحانية على الفقراء في مصر حتى تساعدهم الدولة وترفع عنهم إيجارات الأرض في العام المقبل، فالحق نقول إن المواطن بسيط والدولة كريمة وحتى نقطع خط الرجعة لمن يصطادون في الماء العكر خونة الداخل وأذناب الخارج.. تحيا مصر.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز