عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بنعرى روحنا للدبان ونقول ...ده قضا الرحمن

 
بقلم : نشوى سلامة
 
لا الموضوع المرة دى كبير موش زى كل مره ، الموضوع موش نظرات وإيحاءات على شوية مشاعر مكتومة على شوية سخونة ، الموضوع موش صدر مكشوف  ولا بادى مفضوح ، الموضوع موش إسكينى وألا ليجنز ، الموضوع موش شعرها اللى بيطير ،  ولا عينيها اللى بتثير ، الموضوع موش مشيتها ولا حتى تفصيلة جيبتها  ، أبسلوتلى ، إحنا عدينا المراحل دى وتفوقنا وخدنا الألومبيكيات وإتصعدنا لمرحلة العلاقات الكاملة ، هو إحنا لسه هنتعب الناس فى  التخيل ؟؟ ، هو إحنا لسه هنسخن ؟؟ إحنا نجيب من الآخر وأهو يبقى فلحنا فى علم البيولوجى صوت وصورة وآداء ، طالما موش فالحين فى أيتوها علم تانى ، وعلى رأى والدى العزيز ... لا علم ولا أدب .
 
 
والله والله بعقد الهاء أنا فاكره زمان كده من أد يجى تلاتين سنه، وإحنا فى عز سن المراهقة، وأيام الفيديو بقى ، والبال والسيكام ، وثورة الشرايط ، كنا طبعاً نايمين قاعدين فى نادى الفيديو علشان نتفرج كل يوم على حاجة جديدة ، وطبعاً كنا بندور على أكثر الأفلام كوميديا علشان نقدر نتفرج كلنا من غير ما نضطر نجرى الشريط كل شويه علشان لو فيه منظر كدة وألا كده ، وأعتقد إننا شطبنا على كل النادى ودخلنا بعد كده على مرحلة الهندى وإفتكاسات أميتاب باتشان ، موش حباً فى الهندى ، أبداً بس علشان بدأت تظهر أفلام زى فيلم الخادمة .
 
 
 أيوه الخادمة ، والفيلم ده كان بمثابة إنقلب فى البيوت ، الخدامة بتغوى الشاب إبن الهانم وبتعمل معاه حاجات وحشة ،  وده كان أقصى وصف نقدر وقتها نوصفه ، علشان مكناش نقدر نقول كلمة ( علاقة جنسية) أصلنا مسمعنهاش ، وعليه فعيب نقولها ، إحنا فاهمين أه فعلا ً ، لكن موش حوار شغال وكلام متداول  ، كان عندنا كلام تانى كتير واكل دماغنا ، والحمد لله إنها إتاكلت من زمان .
 
 
هنا بدأت الأفلام  تدخل البيت متفلتره، وعندنا تعليمات بإيه اللى نقدر ناخده وإيه اللى ميصحش أساساً نقف قصاده فى نادى الفيديو ، لأن ولاد الناس الكويسين موش ممكن أبداً يكونوا بيستمتعوا بمشاهدة الحاجات دى ، وقلبنا شوية على أفلام عنف ومنها مثلا ً ( الشيطان يعظ) وبالرغم من أن الفيلم نضيف ويروى واقع البلطجة  والإفترا ، إلا أنه كان يحتوى على مشهد إغتصاب لنبيلةعبيد ، فكان يعتبرمن الأفلام اللى تحتاج أن حد يكون قاعد جنب الفيديو يجرى المشهد ، وطبعاً كبرنا شوية بشوية وكبر معانا معنى إننا نبعد عينا عن مشاهدة المناظر دى  من نفسنا من غير متعهد تقديم الشريط ، ونعتبر  أن متعة السينما والتليفزيون فقط للحاجات اللى بتورينا تاريخ وقصص ، بتضحكنا وبتبسطنا .
 
 
أفتكر كويس إن مسرحية شاهد ماشافش حاجة كانت زى المقرر ، كل شوية نتفرج عليها علشان نضحك ، ومن غير ما يكون فيها حاجة وحشة ، وأفلام صالح مرسى والمخابرات ، وصلاح الدين وعظمته ، بالرغم من شقاوة فيرجينيا لكن مكناش بنقوم من قصاد الفيلم متحولين أو لا سمح الله مهيبرين ، أيوه مهيبرين ، ده المصطلح الدقيق لوصف حالة الشباب دلوقت لما بيقوموا من قدام الأفلام ، وطبعاً موش فى جو البيت والأسرة ، لأ طبعاً ده جو السينما والنور مطفى ، وفيه ناس قاعدة مخصوص علشان تستغل النور المطفى ، وفيه ناس برضه رايحة مخصوص علشان تشوف بيعملوا أيه اللى بيستغلوا النور المطفى ، يعنى كلها مصالح ومنفده على بعضيها.
 
 
أما بقى التكنولوجيا الحديثة ، الله يرحمنا منها ومن بلاويها ويدينا بس منافعها ، فبقت بتجيب الأفلام وجو الضلمة ده لحد بيتك ، وتبقى قاعد وواخد الناس دى على حجرك ، واللهم لا إعتراض ، وهنيالك ياللى عندك نت سريع علشان التحميل يبقى شغال كويس ، وعليه الهيبره متقطعش .
 
 
يعنى الحمد لله الصعب بقى سهل ، وتروح ليه طالما كله جايلك ، والمصيبه الأشد تطور نوعية الأفلام والأغانى والبروموهات ، بقى أكتر حاجة تشد الزبون ، لو حتة مشخلعة كده بتعرى وتهز ، وألا ولد مخلص من بتوع أديك فى النت تطأطأ ، وألا شوية أطفال عاملين زى الولية المتطلقة   بتردح على نواصى الحارات ، كل ده بيخلى الزبون ريقه يجرى ويبقى عايز يشوف ، وعلى شاكلته كثيرين ، وطبعاً إحنا طبقات إجتماعية مختلفة ، وكل واحد له لونه ومزاجه، بس الأكثريه فى العدد أعمارهم من خمسة عشر عاماً وانت طالع ، يعنى سن زى الزفت ، ومحدش عارف يوديهم فين ويشغلهم بإيه ، فيطلقوهم فى الشوارع ، أو يجيبولهم الشارع لحد البيت ، بصراحة معذورين .
 
 
ومحدش يقولى الدين والتربية  ، الغزو أشد بكثير ، ومحدش ملاحق ، وخصوصاً بقى لما كمان شاع فى المجتمع الجميل اللى إحنا فيه موضوع الحريات ، الحريات اللى إتفهمت غلط ، والإبداع ، الإبداع اللى إستخدم برضه غلط، وبعدين تلاقى المتحزلقين المزفلطين على رأى الفاجومى ، بيدافعوا وبيستميتوا فى  سبيل حرية الإبداع ، دونما النظر لما سينتجه هذا الإبداع الموتور ، وما أثاره على المجتمع ، ونحن ليس كأى مجتمع ، خصوصاً فى هذا الوقت العصيب الذى يحاربنا فيه الداخل أكثر من الخارج محاولا ً بكل قوة طمس وإبادة شكلنا وحياتنا التى إعتدناها وتربينا عليها  من باب الحرية والإبداع والتغيير .
 
 
بالفعل أنا لا أفهم النقد الفنى ومعاييره ، ولكنى أستشعر الأثر السىء للكلمة والأغنية ،والمشهد ، تثيرنى أحياناً كلمة مقدم برامج لأنى أراها شاذة على مسامعى وخروجاً كاملا ً عن المألوف ، وحينما يحكون عن الإبداع فى الأفلام مثلا ً فأتذكر على الفور فيلم ( المراكبى ) وأتذكر ( يوم حلو ويوم مر) وأتذكر ( المومياء) فأنا كمشاهد فقد أجد الإبداع فى تصوير وتجسيد الواقع وإبراز مشاكله والسعى لحلها ، وعرض النمازج للمجتمع بشقيها ، دونما التطرق الى غرف النوم والعلاقات الجنسيه ، لأننا ببساطة لا حاجة لنا فى معرفتها ، فكلنا يعرفها ضمناً ولا أجد أى داعٍ للخوض فيها من باب الإبداع ، بل أجده فتح أبواب جهنم لأنك لا تعرف كيف تقيد شيطان كل فرد فينا بعد تعرضه لكل مايثير شهوته تاركاً إياه لخياله ، وللصدف التى تواتيه .
 
 

لذا إن إستمر الحال كما هو عليه وأبدع الناس على نفسهم من اللى بيشوفوه ، محدش أرجوكم يتكلم عن التحرش ، ولا الإغتصاب ، ولا زنى المحارم ، ومحدش يكلمنا عن أحوالنا عاملة كده ليه ، ومحدش يستغرب لما إبنه يقوله أنا عايز أخطب وهو يادوب فرحان بشنبه زى الخط الأخضر ، ومحدش يستعجب لو لقى بنته متجوزه عرفى وراجعاله شايله كمان ،  ويبقى هو ده قمة الإبداع ، ماهو أهالينا قالو متحطش النار جنب البنزين وتقول يا لهوى ، وإحنا منعريش روحنا للدبان ونقول ده قضا الرحمن ، ساعتها حلاة الروح موش هتنفعنا ، إستفيقوا يرحمكم الله



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز