عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

العلاقة بين مصر والصين.. أقمار صناعية.. وطاقة شمسية وتبادل تجاري تجاوز 13 مليار دولار

العلاقة بين مصر والصين.. أقمار صناعية.. وطاقة شمسية وتبادل تجاري تجاوز 13 مليار دولار
العلاقة بين مصر والصين.. أقمار صناعية.. وطاقة شمسية وتبادل تجاري تجاوز 13 مليار دولار

تقرير - عيسى جاد الكريم

 مشاركة الرئيس السيسي مع 34 رئيس دولة في قمة الحزام والطريق ببكين يؤكد مكانة مصر الدولية



استثمارات مبادرة الحزام والطريق ستنتشل 29.4 ‏مليون شخص من براثن الفقر بدول المبادرة

 

تأتي مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماعات قمة منتدى "الحزام والطريق" في العاصمة الصينية بكين مع 34 من قادة وزعماء الدول، لتؤكد مكانة مصر عالمياً وأهميتها الاستراتيجية كواحدة من الركائز الدولية في مسارات التجارة العالمية، بفضل موقعها الجغرافي، ووجود قناة السويس، أهم ممر ملاحي دولي بها ولقدرتها الاقتصادية ووجود بنية تحتية ضخمة، وزيارة الرئيس السيسي للصين تُعد الزيارة السادسة للرئيس منذ توليه منصبه.

كما تأتي مشاركة مصر في منتدى الحزام والطريق الذي تقود الصين عملية إحياء طريق الحرير التجاري، لتؤكد العلاقات الوثيقة بين مصر والصين اللذين تربطهما علاقات تجارية قوية ومستقرة تنمو يوماً بعد يوم فطبقاً لإحصاءات وزارة التجارة والصناعة المصرية فإن  التبادل التجاري بين البلدين زاد 18.2% عام 2018 عن عام 2017 ليصل إلى 13 مليار دولار حالياً، مقارنة بـ 11 مليار دولار كان عام 2017، وارتفعت حجم الصادرات المصرية للصين لتصل إلى 1800 مليون دولار عام 2018، مقارنة بـ 330 مليون دولار عام 2014، ومن المتوقع أن تكون مصر والصين في صدارة اقتصاديات العالم بحلول 2030 وفقاً لبنك ستاندر تشارترد، لتستمر الصين في احتلال المرتبة الأولى عالمياً محتفظة بصدارتها عام 2017 ومصر في المرتبة السابعة في عام 2030 مقارنة بالمرتبة الحادية والعشرين عام 2017.

التبادل التجاري المهم بين مصر والصين ليس هو فحسب الذي يحكم العلاقات بين البلدين ولكن هناك تبادل علمي للاستفادة بالخبرات والقدرات المشتركة للبلدين واهم هذه المشروعات هو تصنيع طائرات التدريب المشتركة بين الصين ومصانع الهيئة العربية للتصنيع وهو مشروع منذ سنوات ولا زال مستمراً، كما يأتي مشروع إنشاء القمر الصناعي مصر سات 2 لتطبيقات الاستشعار عن بُعد، ضمن المشروعات المشتركة بين البلدين بمنحة قيمتها 73 مليون دولار وقعتها مصر والصين لتنفيذ المشروع، والذي يهدف إلى نقل التكنولوجيا الصينية في مجال الأقمار الصناعية لخدمة أغراض المشروعات البحثية، بجانب إنشاء وكالة الفضاء المصرية ومركزا لتجميع الأقمار الصناعية بمنطقة التجمع الخامس على أحدث النظم العالمية من المنتظر أن يتم تجميع القمر المصري إيجبت سات 2 به الأمر الذي يجعل مصر مركزاً إقليمياً وعربياً وأفريقيا لتجميع الأقمار الصناعية، كما ستقوم الصين بتدريب الكوادر المصرية في الصين على تقنيات الاستشعار عن بعد.

 

استثمارات الصين في مصر

وبالنسبة للاستثمارات الصينية في مصر، والتي توسعت في السنوات الأخيرة بفضل الثقة من المستثمرين الصينين في الاقتصاد المصري وتأمينها لرؤوس الأموال ووجود دعم واضح من الدولة المصرية للاستثمار في مصر، قطاع البترول يأتي في المرتبة الأولى ضمن أهم القطاعات التي يستثمر بها الجانب الصيني في مصر، بنسبة 46.3% يليه القطاع الصناعي بنسبة 31.5%، كما يحتل قطاع الخدمات نسبة 13.6 % يليه قطاع الإنشاءات 5.8 %، و2.8% لقطاعات أخرى.

وتعد الصين الشريك التجاري الأول لمصر على مستوى الدول العربية والرابع إفريقيا، حيث اتفق البلدين على شراكة استراتيجية شاملة عام 2014، ويبلغ عدد الشركات الصينية المستثمرة في مصر 1668 شركة بإجمالي رؤوس أموال 1.4 مليار دولار مباشرة، كما بلغ حجم الاستثمارات الصينية في مصر 7.1 مليار دولار، وتحتل الصين المرتبة الـ 20 بين الدول الأجنبية المستثمرة في مصر، ومن المستهدف أن تكون الصين ضمن أكبر 10 دول مستثمرة في مصر خلاص الخمس سنوات المقبلة.

 

التعاون في مشروعات النقل

 كما يأتي التعاون في مجال النقل ضمن أهم المجالات التي تتعاون فيها مصر والصين ومنها مشروع القطار الكهربائي (العاشر من رمضان – العاصمة الإدارية) والذي تبلغ تكلفته الاستثمارية 1.4 مليار دولار، وقد تم توقيع الاتفاقية لتنفيذه ويجرى حاليا  العمل على إنشاء الخط ومحطاته المختلفة كما في منطقة السويس ضمن مشروعات منطقة قناة السويس الاقتصادية المنطقة الصناعية المصرية الصينية (تيدا) والتي تبلغ إجمالي مساحتها 7.25 كم2، وتنقسم المنطقة إلى أربعة قطاعات صناعية وهى: منطقة صناعة المعدات البترولية، باستثمارات نحو 60 مليون دولار، ومنطقة صناعة معدات الكهرباء ذات الجهد العالي والمنخفض، باستثمارات مخططة بقيمة 96 مليون دولار، ومنطقة صناعة المعدات الزراعية بإجمالي استثمارات 65 مليون دولار، وأخيراً منطقة صناعة الفيبر جلاس، وتتمثل في شركة "جوشي مصر"، لصناعة الفيبر جلاس، تبلغ تكلفته الاستثمارية 520 مليون دولار، ويوفر 2000 فرصة عمل مباشرة، بطاقة إنتاجية 230 ألف طن سنوياً، حيث تعد مصر ثالث أكبر منتج للفيبر جلاس في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، كما يعد المشروع هو الأكبر حجمًا بين الاستثمارات الصينية بمصر في مجال تكنولوجيا المعدات المتقدمة، ويعتبر المصنع من أكبر مشروعات إنتاج الفيبر جلاس خارج الصين، وقد قامت الشركة بالاستثمار في تدريب العمالة المصرية، لتبلغ نسبة العمالة المصرية في خطوط الإنتاج 97%، و60% من الإداريين بالمصنع مصريين.

 

 إنشاء أطول برج في إفريقيا في مصر

 وفي مجال التشييد فإن الشركة الصينية العامة للهندسة الإنشائية ‏‎ (CSCEC)‎تقوم ببناء ناطحة سحاب بالعاصمة الإدارية يبلغ ‏ارتفاعها 385 متراً وهي تعد من أطول ناطحات السحاب في إفريقيا وفى مجال الطاقة فإن شركة‎ (TBEA) ‎ الصينية للطاقة المتجددة انتهت مؤخراً من بناء ثلاث محطات للطاقة الشمسية بإنتاج 186 ‏ميجاوات كجزء من مجمع بنبان للطاقة الشمسية بأسوان، كما يقوم تحالف صيني يضم شركتي (دونغ فانغ) و(شانغهاي إلكتريك) ببناء أول محطة لتوليد الكهرباء بالفحم ‏النظيف في منطقة الحمراوين بطاقة إنتاجية تصل إلى 6000 ميجاوات وأخيراً انتهاء شركة (سينوهيدرو) الصينية من الدراسات اللازمة للبدء في بناء محطة توليد الكهرباء بالضخ ‏والتخزين بجبل عتاقة، بطاقة إنتاجية 2400 ميجاوات، ومن المتوقع أن تكون المحطة الأولى من نوعها في ‏الشرق الأوسط وإفريقيا، كما ان هناك تعاون مصري- صيني لإنتاج الألواح الشمسية وتصنيعها من خلال مصانع الهيئة العربية للتصنيع.‎

وفي مجال الثقافة والتعليم، فهناك ‏تعاون بين الجانبين المصري والصيني، لتنفيذ برنامج للتمويل المشترك في ‏مجال العلوم والتكنولوجيا على مدار 5 سنوات، بقيمة 20 مليون دولار من منها ‏11.5 مليون دولار منحة لتمويل وتنفيذ مشروع تطوير نظام التعليم بهدف ‏استخدام تكنولوجيا المعلومات لإنشاء نظام تعليمي شامل.

أما في مجال السياحة، فقد زادت معدلات السياحة الصينية إلى مصر في السنوات الأخيرة حيث بلغت قرابة 300 ألف سائح عام 2017 وهناك خطوط طيران مشتركة بين مصر والصين، بدأت تسيير رحلاتها بشكل منتظم.

جديد بالذكر أن مبادرة "الحزام والطريق"‏ التي أطلقها الرئيس الصيني "شي جين بينغ" عام 2013‏ تهدف إلى إقامة شبكة للتجارة البينية والبنية التحتية لربط قارات آسيا وأوروبا بإفريقيا، من خلال الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين.

وسيتم تنفذا للمبادرة إنشاء ‏56 منطقة للتعاون الاقتصادي والتجاري في 20 دولة على طول خط "الحزام والطريق"‏، فضلاً عن توقيع ‏17 دولة عربية على اتفاقيات تعاون مع الصين حول المبادرة، وقد بلغ حجم التجارة في البضائع بين الصين وبعض دول المبادرة 1.3 تريليون دولار عام 2018‏.

ومن جانبه أكد البنك الدولي على أن مبادرة الحزام والطريق تعد خطوة طموحة لتعزيز التعاون الإقليمي والربط بين القارات، وأن مجموعة البنك الدولي تلتزم بضخ ما يصل إلى 80 مليار دولار أمريكي للبنية التحتية في دول الحزام والطريق، فضلاً عن أن المبادرة من شأنها أن تزيد ‎الناتج المحلى الإجمالي، بنسبة 3.4٪ لدول المبادرة وبنسبة 2.9% للعالم، كما ستقلل المبادرة من تكاليف التجارة العالمية بنسبة من 1.1 ٪ إلى 2.2 ٪‏، وأخيراً من المتوقع- وفقاً للبنك الدولي- أن تؤدى استثمارات الحزام والطريق إلى انتشال 34 مليون شخص من براثن الفقر، منهم 29.4 ‏مليون شخص من دول المبادرة.

وتضم المبادرة حالياً أكثر من 71 دولة ومنطقة، وقد عُقد منتدى الحزام والطريق الأول في بكين يومي 14-15 مايو 2017‏ بمشاركة 29 دولة ممثلة على مستوى القادة, كما تشهد "بكين" انعقاد المنتدى الثاني أيضا خلال الفترة من 25 حتى27 إبريل الجاري، بحضور 38 دولة ممثلة على مستوى القادة، علماً بأن المبادرة قد حصلت على اعتراف الأمم المتحدة ومنظمة أبيك وغيرهما من المنظمات الدولية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز