

بقلم
عصام ستاتى
يوم ميلادك يا نبينا
12:00 ص - السبت 11 يناير 2014
بقلم : عصام ستاتى
م : ميلادك يا نبى فرحة فى الأكوان
ح : حماك ربنا وأنزل عليك قرآن
م : محيت الجهالة والظلم والأوثان
د : داويت القلوب بالهدى والإيمان
والاسم كله محمد سيد ولد عدنان .
بدأ الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى بداية القرن الخامس للهجرة على يد السلطان (محمود سُبَكتكين الغزنوى ) نسبة إلى غزنة عاصمة أفغانستان .
وكان هدف الرجل من هذا الاحتفال هو مقاومة نحل الشيعة فى احتفالات وتهليل ذكرى ميلاد الحسن بن على واستشهاد الحسين وخلافه وكان الغزنوى يخشى انبهار شعبه من السنة بهذه الاحتفالات الشيعية ، ولم يكن يعلم أن فكرته سوف تنتشر بين سائر المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها وسيمدح المداحون وينشد المنشدون وينظم الشعراء ويحكى رواة القصص عن مولد خير البرية ( صلوا عليه وسلموا تسليماً .. الله زاد محمداً تعظيماً ) .
والاحتفال فى مصر له مذاق خاص فهو عيد شعبى عام يحتفل به فى جميع المحافظات وتنصب أسواق أو شوادر بيع الحلوى ( عروسه للبنت وحصان للولد ) ونلاحظ فى العروسة أن الكوشة يتم تشكيلها على شكل قرص الشمس وهى رمزية لمصر البهية أما الحصان والفارس فهما رمز لمن يحمى مصر ، كما تعطى مصر للحلوى عنصرًا نباتيًا من طبيعتها الزراعية مثل الحمص أو السودانى أو السمسم وتسمى الحلوى المضاف لها هذا العنصر باسمها فيقال حمصية – فولية – وسمسمية ورغم أن هذه الحلوى تباع فى أغلب الموالد الشعبية الخاصة بالأولياء والقديسين إلا أنها لا تكون بهذا الزخم متجاوزة فكرة المكان فهى منتشرة فى كل الأماكن فى وقت واحد يشتريها كل المصريين بصرف النظر عن عقيدتهم ، بل هى أيضاً تمثل هدايا بين الأحبة والأقارب والعرائس الجدد .
كما تلعب الطرق الصوفية دوراً هاماً فى هذه المناسبة الطيبة فتبدأ الذكر بقراءة الفاتحة ثم الإنشاد ( اللهم صلى على سيدنا محمد فى الأولين ، وصلى على سيدنا محمد فى الآخرين وصلى على سيدنا محمد فى كل وقت وحين ، وصلى على سيدنا محمد فى الملأ الأعلى إلى يوم الدين وصلى على جميع الأنبياء والمرسلين )
وكان الاحتفال قديماً يقام فى باب الخلق حيث تجتمع الطرق الصوفية كل طريقة بأعلامها وبيارقها المميزة وعند اكتمالها تسير فى موكب كبير كل موكب ينشد أناشيده الخاصة على نغماته الخاصة حتى يصلوا إلى بيت البكرى ويعلن لافتتاح المولد .
كما كان يقدم فى المولد استعراض ما مثل المشعوذين وهم يأكلون الزجاج ومن يلف الثعبان حول وسطه أو من يأكل الفحم المشتعل ، كما تقدم رقصات التنورة ودقات وأنغام الدفوف فهذه طبيعة مصر الاحتفالية التى من نسيجها ومكونها الحضارى روح خاصة لكل الاحتفالات والمناسبات الدينية .
ورغم أن كثيرا من الاحتفالات بعد ثورة 25 يناير تم تأجيلها لسبب أمنى إلا أن الموالد الاحتفالية الوحيدة تقريباً التى لم تؤجل وهذه ظاهرة يجب دراستها وإن كنت أرى أنها نوع من المقاومة الشعبية لرفض الانفلات الأمنى بطريقة عملية برغم محاولات حرق وهدم أضرحة الأولياء بالإضافة للكنائس إلا أن الشعب كان يرد عليهم بهذه الطريقة العملية والاحتفالية بالموالد بصفة عامة ومولد خير البرية بشكل خاص يتمايلون مع المداحين يواجهون الإرهاب بالرقص والغناء ( أنا بمدح اللى يفوح المسك من قدمه – واللى ما يصلى عليه فى القلب يا ندمه ) فيا من ترهبوننا لستم أكثر منا تديناً ولكن تدينكم صحراوى وتديننا زراعى متسامح يقبل الآخر به الإبداع /الفن عنصر هام فى رفع الشعور الروحانى أخلاقه اجتماعية مكوناته حضارية قائم على تعدد المذاهب الفقهية ، لقد هزمتم ليس لأنكم تركتم الحكم بل فى اللحظة التى حاولتم أن تخلعوا عنا ثوب المصرية وتتعاملون مع ما نفعله على أنه رجس من عمل الشيطان وما الشيطان إلا من أقنعكم بأفكار متطرفة تهدم الهوية . وتنشر أفكار ظلامية ، لشعب يحب النور ( يوم ميلادك يا نبينا – هللت الأنوار علينا )
تابع بوابة روزا اليوسف علي