

بقلم
عصام ستاتى
الاحتفالية الشعبية بالغطاس
12:00 ص - الجمعة 17 يناير 2014
بقلم : عصام ستاتى
وهو يقام بمناسبة تعميد المسيح على يد يوحنا المعمدان أو مسحه أو غسله ببحيرة الأردن وبعدها أتصل بالروح القدس على هيئة حمامه . وتقول معظم المراجع التاريخية أن أقباط مصر يغسلون أولادهم فى الماء رغم أن هذا العيد يقع فى شدة البرد (( طوبه )) أى 19 يناير ويقال فى ألأمثال الشعبية (( غطستم صيفتم ونورزتم شتيتم )) ويقول المقريزى كان القبط يخرجون من الكنيسة فى موكب رائعة ويذهبون إلى النيل حيث يسهر المسلمون معهم على ضفاف نهرهم الخالد ، فى ليلة الغطاس والميلاد كانوا يسهرون حتى الفجر وكان شاطئا النيل يسطعان بآلاف الشموع الجميلة والمشاعل المزخرفة وفى هذه الليلة كان الخلفاء يوزعون النارينج والليمون والقصب وسمك البورى .
ويقول ادوار وليم لين فى كتابه المصريون المحدثون شمائلهم وعاداتهم (( جرت العادة أن يقوم أغلب الأقباط بطقس غريب فى ليلة الغطاس ، يغطس الرجال شيوخاً وشباباً والصبيان فى الماء احتفالاً بذكرى تعميد المسيح ويقول المسلمون كلما فعل أحدهم ذلك صاح آخر أن أغطس كما غطس أبوك وجدك وأنزع الإسلام من قلبك ولبعض الكنائس مغطس كبير يستعمل فى هذه المناسبة بعد أن يبارك الماء أحد القسس غير أن العادة الشائعة عند الأقباط هى القيام بهذا الطقس ,, ويعتبره أكثرهم للتسلية أكثر من اعتباره شعيرة دينية ,, فى النهر فيصبون فيه قبل الغطس بعض الماء المقدس من الكنيسة ويكون ذلك عادة مناسبة لاحتفال كبير عند ضفتى النهر وتقام الصلوات فى الكنائس عشية هذا العيد ويبارك أحد القسس الماء فى جرن المعمودية ثم يبلل أو بالأحرى يمسح أو يلمس ، قدمى كل أعضاء الجماعة الكنسية ويقام هذا الطقس الأخير أيضاً فى خميس العهد وفى عيد الرسل 5 أبيب (( 11 يوليو )) .
ومن جانبنا نرى أن احتفالات النهر الخاصة بالنيل رغم أن الحدث كما يعتقد المسيحيون تم فى نهر الأردن إلا أن الجماعة الشعبية أعطت القداسة للنيل كما كان يراه أجدادنا القدماء وكم من الأعياد المصرية القديمة دارت حول هذا النهر فكان طول العام تقام احتفالات حول وداخل النهر أهمها ليلة النقطة وعيد وفاء النيل ولازال احتفالات شعبية مصرية تدور حول هذا النهر فطقس سبوع المولود فى النوبة ويعض القرى يدور حول النهر مع عمل قارب صغير يشبه مركب الشمس ويوضع فى اتجاه الشمس وتوضع علامة مفتاح الحياة التى تشبه الصليب على جبهة المولود وتغسل صينية الطعام التى يأكلها المحتفلون ومن ماءها يزرع نخله على شاطئ النهر كما يحدث فى حفلات الزواج أيضاً أن يأخذوا العريس ليستحم فى النهر كنوع من التطهير فالنهر شكل وجدان هذا الشعب عبر تاريخه الطويل.
وهنا نرى التشابه بين الغطاس وعيد الانقلاب الشتوى لدى قدماء المصريين الذين كانوا يغطسون خلاله فى مياه النيل محتفلين بحرث الأرض ونثر البذور،"عيد برت " وبخاصة أن الأقباط قد احتفظوا بالتقويم المصرى القديم وأسماء شهوره المصرية القديمة ، وأن عيد الغطاس المصرى يقام فى 11 طوبة، وفى الغطاس يكون القداس ليلاً يسبقه المعمودية ويصلى فيه اللقان (( وهى كلمه قبطية تعنى طشت أو حوض أو حفرة أو جرن به ماء )) ويقوم القس بدهان جباه المصلين بعلامة الصليب . أما الجماعة الشعبية من أبرز عادات وتقاليد الطعام لديها أكل القلقاس والقصب «اللى ما ياكل قلقاس يوم الغطاس يصبح جته من غير راس» و " فى الغطاس مص القصب وأكل القلقاس " والقلقاس كلمه مصريه (( قلقاسى )) وتعتقد الجماعة الشعبية فى كل جموع مصر أن الدفء يأتى بعد الغطاس فيقول المثل (( يغطس النصرانى ويطلع الدفا التحتانى )) وفى قول آخر (( يغطس النصرانى ويطلع الدفا الحقانى )) وهو كنايه عن طول النهار .
وفى صعيد مصر كان يخرج مسييحين ومسلمين فى الغطاس بصلبان الجريد المضيئة ليسطع النور فى أرجاء القرية. وتقوم النساء من النوافذ برش الفشار وقطع السكر والحمص مع الزغاريد ».
ويغنى الجميع أغنية «البلابيصا»،:
يا بلابيصا..بلبصى الجلبة
يا «على» يا ابنى.. جوم بنا بدرى
دى السنة فاتت.. والمرا ماتت
والجمل برطع.. كسر المدفع.
ويغنى الجميع أغنية «البلابيصا»،:
يا بلابيصا..بلبصى الجلبة
يا «على» يا ابنى.. جوم بنا بدرى
دى السنة فاتت.. والمرا ماتت
والجمل برطع.. كسر المدفع.
تابع بوابة روزا اليوسف علي