

بقلم
عاطف حلمي
الصنف مغشوش
12:00 ص - السبت 18 يناير 2014
بقلم : عاطف حلمي
من الصدف الجميلة ذات المدلولات العميقة أن يتوافق يوم دفن جماعة الإخوان الإرهابية بإرادة شعبية في 15 يناير الجاري مع ذكرى ميلاد الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر، الذي واجه وهو حي ارهابهم وشبع وهو ميت من اهانات الجماعة وتشويهها له ولتاريخه وانجازاته، فظل ناصر مثل الذهب لايفقد بريقه مهما حاولوا طمسه ودفنه تحت أكوام من قاذورات الأكاذيب والادعاءات المريضة.
خونة
ونحن نشاهد الجيش المصري يحمي البلاد والعباد من مصائب الإخوان ومن على شاكلتهم من جماعات الإرهاب باسم الدين، أتذكر كيف كان ناصر ومن بعده قيادات الجيش المصري الوطنية على حق عندما منعوا التحاق ابناء تنظيم الإخوان بالكليات العسكرية، وإلا كنا وجدنا في مصر خونة على شاكلة الجيش الحر أو بمعنى أدق "العر" يقود عمليات عسكرية ويشق الصف الوطني، ولتحولت مصر إلى ساحة للمذابح والعمليات الإجرامية التي نراها في سوريا، وبينما اتأمل في الوضع الحالي تذكرت واقعة حدثت أثناء وجودي في منطقة التجنيد في تسعينيات القرن الماضي حيث كان أحد زملائي بالجامعة من الأعضاء النشطين في جماعة الإخوان وكان يصر ويسعى بكل السبل إلى الالتحاق ضمن دفعة الضباط الاحتياط، ولأن أعضاء هذه الجماعة لايفعلون شيئاً مالم يكن بتحريض وأمر مباشر من الجماعة فأننا ندرك مدى خطورة محاولاتهم العبث بالجيش المصري درع مصر الواقي وسيفها البتار، والآن مطلوب من الجهات السيادية المختصة عمل مسح شامل لانتماءات كل من التحقوا بالكليات العسكرية في عهد الارهابي المخلوع حتى لايصبح لدينا خلايا نائمة بين صفوف قواتنا المسلحة.
صنف مغشوش
ما أسهل أن تلقي الاتهامات وتطلق حملات التشويه بلا بينة، وهذا هو سلاح الإخوان والمهزومين من نشطاء "السبوبة"، الذين ما أن بدأت عمليات فرز الأصوات في الاستفتاء على الدستور حتى أطلقوا قنابل دخان لافساد الفرحة وللدخول بنا في تفاصيل وحواري جانبية، فزعموا أن الشباب قاطعوا الاستفتاء، ولا نعلم كيف اجروا هذه الاحصائيات وبهذه السرعة الرهيبة لعشرات الملايين من المواطنين الذين زحفوا في طوابير لا أول لها ولا اخر للادلاء بأصواتهم، رغم أن المنطق وحجم الملايين الذين صوتوا يؤكدان أن مشاركة الشباب فاقت استفتاء 2012، فبحسبة بسيطة نجد أن أكثر من 50 في المئة ممن لهم حق التصويت شاركوا في الاستفتاء، وإذا أخذنا في الاعتبار أن الشباب يشكلون نحو 50 في المئة من المصريين، فأن الذين صوتوا في الاستفتاء أما يكونوا هم كل كبار السن في مصر أي أنهم خرجوا عن بكرة أبيهم وذهبوا إلى اللجان الانتخابية وهذا مستحيل، أو أن من يطلق هذه الشائعات "عامل دماغ جامدة بس الصنف مغشوش".
قصر نظر
يضاف إلى ذلك أن من يتحدثون عن الشباب يقصدون فئة بعينها من الشباب أعضاء بعض المجموعات والحركات التي يعلمها الجميع، وهم بذلك يتجاهلون كل من خرج من فئة الشباب من الطبقات والفئات العادية غير المنضوية تحت لواء أي من هذه التنظيمات، وهذا يكشف مدى قصر نظرهم فهم لايرون أحداً سواهم.
احصائيات
وفي اطار الجدل الدائر حول هذا الأمر ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي احصائيات تؤكد مشاركة الشباب بكثافة في اطار نسبة تمثيلهم في المجتمع، ولكن هذه الاحصائيات أيضاً لا تستند إلى وثائق وتقارير رسمية، وهنا يقع على كاهل الجهات المسؤولة ومن بينها المنظمات التي راقبت وتابعت ورصدت عمليات التصويت القيام باحصاء يبين الفئات العمرية وتوزيعها الجغرافي، من خلال قاعدة البيانات الخاصة بكشوف الناخبين ليس فقط لمعرفة نسبة أصوات الشباب بل أيضا لتحليل النتائج والاستفادة منها مستقبلا.
تابع بوابة روزا اليوسف علي