

حسام طلعت
غزوة الافكار
بقلم : حسام طلعت
فى الوقت الذى تظاهر الملايين فيه من أجل "العيش و الحرية و العدالة الانسانية" لم يبين لنا مسئول كيف نحقق لهؤلاء مطلبهم ولو بفكرة!!
فى الوقت الذى يدعو الكثيرون فيه لاعادة بناء الوطن لم يقدم أيا منهم شيئا لإعادة بنائه !!
سبق وأن حكم مصر من كان يقدم نفسه كصاحب مشروع النهضة الذى سوف يغير مصر و اتضح انه بالفعل حقيقيا وظهر منه سد سيقام على منابع نيلها يحمل نفس الاسم ليغيرها بالفعل إلى الأسوأ!!
الدولة فى أساس تكوينها هى فكرة، الثورة فكرة، أى اختراع مفيد أو حتى مضر فهو فى البدء كان فكرة، حتى الحروب بكل أجيالها هى أيضا ....فكرة!!
من يريد أن يبنى و من يريد أن يهدم كلاهما دافعه الأصلى...فكرة!!
واليوم أعرض عليكم فكرة خالصة مخلصة لوجه الله لا أبتغى بها شيئا سوى رضاه والجنة، سبق و أن عرضتها "رسميا" على الرئيس "المنزوع" مرسى و لكنه ونظامه وجدوها لا تتناغم مع "نهضتهم" فكان مصيرها "إعادة تدوير أوراقها"..!!!
تبدأ الفكرة عادة بمجموعة من الأسئلة التى تدفعك لإيجاد الحلول:
*كم من المصريين على استعداد لأن يدفع قدرا من المال ليسافر إلى أى من الدول الاوروبية تهريبا و لو عائما رغم أنه لا يجيد فن العوم؟!!
* كم من المصريين على استعداد لأن يدفع قدرا من المال – على سبيل الرشوة- ليحصل على وظيفة معقولة يستطيع العيش منها؟
نستخلص من الاجابة قطعا "انه هناك فئة من الشعب قادرة على أن تدفع قدرا من المال فى مقابل الحصول على وظيفة أو دخل مرتفع مع الأخذ فى الاعتبار أنه فى حال سفرهم إلى الغرب فإنهم يعملون فى أوضع الأعمال وأكثرها امتهانا حيث أنهم يقضون سنوات عديدة دون أوراق إقامة مما يضطرهم كثيرا للحصول على أجور متدنية مقارنة بمن يسلكون الطرق الشرعية للعمل فى الخارج".
و أيضا:
- ما هو حجم مدخرات المصريين فى البنوك المصرية وما هى المشروعات التى تستثمر فيها هذه البنوك ما لديها من أموال؟
من الاجابة أيضا يظهر لنا أن حجم المدخرات يفوق كل التوقعات ويفوق أية قروض أو منح من الممكن أن تحصل عليها مصر لعقود قادمة وبدلا من ان تكون قوة اقتصادية اصبحت عبئا على البنوك المصرية.
هذه الاسئلة بالنسبة لما هو داخل مصر فماذا عن الاسئلة خارجها
- أى من الشركات العالمية لا تريد أن تستثمر أموالا فى مصر للانتفاع بموقعها الذى يعد بوابة للشرق والجنوب؟
- ما هى العوائق التى تواجه هذه الشركات من التواجد على أرض مصر رغم ما بها من مميزات لا تتوافر فى أى مكان آخر فى العالم؟
من الاجابة نستخلص أيضا أن مصر هدف أسمى لكل الشركات العالمية إلا أن الاوضاع الأمنية و السياسية هى ما تقف حائلا دون تواجدهم على أرضها.
من كل هذه الأسئلة واجاباتها تخرج "الفكرة" التى أردت الآن أن أساهم بها فى بناء الوطن.....!!
تقوم الحكومة المصرية بدعوة الشركات العالمية التى تختارها الدولة حسب خطة تفصيليةذات بعد استراتيجىوحسب جغرافية المكان والمعايير الأمنية والعسكرية وحسب النشاط السكانى والمؤهلات المتوافرة فى كل محافظة على حدى لإقامة مشروعاتها فى أرض مصر "بأموال شباب مصر أنفسهم" على أن تلتزم هذه الشركات بتدريبهم و تشغيلهم فى هذه الشركات و تكون الاموال التى دفعها هؤلاء الشباب "أسهما إسمية" لهم فى الشركات الأم وتلتزم الشركة بعدم غلق المصنع قبل مرور خمسة و عشرون عاما ويلزم الشباب بعدم بيع أسهمهم فى هذه الشركة قبل مرور عشرة أعوام من تاريخ بدأ الانتاج بالمصنع...
وعندما يتم الاتفاق مع الشركة الاجنبية على موقع المصنع المراد انشاؤه يتم حساب تكلفة المصنع ومرافقه وعدد العمال والموظفين المطلوبين للعمل داخله وحينها يتم تحديد القيمة النقدية للسهم والتخصصات المطلوبة للعمل فى هذا المصنع ثم يتم الاعلان عن ذلك فى وسائل الاعلام و تبدأ بعد ذلك العجلة فى الدوران مع ملاحظة أن نجاح تجربة انشاء أول مصنع هو بمثابة طوق النجاة لمصر بأكملها.
عفوا لم يدرك الكثيرون فوائد الفكرة المتعددة لذا وجب التنويه عن "بعض" فوائدها التى تفوق أى حصر:
- تشغيل أكبر قدر ممكن من الشباب المصرى دون أن تتحمل الدولة مليما واحدا.
- تحويل مصر إلى دولة صناعية من الطراز الأول دون الاستدانة أو القروض و فى أقصر وقت ممكن.
- تمكين مصر من التخطيط لما تريده من صناعات دون النظر لتكلفة هذه الصناعات حيث سيفتح هذا المشروع الباب أمام الاستثمارات الثقيلة فى مرحلته الثانية.
- سيوفر هذا المشروع النقد الاجنبى المطلوب للخزانة العامة دون اجهاد الحكومة فى مسألة تدبيره.
- لن تجد الشركات العالمية أية مخاطرة فى الدخول للسوق المصرية حيث أنها بالأصل لم تدفع شيئا.
- سوف تتمكن مصر من ادخال صناعات جديدة و تقنيات عالية الجودة لم تكن فى الحسبان.
- سوف تصبح البورصة المصرية فى أقوى حالاتها عالميا.
- سوف تصبح معظم المنتجات الموجودة فى السوق المصرية أعلى جودة وأرخص سعرا مما هى عليه الآن.
- سيصبح الشعب هو المالك الحقيقى لكل ما فى مصر دون أن نفتح الباب للتخوين أو التشكيك فى أحد من أبنائه.
- سيتم توجيه فكر الشعب نحو الاقتصاد أكثر من السياسة مما سوف ينعكس على الحالة السياسية وحالة الاستقرار للنظام والوطن.
- على المستوى الدولى سوف تصبح مصر مركزا تجاريا و صناعيا عالميا مما سوف يزيد من الاستقرار الدولى لمصر مع جاراتها فحينما تجمعت أموال العالم فى سوييسرا لم تجد مبررا لأن يكون لديها جيش يحميها فالعالم أجمع يحميها!!
- سيفتح هذا المشروع الباب أيضا لقيام الصناعات المغذية والتكميلية واستيعاب المصريين الذين لم يقدروا بالأصل على المشاركة فى الاسهم لضيق ذات يدهم.
- ستفتح الباب أمام أبناء مصرفى الخارج للعودة إلى أوطانهم والمشاركة الفعلية فى بنائها بعدما لاحت فى الافق آمالا جديدة حيث سيتحصلون على مرتبات أفضل بكثير من غسل صحون أوروبا.
- سيحسن هذا المشروع من سمعة أبناء مصر من العاملين فى الخارج كثيرا حيث سترتفع قطعا أجورهم فى بلاد الغربة لقلة المصريين المغتربين حينئذ.
- سوف يساهم هذا المشروع فى تجديد البنية التحتية لمدن مصر باقل تكلفة ممكنة.
- سوف ينعكس هذا المشروع ايجابيا على كافة الموانئ المصرية و ايضا على حركة الملاحة فى قناة السويس.
- سيفتح هذا المشروع أفاقا جديدة فى مجالات الزراعة والتعليم والبحث العلمى و الرياضة والرعاية الصحية وغيرها من المجالات التى ترتكز عليها الامبراطوريات.
- سوف يفتح هذا المشروع افاقا مصرية على أفريقيا حيث ستصبح مصر هى مصدرا لكل المنتجات التى تستوردها أفريقيا وبسعر منخفض مقارنة بالمنتجات الأوروبية أو حتى الأسيوية المنشأ خاصة مع ازدهار النقل البرى بين مصر ودول أفريقيا المختلفة.
- سيعيد هذا المشروع توزيع الخريطة السكانية فى مصر وهو ما سيخلق مجتمعات عمرانية جديدة لم تكن موجودة قبل ذلك.
- سيرتفع متوسط دخل الفرد فى مصر وسيرتفع مستوى المعيشة وبالتالي يتحقق المطلبان الأول والثالث من مطالب الثورة وهو "العيش والعدالة الاجتماعية".
- قد يكون هذا المشروع نواة لإعادة بناء مصر القائدة والرائدة فى العالم مرة أخرى.
و لاشك أن المشروع لا يزال به تفاصيل كثيرة متعلقة بالأماكن المقترحة والصناعات المطلوبة لتتويج هذا الجهد العظيم سوف اقدمها وقت طلبها منى.....ارجو أن يرى هذا المقال نور القنوات الفضائية والمواقع الاجتماعية والمتخصصة إنه نموذج لدى منه الكثير ولن يشجعنى على نشر البقية إلا اذا وجدت له صدى فلابد أن أشعر أنا أيضا "بالتغيير".