عاجل
السبت 27 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
سرقة التاريخ

سرقة التاريخ

المتاحف فى العالم كثيرة جدًا، ولها شهرة واسعة، ولها زوار من كل مكان، لكن فى الحقيقة أى متحف فى العالم يريد أن يكتسب شهرة واسعة ويريد أن يكون له قيمة كبيرة عليه أن يستعين بقطع من الآثار المصرية، وبعض المتاحف تدفع أموالًا طائلة للصوص الآثار لشراء قطع من الآثار المصرية المسروقة ووضعها فى متاحفها حتى تستطيع أن تتباهى بأن متاحفها تعرض قطعًا من الآثار المصرية القديمة.



وهناك دول ليس لها تاريخ يذكر، ومتاحفها ليس بها أى شىء يمكن أن يشاهده السائح، أو يدفع مقابلًا لدخول هذا المتحف، غير أنها وضعت قطعًا من الآثار المصرية المسروقة واستطاعت أن تسوق متاحفها من خلال الآثار المصرية، والأمثلة على ذلك كثيرة فى كل بلاد العالم من شرقه لغربه ومن شماله لجنوبه، الكل يبحث عن سرقة الآثار المصرية، ونحن فى بلادنا ولا أقول كل الشعب المصري بل هناك عدد كبير من هذا الشعب لا يعرف قيمة الآثار المصرية لدرجة أن مرممة الآثار فى المتحف المصري وهى الأكثر دراية بالقطع الآثارية داخل المتحف قامت بسرقة قطعة آثارية ذهبية وقامت ببيعها لتاجر ذهب قام بصهرها فى الحال لتحول من قطعة أثرية لا تُقدر بثمن إلى قطعة ذهب لا تساوى ثلاثة آلاف دولار، هذه الواقعة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فهناك عشرات القضايا بل مئات القضايا والوقائع التي تقوم وزارة الداخلية بضبطها يوميًا عن قيام المواطنين بالتنقيب عن الآثار فى كل مكان، لدرجة أن المصالح والهيئات الحكومية الرسمية والتي من المفترض أنها مراقبة بالكاميرات وعليها تفتيش يومى من قصور الثقافة والوحدات الصحية وغيرها من الأماكن الرسمية، تم ضبط القائمين عليها فى محافظات الصعيد وهم ينقبون على الآثار والصدفة وحدها كشفتهم، ولأن أغلب هؤلاء يعرفون أن القانون عاجز عن إصدار عقوبة توقف عمليات النهب للآثار المصرية، فأغلب قضايا الآثار تحصل على البراءة ،والقليل منها يحصل على أحكام لا تتجاوز ما بين ثلاث إلى سبع سنوات، وأحيانًا قليلة تصل إلى 15 عامًا، لكن لو هناك عقوبة تصل إلى الإعدام ما فكر شخص واحد على الإقبال على هذه الجريمة النكراء التي لا يقرها شرع أو دين وأن تكون المحاكمات علنية وفورية حتى يرتدع الجميع ونحافظ على آثارنا التاريخية التي لا مثيل لها فى العالم، والتي لا تقدر بثمن، وكان يجب على المسؤولين أن يخصصوا يومًا دراسيًا كاملًا لطلاب المدارس والجامعات يكون عنوانه «آثار مصر العظيمة كيف نحافظ عليها وكيف نحميها؟» حتى يكون كل شخص على دراية كاملة بأهمية هذه الآثار العظيمة ويكون على علم مسبق بالعقوبة التي تنتظره فى حالة التنقيب أو البحث عن الآثار، وفى نفس الوقت يجب أن تكون هناك مكافأة مجزية لكل من يبلغ عن سرقة الآثار أو التنقيب عليها، ويجب أن يعرف الجميع أن الآثار ليست قطعًا من الحجارة أو المعادن، بل هى تاريخ ضارب فى الجذور يحكى عظمة هذه الدولة الشامخة التي سبقت العالم كله فى كل شىء.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.

 

نقلًا عن صحيفة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز