عاجل
الإثنين 4 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
رسالة للعريس عماد أديب

رسالة للعريس عماد أديب

بقلم : عبدالجواد أبوكب
كنت أتمني أن أكتب اليه مهنئا..لكن العريس عماد أديب لم يترك لي سوي باب حقوق زملاء لديه لأدلف منه للكتابة ،وصورة حلم سحقه - ربما دون أن يدري- للعشرات من زملائي شباب الصحفيين في نهضة مصر والعالم اليوم وباقي الاصدارات، الذين قدموا أفضل ما لديهم لرجل كانوا يتوسمون فيه فارسا للاعلام لكنه لم يمنحهم سوي السراب.
 
فعلي بعد أمتار قليلة من مكتبي،وفي ليلة من ليالي ألف ليلة،وبحضور لفيف من صفوة المجتمع ونخبته،ووسط حراسة مشددة بمشاركة 100 بودي جارد وفق الله الاعلامي الكبير عماد الدين أديب لزواجه الثالث علي الفنانة مروة حسين بفندق الفور سيزون  بجاردن سيتي في حفل مليوني التكاليف ساهر حتي  فجر اليوم التالي.
 
ولأنني مؤمن بالحرية الشخصية للناس وحقهم في ممارسة حياتهم بالشكل الذي يرغبون به،ولست مع الحملة الشرسة والعنيفة التي يتعرض لها الرجل بزواجه من فتاة في عمر أبناءه حيث يبلغ الفارق بين عمريهما ربع قرن،لكنها سنوات لا تمنع العاطفة ولا توقف الشعور بالحب،وحتي طريقته في الاحتفال والرقص كما الشباب العشرينيات ومشاركته المطربين والفنانيين والراقصات،رأيتها فرحة حقيقية انطلقت من قلب رجل يشعر فعلا بالسعادة لدرجة أنها يتخلي عن وقار التزم به لسنوات طويلة أمام الناس وحرص علي أن يكون مظهره الجاد هو الصورة الوحيدة التي يعرفها عنه الجمهور.
 
ويطيب لي يا أستاذ عماد أن أسألك هل اكتملت فرحتك الآن،وهل استمتعت بليلتك الأولي في شهر العسل،وهل نمت هانيء البال مطمئنا بعد أن شارك الجميع في تهنئتك ،فنانيين ومطربين ورجال سياسة وقيادات أمن ورموز إعلام؟
 
وبعدها لابد أن أسألك.. كيف تفعل كل ذلك بضمير مرتاح ؟وكيف تدخل السعادة قلبك؟ وكيف تضم زوجتك الشابة إلي صدرك وأنت الذي حرمت العشرات من جيلها من أن يكون لهم بيت وأسرة   صغيرة دون أن تشعر بمعاناتهم.
 
ففي تجربة "نهضة مصر" تلك الجريدة التي ملأت صدور العاملين فيها بحدائق أحلام لا نهاية لها،كان هناك كتيبة كاملة من أبرع الصحفيين وأكثرهم تميزا في جيل الشباب،كانوا يمتلكون قدرة عجيبة علي الحلم ومهارة أعجب علي تحقيق الصعب أملا في أن تستقر سفينتهم المهنية علي شط تجربة ينتمون اليها ويكبرون معها،لكن أحلامهم تحطمت علي صخرة عناد ولامبالاة.
 
ولم تضع حقوقهم المهنية فقط،بل المالية أيضا وتحول الأمر الي مهزلة حقيقية وبات الأمر وكأنهم يعملون بالسخرة في زمن الجاهلية الأولي،ومن استحلال مستحقات إلي طرد من المكان،مرورا بأزمة عدم التعيين،والاغلاق،ومشكلة عدم دخول نقابة الصحفيين تفاقمت الأمور،ولم يتوقف الأمر علي "نهضة مصر"،بل تجاوزها الي باقي الاصدارات المملوكة لامبراطوريتك الاعلامية والفنية الكبيرة والتي كان كثيرون يعولون عليها للمنافسة حتي علي المستوي العربي،لكنهم تأكدوا أن ذلك لن يحدث خاصة عندما وصلت الأزمة لاصدارك الأبرز"العالم اليوم".
 
وطوال سنوات كانت حجتك أن أزمة مالية تحاصرك بشدة لدرجة أنك تضطر لدفع مستحقات البعض من راتبك الشخصي كمذيع في "سي بي سي"،لكن ما رآه مئات ضحاياك من شباب الصحفيين الجالسين علي أسفلت الصحافة في شتاءك القارص،ما رأوه من وليمة ولا أفخر لعشاء الضيوف،ومن"تورتة" ولا أعلي لتقطعها عروس ربما لا تعرف أن ثمنها ربما يكون راتب عام كامل لصحفي لم يتقاض مستحقاته من عريسها.
 
ولن أطيل عليك يا عريسا كان يكفيه من دعاء أصحاب الحقوق عليه  أن يمنحهم قيمة ما أقام به حفل زفافه،وأطلب منك أخيرا أن ترد الحقوق لأصحابها حتي يبارك الله لك  في زواجك وأولادك،واعلم أن والدك "عبدالحي أديب"رحمه الله لم يكن ليرضي لو كان علي قيد الحياة أن تأكل حقوق الناس.
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز