12:00 ص - الأحد 9 مارس 2014
في واحدة من العلامات المسيئة لمهنة الصحافة والاعلام في مصر تقدم 6 صحفيين ببلاغ ضد الزميل محمود سعدالدين مدير تحرير اليوم السابع لاختراقه قرار حظر النشر في محاكمة "القرن"،وبناء علي البلاغ"الاسفين"، أمرت محكمة جنايات القاهرة بإحالة الطلب المقدم من الصحفيين ضد زميلهم إلى النيابة العامة وذلك لنشره نص أقوال اللواء مراد موافي رئيس جهازالمخابرات العامة الأسبق في محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وهذه القصة رغم خطورتها فهي لا تتوقف عند حدود الواقعة لكنها توصف إلي حد كبير الحال الذي آلت إليه الصحافة وسوق الاعلام المصري حاليا،ولست في حاجة هنا للتأكيد علي تضامني مع الزميل والصديق محمود سعدالدين،ولا "اليوم السابع"الذي ينجح بكتيبة الشباب وبإمكانيات تتجاوزها نصف المؤسسات القومية في تحقيق ما أخفق فيه الآخرون.
ولا أعتبر الواقعة تهمة لمحمود سعد الدين ولا "اليوم السابع"لأن "حظر النشر"لم يعد مفعلا علي أرض الواقع لأسباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها في هذه المساحة،وانما التهمة هنا يجب أن تطال من باعوا زميلهم ونالوا من قيم مهنية دون حتي أن يحققوا لأنفسهم أي مكاسب،ورغم استياء الكثيرين من الواقعة وصدمته فما حدث مع "سعدالدين"لا يمثل سوي حلقة بسيطة من حلقات الانهيار المهني،فبعض الصحفيين الان أصبح ولائهم للمصدر بدلا من المؤسسة التي يعملون بها،و"العصافير"أصبحت في الواجهة، والصحفي "العصفورة"بات في طليعة المناضلين،وعرفنا بدون تفاصيل عشرات"محفوظ عجب".
ومن منطلق تضامني المهني مع محمود سعدالدين و"اليوم السابع"،ودفاعا عن المؤسسات الصحفية القومية لم يعجبني حملة الهجوم والانتقاد الموجهة للصحف القومية وتوجيه الشتائم غير اللائقة لفظا ولا نوعا من زملاء أعزاء في صحف خاصة،نسي غالبيتهم أن أول المتضامنين مع مدير تحرير اليوم السابع كنت والزميلين هشام يونس وخالد البلشي وثلاثتنا من مؤسسات صحفية قومية "روزاليوسف والأهرام".
ولم يرقني هذا الهجوم ليس لأن الصحف الخاصة ليست مملوكة لأولياء الله الصالحين،ولا لأن كل اصدار منها كان له ظروفه وأغراضه وهو نفس ما ينطبق علي الصحف الحزبية،ولا لأننا نستطيع قول الكثير حول "العرابين"و"الأمنجية" ولا لأننا نستطيع كشف المستور عن مرتادي شقق وسط البلد وحواديت الفضائيات واعلام"القلقاس"وحكايات الدفع" تحت الترابيزة وفوقها"أو قصص نضال البعض المزيف وثمن هذا النضال وكشوف البركة من شركة الاتصالات للاخوان لكن الله حليم ستار.
والجميع يعرف أن الحكايات ما أكثرها وكل "بير معروف غطاه"علي رأي المثل ،لكن ما أحزنني هو تحويل الأمر في كل مرة لمعركة الخاسر الوحيد فيها المهنة والعاملين فيها ومحاولة الزملاء في الصحف الخاصة والحزبية تحويل الصحافة القومية لشماعة تعلق عليها كل الكوارث ،وببساطة أقول للجميع نعرف أن الصحافة القومية سبب أساسي في انتكاسة الاعلام المصري لكن الواقع الصحفي والاعلامي في مصر كله في نفس الدائرة والحل أن نرتقي بالمهنة لا أن نخرج غسيلنا"القذر"مع كل مشكلة وكأن البعض ملائكة والباقون شياطين،ومجددا أنا أدعم محمود سعدالدين و"اليوم السابع" وفخور بانتمائي لمؤسسة روزاليوسف والصحافة القومية ،مثلما أنا فخور بزملائي في الصحف الحزبية والخاصة والفضائيات،ومقتنع كامل الاقتناع بأننا في مركب واحد اذا نجت نجونا جميعا.