عاجل
الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الصحافة .. مهنة البحث عن "الشهادة"

الصحافة .. مهنة البحث عن "الشهادة"

بقلم : عمرو الأنصاري

في إحدى جولاته الانتخابية بمؤسسة روزاليوسف ، إبان ترشحه لمنصب نقيب الصحفيين ، استوقفت الأستاذ ضياء رشوان ، وطالبته بان يضع في حالة فوزه الزملاء الصحفيين المتدربين تحت مظلة النقابة ، لتوفير الحماية القانونية لهم أثناء تأديتهم لواجب المهنة..



يومها جاءت إجابته صادمة لي: " لن أستطيع فعل ذلك ،وكل ما يمكنني فعله ،هو أن اجبر المؤسسات الصحفية على منح المتدربين عقودا محددة المدة ، دون ضمان التعيين ".. ذلك الوعد الذي لم يوفي به رشوان حتى تاريخه.

سئل رئيس تحرير إحدى الإصدارات القومية ،عن إسرافه في قبول المتدربين من شباب الصحفيين ،فرد ساخرا "وأنا خسران إيه ،دول مش مكلفني حاجة ،جعانين شغل ، وعطشانين شهرة ، وأول ما يفكروا في التعيين ،همشيهم وأجيب غيرهم والعجلة تدور"!..هكذا يفكر المسئولين عن الصحفيين في مصر (!)

الصحفيون في مصر يصطدمون بمئات الجدران الخرسانية ،التي تقف حائلا دون وصولهم إلى الحلم "كارنية النقابة" .. بداية من الالتحاق بإحدى الإصدارات الصحفية القومية أو الخاصة ،وهو أمر تلعب فيه الواسطة دورا كبيرا ،بغض النظر عن الموهبة ،ومرورا باستغلالهم "دون تدريب" ،ليمارسوا أعمالا صحفيه "بالوكالة" عن آخرين ،دون عائد مادي أو معنوي ، ونهاية بالتعيين "الحلم المستحيل" ،والذي تطل فيه الواسطة مرة أخرى بوجهها القبيح.

المنظومة الصحفية في مصر تعاني خللا واضحا ،فبينما هناك شباب وشابات يعشقون مهنة الصحافة ، ويؤدون عملهم بإخلاص وتفاني،يجاهدون لصنع أسمائهم ،وربما يدفعون حياتهم ثمنا دون أي اعتراف بهم.

في المقابل هناك صحفيون "بالكارنيه" فقط ،ينتمون إلى نقابة الصحفيين ولا يمارسون الصحافة ،يعيشون عالة على الوسط الصحفي ،ويسيئون إلى المهنة.

الشهيدة ميادة اشرف ،والشهيد الحسيني أبو ضيف "أبناء الأقاليم" وغيرهم  ، الذين ظلوا ينتظرون  اعتراف النقابة بهم ، باتت أسمائهم الآن ملأ السمع والبصر بعد أن تبارى الجميع نقابة، ونخبة صحفية في المتاجرة بأسمائهم ،ومنحتهم النقابة العضوية الشرفية بعد موتهم(!)

لن ادخل في جدال حول هوية قتلة الحسيني ،وميادة ، وكل شهداء الصحافة ،لأنها مهمة جهات التحقيق ،التي انتظر أن تؤدي عملها، لكن استهداف الصحفيين في مصر ،بات مؤكدا ،خاصة من طرفي المواجهات ،التي تدور الآن في شوارع المحروسة يوميا ،"أنصار الجماعة الإرهابية " ، و "قوات الشرطة"

الطرفان لا يرغبان في نقل الحقائق عبر وسائل الأعلام للمواطنين،حتى ان مصر صنفت في المركز السابع عالميا ، والرابع عربيا في قائمة الدول الأكثر خطورة للعمل الصحفي ، وفقا للجنة الدولية لحماية الصحفيين، وهو ما يعني أن نستعد لاستقبال شهداء جدد ، إن لم تقم نقابة الصحفيين ومجلسها المتخاذل بدورهم .

دورك يا سيادة النقيب أن تضع حدا للعمل "بالسخرة" في المؤسسات الصحفية ، أن تستوعب كل أبناء المهنة من ممارسيها بغض النظر عن كونهم "تحت التدريب" تحت مظلة النقابة، دورك أن تجتث من جذور النقابة كل من يسئ إلى المهنة والمهنية وميثاق الشرف، دورك يا سيادة النقيب أن تحفظ لنا كرامتنا وتجاهد لنيل حقنا في حياة كريمه، أن تدرب الصحفيين خاصة الميدانيين وتوفر لهم سبل الأمان والسلامة، دورك أن تحمي أبناء "السلطة الرابعة" من تغول سلطات أخرى..لا أن تحول من ينتقد أدائك وأداء مجلسك إلى التحقيق .

اتركوا مقاعدكم الفضائية ونحوا مصالحكم الشخصية وقوموا بواجبكم فانتم أمام جيل شاب من الصحفيين لم يرهبه سيف المعز ولن يغريه ذهبه.

استقيموا يرحمكم الله.

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز