عاجل
الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية.. بروتوكول وإتيكيت اختيار ألوان الملابس بالمناسبات الرسمية

فن الدبلوماسية.. بروتوكول وإتيكيت اختيار ألوان الملابس بالمناسبات الرسمية

من المؤسف جدًّا أن نشاهدَ في الصباح أو الفترات النهارية مَن يلبس أو يرتدي المَصر باللون (الأحمر أو الأزرق أو الأصفر) وهم ذات بَشَرة سمراء في الدوام الرَّسمي أو الأنشطة الاجتماعية الأخرى، وأنا شخصيًّا أُعطي العذر لهؤلاء؛ لأنَّهم لم يتمعنوا في الإعجاز الإلهي أو الآيات الكريمة التي تحتوي على مفاهيم وسِمات الأسبقية والأهمِّية، بالإضافة إلى دلالات الألوان وكيفية اختيارها استنادًا إلى عدَّة مُقوِّمات.



 

تتفاخر المدارس الدبلوماسية بمختلف مسمَّياتها وجنسياتها والتي اقتبست من هذا الإعجاز الإلهي والآيات القرآنية الكريمة لتحوِّلَها إلى نظريات ومفاهيم في البروتوكول وإتيكيت اختيار لون الملابس المناسب للفعالية، حيث تمَّ تقسيمها إلى (نهارية وليلية). المدارس الدبلوماسية المتخصِّصة لذلك أسَّست خطَّة طريق لتذهبَ إلى إنشاء فريق عمل مُكوَّن من (علماء الفيزياء لدراسةِ البُعد الموجي لكُلِّ لَون، علماء عِلم النَّفس لدراسة واستبطان دلالات اللَّون ومدى تأثيره على الجنس البَشَري، علماء الاجتماع لتحليلِ مدى تأثير الألوان على شرائح المُجتمع، سواء في الالتزامات الرَّسمية أو الشخصية، علماء الطِّب لتقييمِ العَيْن البَشَرية التي هي أوَّل الأجزاء التي سوف تتسلَّم اللَّون وترسله إلى خلال المخ؛ لكَيْ يتمَّ تحليها بالقَبول أو الإبعاد، وهذا يحصل بأجزاء، بل بكسور الثانية)، وبعد كُلِّ هذه الدراسات العلمية التحليلية وخلاصة النتائج تذهب إلى خلية الدبلوماسيين والمتخصِّصين بمفاهيم وسِمات البروتوكول والإتيكيت، وخصوصًا المدرسة البريطانية التي جلست ودقَّقت بكُلِّ النتائج لِترتقيَ إلى العلامات والدلالات الإلهيَّة، ومنها بأنَّ الألوان (الأزرق الفاتح، البيج الفاتح، واللَّون الأخضر المتدرج الفاتح) هي ألوان إلهيَّة منذ شروق الشمس إلى غروبها، وكان بإمكان ربِّ الكون وخالقنا بأن يجعلَ السماء بلَونِ الأحمر والأشجار باللَّون الأسود صباحًا، ولكنَّه تعالى اسمه وهو ربُّ السماوات والأرض أعطى البَشَر هذه العلامات؛ لكَيْ تكُونَ دليلًا له في حياته اليومية وإضافة اللَّون الأزرق على السماء والبحار والمحيطات، مع العِلم أنَّ الماء لا لَون له ولا رائحة.

 

 

يُعرَّف اللَّون في اللُّغة بأنَّه الصِّفة التي تُطلق على الجسم، وهو ذلك التأثير الفسيولوجي الناتج على شبكية العَيْن، فهو إحساس وله تأثير على الجهاز العصبي للكائناتِ الحيَّة، والعَيْن على درجة كبيرة من الحساسية، خصوصًا للألوان الأخضر والأبيض والأزرق. فالعَيْنُ قادرة على إدراك أقلِّ اختلاف في اللَّون، ويُمكِنها أن تميِّزَ من (200) إلى (250) لَونًا، لذلك أكدت المدارس الدبلوماسية على مشتقات فواتح الألوان من (الأبيض، والأزرق، والأخضر) في النهار والألوان الداكنة في الفعاليات الليلية، وأنَّ لكُلِّ وقتٍ ومكان وحدَثٍ لَونًا مستحبًّا ومفضَّلًا، بالإضافة إلى عُمر الشخص ولَون البَشَرة والوظيفة والمنصب، كُلُّ هذه المفردات وُضِعت تحت إتيكيت اختيار الملابس وألوانها؛ لأنَّه يعكس شخصية الإنسان وبالتَّالي علينا التمعُّن فيه.

 

 

إنَّ إتيكيت اختيار الملابس وألوانها ومعرفة المناسبة والوقت والحضور والأعمار، والالتزام الكامل بالتعاليم الإسلامية السَّمحة والعادات والتقاليد العربية الأصيلة هي من أهمِّ مفردات كاريزما الشَّخص المثالية.

 

 

يُفضَّل بالمناسبات الليلية لبس الألوان الدَّاكنة (مهما كان لَون البَشَرة) وخصوصًا اللَّون الأسود، الأزرق، البُنِّي، سواء المناسبات الاجتماعية أو الرسمية، وهذا ما نلاحظه في الحفلات الرَّسمية لكبارِ الشخصيات، حيث يطرأ اللَّون الأسود على الفساتين النسائية وبدلات الرجال لمحدودية الاستخدام أو لمناسبة معيَّنة فقط. وتُعدُّ الألوان بأنَّ لها الدلالات التي تعكس شخصية الإنسان، حيث أضافت المدرسة القابوسية الكثير إلى إتيكيت نَوْع الملابس وألوانها وكان المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس ـ طيَّب الله ثراه ـ دائمًا يلبس الملابس الدَّاكنة (السوداء) في الحفلات المسائية، وفي الصَّباح لَون المصَر بخامة بيضاء مع وجود الرَّسمة أو النَّقشة باللَّون البُنِّي ومشتقَّاته، وكذلك فإنَّ والدنا جلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ أبقاه الله ـ يميل إلى اللَّون الأزرق في النَّقشة أو الرَّسمة في المَصر مع وجود الخامة البيضاء في أغلب ظهوره، واللَّون الأزرق يدلُّ أو يرمز إلى الذَّكاء والتمعُّن والتفكير العميق في أصغر الأشياء للحصولِ على أفضل النتائج الإيجابية. وفي الختام، فإنَّ اختيار الألوان المتناسقة يعكس شخصية الإنسان وذوقه وثقافته ومدى تقبُّله للتطوُّر الحضاري الحديث، حيث أكَّدت مدارس ومراكز الأزياء العالمية على مشتقَّات اللَّون الفواتح في النَّهار والألوان الدَّاكنة في الأنشطة الليلية، وأنَّ لكُلِّ وقتٍ وحدثٍ لونًا مُستحبًّا ومفضلًّا، وذهبوا إلى أبعد من ذلك فهي فصول السَّنة (الشتاء، الصيف، الربيع، الخريف)، وكذلك أضافت النقاط الآتية: عمر الشخص، الوظيفة، المنصب، المناسبة، الوقت، الطول، الوزن، الدوام الحكومي، المؤتمرات والاجتماعات، حفلات الشاي الصباحية أو الليلية، الدعوات الرَّسمية، المناسبات الاجتماعية، المقابلات الرَّسمية، السَّفر، الأماكن الدينية، مجالس العزاء.. وغيرها. كُلُّ هذه المفردات وُضِعت تحت إتيكيت اختيار لَون الملابس.

 

 

دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز