
عبدالجواد أبوكب
السيسي يعلن عودة مصر الكبيرة إفريقيا
بقلم : عبدالجواد أبوكب
لم تكن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء ،إلى الجزائر الشقيقة، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه، في مايو الماضي، مجرد زيارة من رئيس عربي لقطر شقيق لكنها تحمل معاني كثيرة وتفاصيل أكثر.
وتوضح تصريحات السيسي فور وصوله مطار "هواري بومدين" والتي قال فيها، إن زيارته للجزائر تهدف إلى "إطلاق تفاهم حقيقي ورؤية موحدة للمصالح المشتركة بين مصر والجزائر والمنطقة"، واصفا الإرهاب بـ "مشكلة تحتاج إلى تنسيق المواقف والعمل لمجابهتها سويا" جزءا كبيرا من القصة.
وكذلك اشارته، إلى وجود "علاقات وموضوعات استراتيجية مشتركة" بين مصر والجزائر، وقضايا كثيرة تحتاج من البلدين العمل سويا، وأن الزيارة تأتي للتأكيد على ذلك والشروع في العمل عليها خلال الأيام المقبلة، منها الوضع في ليبيا التي هي دولة جارة لكل من مصر والجزائر".
ورغم أن الرئاسة الجزائرية كانت متحفظة وقالت إن السيسي يقوم بزيارة عمل قصيرة يلتقي خلالها نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي أعيد انتخابه في ابريل الماضي لولاية رابعة رغم متاعبه الصحية".
الا أن سفير مصر بالجزائر، عز الدين فهمى أشار الي جانب مهم حينما قال: إن زيارة المشير عبدالفتاح السيسى الرئيس المصري للجزائر، جاءت لبحث القضايا الإقليمية وسبل التعاون المشترك بين البلدين، خاصة وأن الجزائر من أكبر الدول الإفريقية إنتاجا للنفط، ولديها استثمارات كبيرة تسمح لخلق فرص عمل كثيرة للعمالة المصرية.
وبعيدا عن تصريحات الرئاسة في مصر والجزائر وتصريحات سفيرنا هناك تبقي الزيارة مفاجأة حقيقية للجميع حيث كان المتوقع أن تكون السعودية هي أول محطات رحلات "لم الشمل"للرئيس المصري،لكن لماذا جاءت الجزائر أولا؟
في تقديري أن الجزائر جاءت كمحطة أولي نظرا لظرف انعقاد القمة الافريقية و، والتي لعبت الجزائر دورا كبيرا فى عودة مصر لعضويتها بالاتحاد الإفريقى وهو أمر لا يفوت علي رجل بتفكير السيسي تقديره والثناء عليه وخاصة أن الرئيس الجزائري بوتفليقة كان أول المهنئين له عقب انتهاء التصويت ومؤشرات الفرز ولم ينتظر الاعلان الرسمي للنتائج في برقية انفردنا بسبق نشرها وقتها في "بوابة روزاليوسف".
ويأتي الملف الليبي الذي شكل صداعا كبيرا لدول الجوار في الفترة الماضية سببا استراتيجيا للقاء الرئيسين خاصة في ظل الآداء العكسي من الرئيس التونسي "المرزوقي" رجل الاخوان وداعمهم الكبير،ولذا سيبرز التنسيق المصري الجزائري في ملف ليبيا و مكافحة الارهاب، اضافة إلي الاستثمارات المشتركة التي سيتفق علي تعظيمها خلال الفترة المقبلة،علي أن التنسيق بين مصر والجزائر قبل عقد القمة الإفريقية يعد الرسالة الأهم والأبرز والأكثر دلالة للدول الإفريقية الأعضاء في التجمع الافريقي ، نظرا لأن الدولتين من أكبر الدول المساهمة فى ميزانية الاتحاد، كما أن السيسي بهذه الزيارة يعلن عودة مصر الكبيرة من الجزائر بعد عام ضيعنا فيه الاخوان وأهدر مرسي كل علاقة طيبة بالدول الشقيقة بإستثناء دويلات الاخوان وحلفائهم.