

ياسر صادق
الغباء العربي!
بقلم : ياسر صادق
اضحك كثيرا و لكنه ضحك كالبكاء عندما اقرأ و اسمع و اشاهد في وسائل الاعلام المختلفة المسئولين و الحكام العرب و هم يستنجدون بالولايات المتحدة الامريكية بصفة خاصة و الغرب بصفة عامة من العدوان الاسرائيلي علي فلسطين منذ انشاء الدولة اليهودية ..و اندهش من موقف العرب و كيف يذهبون الي امريكا و اوروبا الذين يقفون وراء اسرائيل بكل قوة و يدعمونها سياسيا و اقتصاديا و عسكريا وموقفهم واضح وضوح الشمس من القضية الفلسطينية .. و اتساءل هل العرب وصلوا الي هذه الدرجة من الغباء؟! هل يعتقدوا ان امريكا و الغرب سيقفون مع العرب و المسلمين ضد الكيان الصهيوني؟!.. انها اضغاث احلام.. والمشكلة انهم يكررون اخطائهم دون ان يتعلموا منها فاسرائيل تقوم حاليا بدك و تحطيم قطاع غزة و تدمير كل ما فيه و قتل اكثر من 1370 شهيد كبار و صغار و نساء و اصابة اكثر من 7300 شخص بعد 24 يوما من بداية عمليات القتال دون رحمة و لا هوادة و تشريد اكثر من 400 الف فلسطيني.. كل ذلك ونحن ننتظر ان تمن علينا امريكا و اوروبا بالتدخل و نناشدها صباحا و مساء و نرجوها و نشجب و نستنكر و ندير الامور بنفس الطريقة التي بدأت بها القضية الفلسطينية باستثناء الفترة التي تولي فيها الرئيس العبقري انور السادات و لا اختلاف بين مبارك و السيسي و محمود عباس اجتماعات مع وزراء الخارجية الامريكاني و الاوروبي و اتصالات هاتفية بين الرؤساء العرب ليؤكدوا دائما مقولة الغرب ان العرب "ظاهرة صوتية" لا اكثر و لا اقل..و ان العرب يرفضون الاقتناع بالمثل القائل "بأنه لا يحك جلدك الا ظفرك".. و لن تحل مشاكلنا طول ما العرب في هذه الحالة من الضعف الاقتصادي و السياسي و العسكري و متفرقين و مفككين فلا تنتظر منهم شيئا و سيظل الوضع علي ما هو نحن نشجب و نستنكر ونستنجد ..واسرائيل تغتصب و تقتل و تدك و تحطم و تحتل و ترتكب المجازر و تحقق اهدافها علي ارض الواقع و لا تهتم بكلام احد .. هل نسينا تاريخ الغرب في انشاء دولة اسرائيل منذ مؤتمر هرتزل ببازل في سويسرا عام 1897 و دور بريطانيا السافل و التي كان لها حق الانتداب علي فلسطين و مساعدتها في استيلاء اليهود علي الاراضي الفلسطينية و اصدار وعد بلفور الشهير عام 1917 و الذي اعطي للكيان الصهيوني حق انشاء وطن قومي و ان الغرب قاموا بتدعيم دولة اسرائيل باكثر من 189 مليار دولار خلال القرن الماضي ..هل نسينا دعم الغرب لاسرائيل في حروب 1948 و 56 و 67 و حتي في 1973 ..ثم تجد بعد ذلك ان اكثر ما يشغل بال المسئولين عندنا هو المبادرة المصرية التي تم طرحها و كيف انها لاقت القبول الدولي و يلعب الاعلام في هذا الاطار دور النفاق المعتاد و التطبيل المخزي..طيب يا عم الحلو انت و هو لما المبادرة مكسرة الدنيا كده لماذا لم يتم تنفيذها علي ارض الواقع ..اسرائيل قالت انها لن توافق علي اي مبادرة او تقوم بوقف اطلاق النار الا بعد الانتهاء من الاهداف التي حددتها..للاسف سنظل علي هذا الحال الي ان نغير من فكرنا و طريقتنا و استراتيجيتنا " ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم"..