

ابراهيم رمضان
الفيل.. والوزير
بقلم : ابراهيم رمضان
بعد أن ذبحوا الجمل.. وانتحرت الزرافة.. وهربت القرود.. وقُيدت القضايا ضد مجهول.. منحت إدارة حديقو الحيوان منح لقب "ملك" الحديقة للحمار.. بعد أن سحبت الثقة من الأسد.
وفي ضوء حراسة "الحمار" للحديقة أخشى أن تنفلت أعصاب الفيل فيخرج عن السيطرة، ويثور ضد كل الحيوانات الكسولة، فيؤذي رفاقه، ويهاجم حراسه من البشر خارج القفص.
للحديقة حراس وإدارة تراقب حركة الحيوانات، وتوفر لها من قوت يومها ما يبقيها صامدةً.. تبهج الزوار بحركاتها، وعجيب خِلقتها وضَخامتها.
حيوانات الحديقة عانت كثيرا من أفعال بني البشر، ولكنها لم تتمكن من الشكوى لغير الله، لإنقاذها مما يفعل بها "الحمار" وأشباهُه من "البَني آدمين"، ممن لا يأبهون بمخلوقات الله الحبيسة في أقفاص حديدية داخل حديقة تبدو أنها مترامية الأطراف، ولكنها في الحقيقة سجن كبير لحيوانات كانت تعيش حياتها الطبيعية في غابات بلادها قبل أن يقتنصها الصيادون لبيعها، مقابل حَفنة من الدولارات.
بعض حيوانات الحديقة تتميز بالسرعة كالقِردة، ممن يَشبهون كثيرا من المخربين في بلادنا، على النقيض من حركة الفيل البطيئة، التي تشبه بعض المسئولين من ذوي المناصب الحكومية الرفيعة.
يضحك زوار الحديقة من بطء حركة الفيل في الحديقة على الرغم من أنه حبيس الأسوار، ويبكون بدلا من الدموع دمَا لبطء بعض وزراء حكومتهم في مواجهة البيروقراطية، وإنجاز مصالحهم.
ربما يأتي للحديقة يوما مدربٌ ماهر فيبهر الزوار بسرعة الفيل في حركته وحركاتِ القرد وسرعته، إلا أن بعض حكومات الدول الإفريقية لن ينفعها مدرب أو رئيس أوحتى ساحر.. فهي حكومات عاجزة و"عجوزة".