

بقلم
عبدالجواد أبوكب
وزارة إعلام داعش
12:00 ص - الخميس 13 نوفمبر 2014
بقلم : عبدالجواد أبوكب
بعد فترة عناد طويلة إعترف الجميع بأن تنظيم "داعش " يمتلك جهازا إعلاميا رفيع المستوى تعمل به كوادر تم تدريبها جيدا على أحدث تقنيات الإعلام ، ويتلقى دعما لوجيستيا هائلا من أجهزة مخابرات دولية واقليمية .
وربما فوجئت دول وقادة عندما كشف مايسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق " داعش " عن إمتلاكه وزارة للإعلام حينما نشر خبرا عن مقتل وزير إعلامه " أبو الحسن العيساوي " عبر صفحة " منبر العراق والشام" في موقع التواصل الاجتماعي " تويتر".
وتتلخص أهداف وزارة الإعلام داعش في أربعة أهداف رئيسية هي ، إحداث عملية رعب منظمة لدى الدول والمناطق المستهدفة ، جذب كوادر جديدة للانضمام للتنظيم ، رصد الإعلام المناهض ووضع قائمة سوداء وقوائم إغتيالات للإعلاميين الأعداء ( كما حدث في العراق الاسبوع الماضي ) ، وأخيرا نشر صورة داعش الطيبة التي تقوم بدور إجتماعي مثل توزيع الغذاء وحماية الضعفاء من تعرضهم للإعتداء من قبل قوى أخري غير "داعش" .
ولم يكن غريبا أن تمتلك "داعش" قدرة واعية على الوصول لكل وسائل الإعلام في مختلف دول العالم وأن تستخدم أحدث أدوات التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة من الهواتف المحمولة والاجهزة اللوحية وأن تنتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وأن تنتج أفلاما يرقي مستواها التقني للآداء الهوليودي مثل فيلم"صليل السيوف"، الذي يصور مشاهد الانفجارات في بغداد، وقصة أسري يحفرون قبورهم بأيديهم،وهو منتج بشكل إحترافي عالي المستوى وتردد أن مهمة انتاجه أسندت لشخص محترف سبق له العمل في أفلام سينما عالمية.
وإذا كانت الجيوش تمهد لنفسها في الحروب بالقصف الجوي وطلعات الطيران ، لكن داعش استبدلت القصف والطلعات الجوية بمواقع التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو التي بثت الرعب في قلوب الجميع ، وأصبح مألوفا أن ينسحب الجنود العراقيون من أماكن تمركزهم بمجرد رؤيتهم لرايات داعش السوداء قادمة مع مقاتليهم ، ولعل المتابعون لدخول داعش إلى الموصل علموا بهذ ا السيناريو الذي تكرر في الموصل وغيرها.
ويبدو في الصورة التكنولوجية لداعش تطبيق "بشرى الخير" الذي استخدمه التنظيم عبر تويتر ليمكنه من الوصول لأعداد تتجاوز العدد الموجود في حسابه الأصلي آلاف المرات، وقد ساعد هذا البرنامج بالتحديد في نشر أخبار تقدم داعش وبث الفيديوهات المخيفة لعمليات الذبح والسبي والتعذيب والعقوبات التي تقع والتي تطال المخالفين لمنهج داعش .
وينقسم عمل داعش على موقع تويتر لعدة حسابات ، أولها الحسابات المركزية وهي مخصصة للشأن العام وللقيادة المركزية في داعش وكل ما يخصها من أخبار وفعاليات ، وثانيا الحسابات الفرعية والتي تنشئ في كل منطقة لنشر الأخبار المحلية ، وأخيرا الحسابات الشخصية التي يروج أصحابها للفكر الداعشي وقناعاته في العقيدة ، وقد كانت سببا رئيسيا في الترويج لشعار داعش المحبب في الشهادة والذي يقول " لا تموت سوى مرة واحدة .. لماذا لا تجعلها شهادة" .
يوجد في وزارة إعلام داعش أربع مستويات رئيسية للقيادة ، أولها المسئول الرئيسي وهو صاحب أعلى سلطة في تنظيم إعلام داعش ، وهو الوحيد الذي يحظى بصلاحية الاتصال بالقيادات رفيعة المستوى ، وثانيا القيادات الوسيطة، وهي مقسمة إلى ثلاث أفرع ، مواقع التواصل الإجتماعي ، الإنتاج الفني ، والإنتاج الإعلامي ، ولكل فرع من هذه الأفرع الثلاثة مسئول خاص يدير أنشطته ، والمستوى الثالث يمثله مقاتلي داعش أنفسهم ، وهنا يقتدي تنظيم داعش بجماعة الإخوان المسلمين في تحويل كل كادر من كوادرهم إلى محرك ثقافي وإعلامي يلعب دورا مهما في الترويج للتنظيم والتجنيد له والدفاع عن معتقداته ، رابعا قاعدة الشباب المتطوع إعلاميا والمتعاطف من إخوان وسلفيين ومتشددين وغيرهم ، ومهمة هذه القاعدة إعادة نشر كل ما يقدمة التنظيم من مواد إعلامية وإعادة نشر كل ما ينتج من أفلام وثقائية ومقاطع فيديو وطبع البوسترات .
وبالإضافة إلي ذلك يعتمد إعلام داعش علي ذكاء الإعلام الغربي الذي يروج جيدا للوحش الذي استولدته بلادهم من رحم تنظيم القاعدة،وعلي غباء الإعلام العربي الذي تحول لآداة تعيد انتاج ونشر المادة الداعشية بلا وعي ولا استراتيجية مواجهة.
تابع بوابة روزا اليوسف علي