عاجل
الإثنين 4 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
الصحافة في مصر.. الأزمات والحلول

الصحافة في مصر.. الأزمات والحلول

بقلم : عبدالجواد أبوكب
 في وقت أضحت فيه وسائل الإعلام هي الجيش الأهم بالنسبة للدول وخاصة الكبري، متفوقة علي القوات المسلحة النظامية، وباتت الجيوش الالكترونية ووسائل الاعلام الحديثة صاحبة تأثير ساحق علي مسار الاقتصاد والأنظمة الحاكمة وحتي علي العلاقات بين مختلف  الدول .
 
  ورغم هذه الاهمية للاعلام في الخارج تعيش الصحافة المصرية  حاليا فترة تاريخية شديدة الارتباك، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة في الوقت الحالي، فالصحف القومية تعانى  من أزمات طاحنة، والصحافة المستقلة أصحابها آو مالكيها  يتحكمون فيها ،والحزبية حدث ولا حرج والصحفيون هم من يدفعون الثمن دائما.
 
 ولأن الأمن القومي لأي دولة أصبح مرتبطا بمدي تماسك الاعلام فيها وتطوره وفق معايير المنافسة العالمية،ووجود قواعد مهنية واضحة للعاملين فيه وتمكينهم من العمل بحرية في مناخ يسمح بتداول المعلومات وتوفيرها ،ولأن المرحلة الفارقة، التي تمر بها المهنة والنقابة في الفترة الحالية ،فإن الأمر يتطلب بذل مزيد من الجهد والعمل على تحسين أوضاع الصحفيين لأن الأوضاع المتردية للعاملين بالمهنة في مصر تجعل أولوياتهم توفير متطلبات الحياة الرئيسية لأسرهم وأولادهم.
 
ورغم الزيادات المتكررة لبدل التدريب والتكنولوجيا   فإن الصحفى المصرى يعيش حياة لا تليق حتي بالمهن الحرفية، وأصبح  الأسوأ في المستوى المالي بالمنطقة العربية لدرجة أنه أصبح راتبه أدني من الزملاء في دول الظروف الصعبة مثل الصومال وموريتانيا.
 
ومن هنا تأتي خطورة نتيجة الانتخابات لأن مجلس النقابة المقبل سيحدد المناخ العام لمدة 50 عاما قادمة عن طريق مساهمته في مشروعات قوانين الصحافة الجديدة والتي ستكون الأولي بشكل شامل بعد نحو نصف قرن من الجمود شبه الكامل.
 
 خاصة وأن الاعلام المصري كله – في المربع الاداري- يفكر من مكانه في وضعية الثبات  دون وجود قيادات لامعة مبتكرة وتطمح في التطوير بإستثناء بعض الأماكن،  أضف الي ذلك أن لدينا ترسانة قوانين سيئة لم تتغير منذ ستين عاما وهي سبب تخلف كبير لمسيرة الاعلام والصحافة المصرية وقدرتها علي المنافسة ، لكن هذا لا ينفي ان بعض اختيارات المجلس الاعلي للصحافة سبب رئيسي في تدهور اوضاع المطبوعات والمؤسسات الصحفية القومية  وقتل الكفاءات واهدار حقوق الزملاء وبالتالي خلق حالة من السخط العام والنفور  داخل المهنة علي سبيل المثال.
 
ولكل هذا، ولأن  العشوائية تحكم السوق الصحفي، أصبح من الضروري وضع صيغة تلتزم بها المؤسسات الصحفية لحماية حقوق الصحفيين المهدرة، والضغط علي الدولة لتعديل أجور الصحفيين التي أصبحت كما أوضحنا فى ذيل قائمة أجور الدولة، وهو وضع يجب تصحيحه فورا .
 
 
 ولأن المرحلة المقبلة ستكون معركة الصحفيين الكبري في "التشريعات"  يجب أن يتكاتف  الجميع لنصرة المهنة وحقوق الصحفيين، ولتحقيق ذلك يجب تكوين لجنة تتواصل مع أعضاء البرلمان المقبل؛ لتكوين كتلة ضغط لمساندة التشريعات الخاصة بالصحفيين وعدم عرقلتها.
 
ونقابيا يجب  اعتماد معايير واضحة لمزاولة المهنة، واستبعاد  الدخلاء ممن ينتحلون صفة صحفي وكاتب صحفي، وعلي جميع الصحف تعيين أبنائها الأكفاء وتدربهم  لمواكبة العصر.
 

ويا زملائي الصحفيين، ويا أيها الملاك والقيادات في كل الصحف والمؤسسات يجب أن  نصحح أوضاع  شباب الصحفيين الذين يقضون سنواتهم الأولي في المهنة  كأول من يستهدف ،وآخر من يحصل علي أبسط حقوقه في الاستقرار والعيش الكريم  لنصحح  الأوضاع ونستطيع  القول أن مصر أصبح  فيها صحافة قادرة علي المنافسة والتفوق اقليميا وعالميا لانها ورغم كل الظروف تملك خير صحفيي الأرض وأقدرهم علي العمل والتميز .



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز