كلنا عم ابراهيم

بقلم : زيزي عاصي

 

عم ابراهيم مش من شهداء الثورة ...ربنا يديله الصحه و طول العمر , و لا  انصاب فى المظاهرات و لا حتى نزل يشترك فى المظاهرات و لا الاحتجاجات مش علشان انه مش وطنى , لا علشان هو مش فاهم حاجه زى كتير مننا و مع ذالك كان لعم اباهيم دور كبير فى الثورة و مازل مستمر خلينى اعرفكم على عم ابراهيم الاول ......

 

عم ابراهيم بيشتغل "حارس عقار" _ بواب يعنى _  رجل فى الخمسينات صاحب مرض و عنده كوم لحم ... عم ابراهيم بالرغم من مرضه الى مش عارفه هو ايه _ربنا يشفى كل مريض_ فهو مدخن شره اهو حاجه كده بينفخ فيها بدل ما يولع فى نفسه على حد قوله ... ولاد عم ابراهيم فى جميع المراحل التعليميه , و الى اصر على تعليم الاولاد سعاد مراته او ام محمد زى ما بتحب الناس ينادوها

عم ابراهيم راجل غلبان و طيب بس كسول  مبيحبش يروح مشاوير و ما يصدق يصدر حد من عياله او يصدر الطرشه  ..

 

هوايات عم ابراهيم مشاهده التليفزيون و قراءة الجرائد  , مع انه "امى" لا يجيد القرأه و الكتابه , بس كان بيجيب سعاد و يقعدها جانبه و تقراله الاخبار علشان لما يقعد مع اصحابه علي القهوة يلاقى حاجه يتكلم فيها غير سيره السكان, بس دلوقتى بيقعد محمد  ابنه يقرأله, الحكايه دى بتخنق محمد بس مش بيعرف يفلفص من ابوه يا عينى ..

 

خلينا فى موضعنا و هو دور عم ابراهيم : الحقيقه عم ابراهيم له دور كبير فى الاحداث الى بتحصل  من غير ما يتظاهر ولا يعتصم ولا يندد كل الى بيعمله عم ابراهيم و الى اصبح هوايته المفضله هى ترويج الاشاعات !!!!!!!

 

 يوم من  ايام اللجان الشعبية فى بداية الثورة حصل ضرب نار فى الشارع المجاور للعمارة الى عم ابراهيم الحارس بتعها , فطلب احد السكان الجالسين تحت من عم ابراهيم انه يروح يشوف  ايه الحكايه, راح عم ابراهيم و هو بيبرطم و يقول " ميقوم حد منهم !!! حاجه تقرف هو العمر بعزقه " و هو فى طريقه خبط فيه واحد كان بيجرى و بيبص  وراه الراجل وقع و عم ابراهيم وقع فوقه جات الناس تجرى , قوموا عم ابراهيم ومسكوا الراجل التانى و هاتك يا ضرب ,و هما بيقلوا  لعم ابراهيم برافو عليك يا ابراهيم بطل و الله ... و عم ابراهيم مش فاهم حاجه بعد فتره مش طويله عم ابراهيم  ابتدى يفهم الى بيحصل و بعد ما عجنوا الراجل الماسوف على شبابه  اتضح انه ابن احد سكان عمارة فى نفس الشارع ... اتعرف على باقى ملامحه الى اتلخبطت من الضرب احد الماره ... رجع عم ابراهيم و هو مترب من الواقعه... قامت الرجاله يسالوا ابراهيم ايه الى حصل و ابتدى ابراهيم يحكى

 

" لا ابدا شويه بلطجيه كده و ربناهم سبتهم للناس علشان يسلموهم للجيش و جيت اطمنكم"

 

 قعد عم ابراهيم يحكى عن بطولته فى القبض على البلطجى الى مكنش بلطجى اصلا ...الحكايه كبرت و قعد عم ابراهيم يحكى , و تانى يوم الناس الى فى الشارع و الشوارع المجاوره كانت بتحكى عن البلطجيه الى مسكهم عم ابراهيم و بارزهم بالسيوف و لا صلاح الدين الايوبى فى زمانه....  يوم بعد يوم الاعداد تزيد و البطولات تكتر و الاستاذ مصطفى الى فى الدور الثالث يحكى لصاحبه انه ابارح بمساعده عم ابراهيم قبضوا على 63 بلطجى ,و يجرى الاستاذ صلاح يحكى لمراته ان ازى مصطفى صحبه ضرب 86 بلطجى  بالرصاص المطاطى و الرصاص الحى و القنابل المسيله للدموع ,و وقعهم كلهم ما بين جريح و قتيل مين يسمع الكلام ده... عمر ابن الاستاذ صلاح الى بدوره ينشر الخبر على الفيس بوك و ياكد ان الخبر صحيح و موثوق فيه و عاجل و هام و خطير و موميت ... المصدر مين؟؟!! عم ابراهيم ...

 

و بقت هوايه عم ابراهيم ترويج الاشاعات يروح السوق و يرجع الست منال تساله "ايه يا عم ابراهيم ده مجبتش باقى الطلبات ليه؟؟ " فيرد يقولها "اسكتى يا مدام دي الدنيا مولعه فى السوق ضرب نار و سرقه فجبت الحاجات دى بسرعه و جيت  ده حتى و انا جى وقعت فالطماطم اتفعصت"

 

و هو اصلا كسل يدخل السوق جوه يجيب من عم فاروق الخضري و جاب من عند الواد فتحى مع ان الطماطم بتاعته مفعصه و الست منال عايزها جمدة بس الست مفتحتش بقها علشان موضوع البلطجيه ده ..

 

قفلت الباب و جرى على التليفون كلمت اختها : شوفتى يا سحر فى ضرب نار فى السوق و الجيش جه و دخل بالدبابات فى السوق

ترد اختها : معقول الدبابات حتدخل السوق؟؟!!!

 

منال: اه والهى الصوت واصل لحد هنا مش سمعاه ثم عم ابراهيم جبلى الطماطم مفعصه ....

 

سحر:الطماطم مفعصه؟؟؟!!!! يبقى الخبر صحيح ... عارفه لو كان جاب الطماطم جامده كنت قلتلك كداب ... اقفلي اقفلي  اما الحق  اكتب الخبر على الفيس بوك علشان الناس تاخذ بالها.....

 

و تدخل سحر و تكتب عن مذبحه القلعه الى حصلت فى السوق و ازى ان فى جرحى و قتله و ستات اغتصبت و اطفال اتخطفت و فجاة السوق بقى ولا العراق .... و يفضل الخبر ينتشر و يكبر لحد ما نسمع ان اسرائيل على الحدود و طائرات امريكيه فى الجو و قنابل نوويه فى الاسكندريه و البحيره و شمال سيناء  و المصدر ايه "عم ابراهيم "_ جعله الله زخرا للوطن _و الناس تعيش فى هلع و رعب وكل ده علشان عم ابراهيم كسل يدخل السوق من جوه علشان يجيب لمدام منال الطلبات الى عيزاها ...

من كام يوم مدام منال بعتته يجيب كوسه اصل استاذ علاء جوزها كان نفسه في محشى كوسه ... وفي الطريق للسوق عم ابراهيم قابل الاسطي حسن السباك ..

 

الاسطي حسن :" ايه يا ابراهيم علي فين ؟؟"

 

عم ابراهيم :" رايح السوق اجيب طلب .. سكان هم مبيبطلوش طلبات "

 

الاسطي حسن: " يا عم سيبك منهم تعالي نشرب اتنين شاى على القهوة و ابقي روح بعدين .. ده حتي الواد حمو الكهربائي قاعد مستنينى هناك و كان لسه بسال عليك "

 

عم ابراهيم: "و الطلبات ؟؟؟ "

 

الاسطي حسن: " ابقى جيبها بعدين هي يعنى الدنيا حطير "

 

عم ابراهيم قعد قعدته و الوقت سرقه راح علي السوق ملقاش الحاجات الي مدام  منال طلبتها ... رجع علي البيت و هو بيفكر حيقول لمدام منال .. و هو ماشي سمع اتنين بيتكلموا ان قنبله انفجرت في احد قري المنيا و ان في واحد مات و تلاته انصابوا ... عم ابراهيم قال بس مابدهاش انا اقول للمدام ان كان في قنبله في الترام ...

 

طلع عم ابراهيم علي السلالم جرى و لما وصل لشقه مدام منال في التالت كان بيشحر .. فتحتله مدام منال الباب و اتخضت من منظره .. عرقان و مش قادر ياخد نفسه ...

 

مدام منال :" في ايه يا عم ابراهيم مالك عامل كده ليه "؟؟؟

 

عم ابراهيم يلتقط انفاسه :" اسكتي يا مدام ده انا اتكتبلي عمر جديد ... بعد ما خلصت الطلبات واقف اخد الترام ... بعيد عنك لقيت نفسي بطير و دب رحت واقع علي الارض ... و حوليا دخان و ناس بتصوت و ستات بتجرى و جتت بعيد عنك بتقع عليا و ايد طايره شمال و رجل طايره يمين ... حسبي الله و نعم الوكيل دول عايزين يخلصونا يا مدام  ... اخدوني علي القسم علشان اشهد و لسه راجع اهو "

منال: " لا حول و لا قوه الا بالله معلش يا عم ابراهيم الف سلامه عليك "

 

نطت فطت مسكت منال تليفونها و راحت مكلمه نهي صاحبتها " نهي الاولاد فين ؟؟"

 

نهي " الاولاد في النادي خير ؟؟"

 

منال " كلميهم يجوا علي البيت فورا جالي خبر من مصدر موثوق فيه من امن الدوله ان في مجموعه داعشيه زرعت سلسله من القنابل النوويه  الهولاميه تستهدف الاطفال ما بين  سن السنه الي 15 سنه  "

 

نهي " هو تطعيم يا منال ؟؟!!! انتي جبتي الكلام ده منين ؟؟"

 

منال " انتي حره انا عن نفسي بعت اجيب الاولاد من عند ماما "

 

نهي قلبت الكلام في دمغها و قالت لنفسها من خاف سلم .. كلمت اولادها و جابتهم من النادي علي ملا وشهم ... و نشرت الخبر علي صفحه النادي علشان تحذر باقي الامهات و صفحه النادي بدورها حذرت الاعضاء و التليفونات اشتغلت تليفونات علي رسايل و قامت الدنيا و مقعدتش ... و المصدر مين  "عم ابراهيم "

 

و يوم وراء يوم مفيش خبر يفتح النفس و كله خطير و هام و موثوق بيه و المصدر مين "عم ابراهيم"

 

على فكرة هومفيش عم ابراهيم ولا حاجه .... احنا كلنا عم ابراهيم لان ده الى كلنا بنعمله من ساعه قيام الثورة ليومنا هذا