عاجل
الأحد 26 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
احتفال مئوية روزاليوسف
البنك الاهلي
روزاليوسف.. قرن من الصحافة الحرة وصناعــة الوعـــى

روزاليوسف.. قرن من الصحافة الحرة وصناعــة الوعـــى

فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية، تبقى «روزاليوسف» علامة فارقة، ليس فقط لأنها تجاوزت مئة عام من الصدور؛ بل لأنها أيضاً أثبتت عبر هذا القرن أن الكلمة الحُرة قادرة على أن تَهزم الزمن، وتقاوم العواصف، وتظل حيّة مَهما تغيرت الظروف.



 

منذ أن وضعت «فاطمة اليوسف» حَجَر الأساس عام 1925، لم تكن الفكرة مجرد إصدار صحيفة جديدة؛ بل كانت ثورة فكرية حقيقية. امرأة مسرحية تركت الأضواء لتصنع أضواءً أخرى بكلماتها؛ لتثبت للناس أن الصحافة ليست مجرد حبر على ورق؛ بل صوت الحق والجرأة، ومنبر الحرية فى مواجهة الاستبداد والقيود.

 

تلك الصحيفة التاريخية لم تكن يومًا تقليدية؛ بل كانت منصة مقاومة، ومَدرسة للوعى،  فحين صمت الآخرون؛ تكلمت هى. وحين تردّد غيرها؛ واجهت. وحين اكتفى البعض بالشكل التقليدى؛  ابتكرت أسلوبًا جديدًا للكتابة والإخراج والتحقيق والكاريكاتير، حتى أصبحت صفحاتها بوصلة للرأى العام ومصنعًا للعقول.

 

إن قوة «روزاليوسف» لم تكن فى كونها صحيفة سياسية فقط؛ بل فى كونها مشروعًا وطنيًا وثقافيًا شاملًا؛ فقد صَنعت أجيالًا من الصحفيين والكتّاب والمبدعين، وقدّمت فكرًا جديدًا ولغة جديدة، وحوّلت الصحافة إلى منصة للنقاش والتنوير.

 

واليوم، ونحن أمام مئويتها الأولى، لا يمكن أن نحتفل بها كصحيفة تاريخية فقط بل كقيمة مستمرة تؤكد أن الصحافة لا تموت طالما كانت منحازة للناس، ولا تفقد تأثيرها طالما تمسكت بالجرأة والصدق، وأن صناعة الوعى ليست خيارًا؛ بل قدر تتحمله المؤسّسات الصحفية الوطنية.

 

الاحتفال بمئة عام من عمر «روزاليوسف» هو فى الحقيقة دعوة للتأمل، حول كيف استطاعت صحيفة وُلدت فى زمن الاحتلال والتحولات الكبرَى أن تَعبر كل هذه المَراحل وصولًا إلى العصر الرقمى؟ وكيف يمكن أن تظل نموذجًا للصحافة المستقلة التي تواجه الضغوط، وتحافظ على مكانتها رغم كل التحديات؟

 

ولهذا، ستبقى «روزاليوسف»- مَهما تغيّرت الوسائط والمنصات- رمزًا خالدًا لقدرة الصحافة على أن تصنع التاريخ، وتكتب الوعى، وتترك أثرًا لا يزول.

 

رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام

 

 

 

 

 

نقلاً عن مجلة روزاليوسف (العدد المئوي)

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز