هناء عبد الفتاح
الحسد شطر صديقتى نسمة تليمة نصفين !
بقلم : هناء عبد الفتاح
الفجيعة التى لا تقوى أى كلمات على وصفها هى التى تأتى بعد ما يحضر ملك الموت ليقبض روح أعز الناس وينصرف تاركه مسجى أمامك تنظر إليه وتحاول إستيعاب فكرة إنك لن تراه بعد اليوم .. شعور يكسر عظام الصدر وجعا ويلهب حريق هائل بالقلب لا ينطفئ مهما حاولت ، أتحدث هنا عن الفراق ولا أى فراق كالفراق ، ما أقسى فراق روحك وأنت لا زلت على قيد الحياة ، عن فراق شخص
تتنفس من رئتيه ويدق قلبك فى صدره وتنزل دموعك من عيونه وتنظر إليه فتشعر أن الدنيا بكل من فيها ملكك أنت وحدك .. أتحدث هنا عن شعور صديقتى "نسمة تليمة " ، الذى خطف الموت حبيبها وزوجها وأبو بنتها " هانى عبد الراضى " فجأة
وبدون مقدمات فإنقطعت شرايين وصلها مع الحياه ونامت على وسادة نار الفراق تنزف حسرة وألم ومرارة ، نسمة تليمة كانت زوجة هانى عبد الراضى وحبيبته
وصديقته وعشيقته وأمه وأخته وكان لها هو بالمثل ، جائنى خبر موته فشعرت أن الكرة الأرضية كلها سقطت فوق رأس نسمة ، حضرنى شعور بأنها الآن واقفة فى المنتصف وحولها السماوات تطبق على الأرض والجبال تدك واحد تلو الأخر والبحار تفور والمبانى تتصدع والكون كله يستعد للفناء ، لا أبالغ فشعورى لم يأتى من فراغ ، وصلت لهذا الإنطباع بعد تراكم صورة حجم حب العاشقان فى ذهنى من خلال صفحة هانى ونسمة على الفيس بوك ، كان لا يمر يوما إلا وتنشر فيه نسمة كلمات تفوح منها رائحة الحب لهانى ، منذ يوم زواجهم وهى تتكلم عنه ولا ينفذ الكلام أبدا ، لا يمر يوما إلا وتوثق نسمة لحظات تجمعها بالحبيب وتبعث للكل
رسائل جميعها تؤكد أن الناس موتى وفقط أهل الحب هم الأحياء عبرت عن سكونه بداخلها بأقصى قدرة الكلمات عن التعبير ، كانت كل يوم تروى شجر الحب بالحب حتى وضعت إبنتها "فريدة " فإكتملت زينة الحياة الدنيا بالحب والبنون ، كانت تقبل على توثيق كل لحظاتهما معا وكإنها كانت تشعر أن الموت سيتدخل بكل قسوة ليخطف الحبيب ولا يترك لها منه إلا فريدة وبعض صور ! ، سأقولها الآن بكل وضوح ومباشرة ودون أدنى خوف من التفسيرات المخلولة التى قد توجه إلى : ، السعادة التى كانت تعيشها نسمة إنتهت بسبب " الحسد " .. نعم الأعمار بيد الله لكن الله يسبب الأسباب والحسد المذكور فى القرآن وفى صحيح السنة النبوية أدخل
الجمل القدر والرجل القبر ، من لا يؤمن بالحسد معتوه وكافر بكلام الله ورسوله ، صحيح لا يجوز ربط كل إنتكاسه تحدث فى الحياة بالحسد إلا إنه لا يجوز أيضا إغفال كونه موجود ومؤثر وسارق للحلم والفرح ، الحسد هوة الذى أنهى الحلم الجميل الذى كانت تعيشه نسمة تليمة بعد أن أقبلت على إشراك القاصى والدانى فيه دون أن تفرق بين كاره ومحب ودون أن تعى أن لو شخص تمنالها الخير فهناك عشرة فى المقابل لا يتمنوه وإستكثروا الفرح عليها ، أنا حذرت نسمة مرارا وتكرارا من خطر الحسد عليهم ولكنها بكل طيبة وعفوية كان تؤكد لى أنهم محفوظين ببركة الله وبحب أصدقائهم، والأن تمنيت لو أنى قدمت لها النصيحة بشكل أعنف لتعى وتستجيب وتتجنب هذا المصير .. نصيحة : لا تجعل حياتك الخاصة مشاع على مواقع التواصل الأجتماعى وخصوصا الأحداث التى تبحث عنها عين الحاسدين بكل ضراوة ،عزيزى القارئ دراى ع الأفراح ولا تتحدث كثيرا عن الجراح ، كلها أمور لا يجوز أن تبقى مشاع للعامة ، وإعلم أن الحسد كالسيف القاطع وقد يشطرك نصفين فى لحظة كما شطر نسمة تليمة !
جوجل نيوز
