عاجل
الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مصايف العنصريين

مصايف العنصريين

بقلم : أماني القصاص

قد تكون دعوة للعنصرية والطبقية أن نتحدث أو ننتقد غزو طبقة اجتماعية معينة لشواطئ خصصت طويلا لطبقات أعلي منها اجتماعيا وثقافيا وليس ماديا ، لأن كل من يملك ثمن الإقامة في مكان ما علي الشواطئ المصرية يستطيع أن يستمتع بكل ما في المكان كما يروق له من فندق وشاطيء وحمام سباحة ومنتزهات وحدائق وغيره ،، الأزمة  أن تفرض أي فئة سلوكيات معينة علي الفئات الأخري فالرجل الذي لا يجد حرجا من أن يسبح بملابسه الداخلية لابد أن يشعر أن هناك عائلات كاملة يضيرها ذلك ولا تطيق رؤيا هذا الإنحدار في الذوق قبل الملابس ،، والسيدة الشعبية التي خرجت للبحر لتربي أبنائها وتسبهم بأقذع الألفاظ لأنهم لم يتناولوا ما أحضرته لهم من طعام وهي لا تشعر أن الشاطئ قصده غيرها من أجل الهدوء والإستجمام وسماع الموسيقي وليس الشتائم، وغيرها ممن يرتدون النقاب "وهم كثر" يجوبون الشاطئ لينظرون باحتقار لغير المحجبات علي اعتبارهن أفضل منهن تدينا ،، وغيرها التي تغير حفاضات رضيعها وتلقيها بما فيها في الماء علي المصطافين المساكين وغير ذلك من مشاهد القبح التي عاني منها المصطافون من المصريين والأجانب طيلة السنوات القليلة الماضية .



فقد انعكس تغير سلوك وثقافة الطبقات الإجتماعية المصرية علي ملابسهم حياتهم هم وغيرهم ، وفي مصر كما كل الدنيا تحدد الأماكن شكل وطبيعة مرتاديها ووضعهم الإجتماعي والثقافي والإقتصادي اذًا الأزمة ليست طبقية بقدر كونها ثقافية أو سلوكية فلم يكن المصيف لدي المصريون أبدا رفاهية تقتصر علي أثريائهم فقط فكافة الطبقات الإجتماعية والرأسمالية والبسطاء لهم أماكنهم الصيفية كلا حسب استطاعته المادية وتوافقاته الإجتماعية ومتطلبات أسرته ومحيطه ،، ومن هذا المنطلق تم تقسيم الشواطئ المصرية إلي طبقات أيضا مثل المجتمع المصري تماما تتبدل وتعلوا وتهبط مثل كل طبقاته ومناطقه فمصايف الصفوة في وقت ما كبلطيم ومرسي مطروح ورأس البر ، وحتي المنتزه تصبح شعبية كأعرق المناطق التي تتبدل ملامحها وطبيعة سكانها بفعل السنين تظهر مصايف أخري ومشاتي " أكثر طبقية " مثل شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي والعين السخنة ليست فقط بارتفاع أسعار التملك والإيجار بها ولكن لسيطرة طبقة معينة علي شواطئها ما حدث بالطبع أثار استياء الطبقة التي اعتادت التصييف بهدوء وحرية في تلك الأماكن وأثار أيضا انتقادا واسعا لمن يريد حرمان الطبقة الشعبية من التمتع بشواطيء بلدها بالطريقة المناسبة لها طالما كان لديها من الإمكانيات المادية ما يتيح لها دفع النفقات التي تقتضيها تلك الفترة وأن مجرد النقد هو طبقية وعنصرية ضد البسطاء وبالطبع من حق الجميع أن يتمتع بشواطئ بلده لكن ليس من حقه أن ينشر غوغائيته وقبح مظهره وأفعاله ويفرض ذلك علي الجميع .


 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز