ياسر صادق
الفساد فوق وتحت !
بقلم : ياسر صادق
هو الفساد فوق و لا تحت؟! كثير من الناس تعتقد أن الفساد فوق فقط اي في الطبقة الحاكمة بالرغم أن الفساد كامن في جذور الشعب ليس كله بالطبع و لكننا نلمسه و نصطدم به في حياتنا اليومية .. وكل واحد فاسد بما يتاح له فصاحب كشك السجائر يسرق بما يتاح له واذا وضعته في منصب اكبر لسرق بما يتناسب مع المنصب و خير دليل ما فعله صلاح هلال وزير الزراعة السابق .. فعتدما تذهب الي المرور فتأكد أنك لن تحصل علي رخصة سيارتك الابعد أن تفتح مخك أو تناول الموظف الشاي بتاعه و تعطيه الرشوة أو " أكرامية " و اذا لم تدفعها فان المراكب السايرة تقف و تتعقد الأمور و اذا كان عجبك .. واذا اعترضت يبقي قول علي مصلحتك يا رحمن يارحيم..
و نفس الأمر يفعله أمناء الشرطة في الشوارع .. الفساد تحت ايضا لما المدرس يرفض أن يشرح منهجه في المدرسة حتي يعطي للتلاميذ دروس خصوصية و هو يهدد و يتوعد من لا يحصل علي درس خصوصي بل يقوم باسقاطه .. و لعل ما حدث في مدرسة الحامول الثانوية للبنين عندما احال محافظ كفر الشيخ اسامه حمدي عبد الواحد 20 مدرسا الي النيابة الأدارية لتلاعبهم في أوراق 40 طالبا تم نجاحهم بدون وجه حق مقابل الحصوال علي أموال مالية ..
و هذا ما تم اكتشافه و بالتأكيد توجد حالات أخري لم يتم اكتشافها سواء في نفس المدرسة أو في مدارس أخري .. في نفس السنة أو في السنوات السابقة .. ويوجد مثال اخر مندوب صرف بمعهد ناهيا الأزهري تمت احالته لمحاكمة تأديبية لقيامه بالأستيلاء علي مستحقات المدرسين .. وفي الجامعات تجد كثير من الأساتذة يستولون علي الأبحاث و يضعونها في كتب باسمهم ثم يبيعونها بعد ذلك للطلبة .. الفساد ايضا تجده منتشر و بقوة في المستشفيات الخاصة و الحكومية فالأولي لن تعالج مريضك حتي و لو كان بيموت الا بعد أن يدفع قيمة علاجه أو جزء منه فالمسألة تجارة ليس اكثر او أقل و في العيادة كثير من الدكاترة يكشف علي 10 من المرضي في وقت واحد فهو يريد أن يختصر الوقت و أن يجمع اكبر قدر من الأموال .. وفي المستشفيات الحكومية حدث ولا حرج فهم يعاملون المرضي و كأنهم كلاب ليس اكثر واذا كان عاجبك .. واكبر دليل علي الفساد و غياب الضمير ما حدث بعد 25 يناير فالشعب استغل غياب الدولة و سرقوا الأراضي و اقاموا العمارات والمباني المخالفة و العشوائية .. يعني لما الدولة كانت قوية كله كان ماشي جنب الحيط ..
و عندما حلت الفوضي و البلطجة و سيطر الضعف علي الدولة ظهر الشعب علي حقيقته .. اي أنه كان ينتهز الفرصة و عندما كان الشعب " مستخبي " ليس لأنه عنده ضمير و ايمان وتقوي و لكن لأن الدولة كانت اقوي منه .. الكل بيستغل الكل .. فالدكتور يستغل المهندس و المهندس يستغل الدكتور و المدرس يستغل الأثنين و الأثنين يستغلان المدرس .. ألخ .. و يضحك علي نفسه من يظن ان الفساد سيتم القضاء عليه أو أنه سينتهي .. الفساد موجود و متوغل و بقوة في كل الطبقات و الفئات و طالما لا يوجد رقيب فكل انسان سيفعل ما يريد طالما ليس عنده ضمير .. والغريب أن الفاسد يبرر لنفسه ما يفعله و يقول ما الكل بيعمل كده هو أنا لوحدي ! و كأن المولي عز وجل سوف يحاسبنا جماعة وليس أفراد !
و يقول سبحانه و تعالي "ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " الأية 41 من سورة الروم .. و يقول ايضا في سورة الرعد الاية 11" ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم " ..
















