عاجل
الثلاثاء 4 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
المتحف المصري الكبير
البنك الاهلي
فخور بفرعونيتي وعروبتي .. وبإسلامي

فخور بفرعونيتي وعروبتي .. وبإسلامي

مع الاحتفال المهيب لمشروع المتحف الكبير درة متاحف الدنيا كلها.. كان لا بد من كلمة للبعض ممن يسيء لزمان الفراعنة دون وعي أو فهم وكأنه عصر ملعون.. وكذا التعميم بأنهم كانوا كفارا ولا يجوز الاحتفال بهم... إلخ



ولدينا بعض الوقفات المهمة...

 

عصر الفراعنة جزء أصيل من الهوية المصرية.. ومن حضارتنا وتاريخنا الثري العتيق وهم أجداد لنا.. نفتخر بما قدموه للبشرية من إنجازات مبهرة في شتى العلوم والمعارف.. التي انتفعت بها كل الشعوب عبر التاريخ..

 

العصر الفرعوني.. هو جزء من موروثنا القديم، مثل عصر الأنبياء ممن عاشوا بمصر (أيام إبراهيم ويوسف ويعقوب وموسى وهارون ويوشع بن نون والمسيح عليهم السلام...إلخ)، والعصر القبطي، وعصر الفتوحات العربية، وانتشار العروبة والإسلام في أرض مصر.

 

فعصر الفراعنة لا يؤثر البتة على عروبتنا وثقافتنا الإسلامية التي نفتخر ونعتز بها دوما.. بل هو رافد من روافد ثقافتنا وحضارتنا العظيمة لا يمكن أن نتجاهله.

 

ومن زمان الفراعنة.. كانت السيدة "هاجر المصرية"، زوجة نبي الله إبراهيم، وهي أم ابنه إسماعيل جد العرب، وهي صاحبة مناسك الحج التي نقوم بها، كانت هاجر أميرة مصرية، أو بالأحرى فرعونية.. وبفضلها قال النبي "ص": "استوصوا بأهل مصر خيرا فإن لهم ذمة ورحما".

 

وبفضل عصر الفراعنة ذكر الله مصر في القرآن في 5 مواضع، وكناية في أكثر من 40 موضعا في القرآن الكريم.. ولولا عصر الفراعنة ما وردت مصر في آيات القرآن الكريم.

 

وبفضل عصر الفراعنة، وردت مصر في أسفار التوراة في قرابة 1000 موضع وتكاد الأسفار الخمسة الأولى تتحدث عن قصة الأنبياء في أرض مصر.

 

وبفضل الفراعنة وما تركوه من أعمال وإنجازات مبهرة، صار اسم مصر في كل مكان، وصار لها وحدها علم دون كل بلاد الدنيا باسمها، وهو علم المصريات Egyptology، وهو علم يدرس في كل الجامعات الكبرى في العالم، على غرار علوم Biology Anthropology Schycology Sociology Ethnology Physiology.... إلخ.

 

كلها فترات وحقب مهمة من تاريخنا.. أسهمت في تشكيل هويتنا ومصريتنا، ولهذا نهتم بها، لأنها صارت من تراثنا القديم.

 

لم يكن الفراعنة كلهم على عقيدة الكفر، حيث تحدثت الكتب السماوية عن ملكين، أو فرعونين من فراعنة مصر، أحدهما عاش أيام يوسف عليه السلام، وكان ملكا صالحا طيبا، أحسن ليوسف النبي، وأعطاه الملك، وفي كل كتب التفسير أنه مات مؤمنا موحدا بالله تعالى.

 

 

ولهذا صارت مصر أول بلد يحكمها نبي من الأنبياء في زمان الفراعنة، قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام يشكر الله على فضله بأن أعطاه ملك مصر:

"رب آتيتني من الملك وتأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض".

 

وكان يوسف يدعو أهل مصر للتوحيد، قال تعالى: "يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار".

 

وقال تعالى على لسان مؤمن آل فرعون: "ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فمازلتم في شك مما جاءكم حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا".

 

 

أما الفرعون الآخر، فهو الطاغية من أيام موسى عليه السلام، ورغم كفره، وطغيانه، كانت زوجته آسيا من الصالحات، وبشرها الله بقصر في الجنة، وضرب بها المثل في الإيمان. قال تعالى:

"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ".

 

كما أن ابن عم هذا الفرعون الطاغية، كان أميرا مصريا موحدا، وهو مؤمن آل فرعون، أثنى الله عليه في القرآن، وسميت سورة غافر باسمه، وهي سورة المؤمن، أو مؤمن آل فرعون، لأنها تحدثت عن قصته كاملة، قال تعالى:

 

"وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب".

 

كما أن هذا الفرعون الطاغية ذاته أعلن الإيمان، عندما كان يغرق، في ماء البحر، قال تعالى:

"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ".

 

كما أن سحرة فرعون المصريين آمنوا بدين موسى لما رأوا معجزاته بعينهم:

[فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (48) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا".

 

 

وهناك ماشطة بنت فرعون التي آمنت بموسى رغم كل ما وقع لها من تعذيب وشم النبي "ص" ريحها الطيب في الجنة في رحلة الإسراء والمعراج.

 

تلك بعض النماذج الطيبة من الموحدين المصريين في زمان الفراعنة.. الذين تحدث عنهم القرآن وأثنى عليهم الله في آيات القرآن الكريم، كما تحدثت عنهم روايات في السنة الشريفة أيام الفراعنة.

 

وكان من الفراعنة إخناتون الذي دعا المصريين إلى توحيد الإله وعبادة الإله الواحد، خالق الكون والمخلوقات.

 

وهو ما يؤكد أصالة فكرة التوحيد بين أهل مصر في زمان الفراعنة، وليس معنى أن أحدهم كان طاغية أن نهيل التراب على كل ذلك العصر هذا ليس بمنطق أو لا عقل البتة.

 

أعطى الفراعنة الدنيا أول لغة مكتوبة وأول حروف هجاء وهي التي استخدمها اليونان والإغريق فيما بعد كما علموا صناعة الورق وأخذ الأُوروبيون عنهم كلمة الورق من papyrus. وغير ذلك من علوم الطب والهندسة والفلك والفلسفة... إلخ.

 

أنا أقولها بملء الفم: إنني فخور بفرعونيتي.. وبمصريتي.. وبعروبتي، وبإسلامي.. فكلها تشكل هويتي المصرية العربية الإسلامية بكل ما بها من ثراء فكري وحضاري، وتنوع لا مثيل له في بلاد الدنيا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز