سلفي.. وغير سلفي!

بقلم : محمد نوار

جرى هذا الحوار المتخيل بعد إعلان نتيجة انتخابات برلمان 2015، بين الأول وهو سلفي، وبين الثاني وهو غير سلفي:

"الأول: قلنا سنكسب الانتخابات.. صح؟.

الثاني: صح.. لأن الناس مش لاقية غيركم.

الأول: لأ.. كسبنا لأن معانا ربنا.

الثاني: ما هو كل الناس معاهم ربنا.

الأول: لأ.. إحنا اللي عارفين الدين وفاهمينه صح.

الثاني: طيب وهاتعملوا إيه؟.

الأول: سنتحكم في إصدار القوانين.

الثاني: ما الدستور والقوانين موجودين فعلاً.

الأول: دى قوانين ودستور البشر.

الثاني: وإيه القوانين والدستور عندكم؟.

الأول: دستور وقوانين الله اللي هاتصحح الأوضاع الغلط.

الثاني: زي إيه؟.

الأول: إزالة المتاحف والمعابد والأضرحة والتماثيل لأنها أصنام.

الثاني: الكلام ده لما الناس تكون بتعبدها.

الأول: وجودها فتنة.

الثاني: وإيه تاني؟.

الأول: إلغاء الغناء والموسيقى لأنها مزامير الشيطان.

الثاني: لكن الفن الراقي بيرتقى بالناس.

الأول: وجودها فتنة.

الثاني: وطبعاً هاتلغوا الرياضة والألعاب؟.

الأول: طبعاً لأنها بتلهي عن العبادة.

الثاني: وإيه تاني؟.

الأول: قوانين لتعليم وعمل المرأة وخروجها من بيتها للضرورة.

الثاني: يعني ما تتولاش منصب قيادي؟.

الأول: طبعاً.. فما أفلح قوم ولوا أمرهم لإمرأة.

الثاني: لكن ها تشتغل والا لأ؟.

الأول: خروجها ضد قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ..) الأحزاب 33.

الثاني: لكن ده خطاب خاص بزوجات النبي عليه الصلاة والسلام.

الأول: إحنا هانعممه.

الثاني: يعني هاتحبسوها في البيت.

الأول: خروجها فتنة.

الثاني: وهموم الناس اللي انتخبتكم؟.

الأول: زي إيه؟.

الثاني: التعليم، والصحة، والسكن، والبطالة، والأسعار، والخدمات.

الأول: كلها مقدور عليها، المهم نظبط الناس.

الثاني: يعني الناس جابته لنفسها.

الأول: أهو ده كلام العلماني اللي ضد الدين.

الثاني: وبقيت علماني وضد الدين.

الأول: معانا تبقى مع الدين، وضدنا تبقى ضد الدين.

الثاني: الكلام واضح ومش محتاج لشرح".

باختصار سينفذ السلفيون قوله تعالى: (الَّذِينَ إن مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا
بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ..) الحج 41، من خلال فهمهم بحقهم في تغيير المنكرات بالقوة باعتبارهم ولاة الأمور، وسيقومون بإصدار فتاوى تتناسب مع كل مرحلة يمرون بها، إلى أن يصلوا لمرحلة التمكين، ومع أنهم شاركوا في وضع دستور 2014، إلا أنهم سيقومون بتعطيله لكي يعملوا بدستور السماء حسب فهمهم، ويحولوا مصر لإمارة دينية يحكمونها بأفكارهم المتشددة.