محمد نجم
لماذا يحب المصريين السيسى؟
بقلم : محمد نجم
نشأت على حب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حيث كنت شابا يافعا مهتما بالشأن العام رغم صغر سنى وقتها، وكنت أؤمن بأن عبد الناصر يعبر عن الطبيعة الحقيقية للمصريين بما يبديه من شجاعة فى مواجهة الخصوم والأعداء، فضلا عن الاستقلالية فى اتخاذ القرار حفاظا على الكرامة المصرية ودفاعا عن الأمن القومى المصرى والعربى، إلى جانب محاولاته الجادة فى تكريس شعار «المساواة» بين المصريين فى الواجبات والحقوق.
وعندما توفاه الله.. شاركت أسرتى فى البكاء الطويل عليه والشعور بالخوف على مستقبل البلاد بعد رحيله.
ثم تولى الرئيس السادات الحكم فكانت مشاعرى كشعور اليتيم تجاه من يتزوج أمه بعد أبيه، وبمرور الأيام اتخذت جانب المعارضة بسبب الفساد الإدارى الذى انتشر فى عصره، ثم قاد الرجل قواتنا المسلحة وحققوا نصر أكتوبر العظيم، فتحولت مشاعرى إلى الاحترام، حيث أعاد للمصريين كرامتهم وحرر أرضهم المحتلة وانتقم لشهدائهم فى 1967.
وعندما توفى الرجل فى حادث درامى علنى ترحمت عليه وأعددت كتابى الأول «رصاص على المنصة» ولكنه لم يرى النور لأسباب تتعلق وقتها بحداثة عهدى بمهنة الصحافة!
وجاء الرئيس مبارك وكانت مشاعرى حيادية تجاهه مع بعض التقدير لخليفته العسكرية ولمحاولاته الجادة وقتها فى إعادة لم الشمل المصرى.. وإعادة تجديد وتحديث البنية الأساسية التى كانت قد وصلت إلى مرحلة الشلل وقتها.. كما ظهرت وظنيته فى الكثير من المواقف العربية والدولية.. ثم بدأ السهم يتجه إلى الأسفل.. وحدث تزاوج بين رأس المال والسلطة، وحدث إسراع فى التفريط فى مدخرات المجتمع والمتمثلة فى الشركات الحكومية الكبرى المملوكة للدولة بحجة إتاحة الفرصة للقطاع الخاص لقيادة قاطرة التنمية.
ولكن ظل الاحترام قائما وموجودا خاصة بعد إعلانه التنحى وإصراره علىعدم مغادرة البلاد معلنا أنه ولد فى مصر وعاش على أرضها وسوف يدفن فى ترابها، وأثبت قضائنا أنه كان بريئا مما أسند إليه من التحريض على قتل الثوار.
وجاء الأخ مرسى العياط وهو بلدياتى من الشرقية وكان يجب أن أتعاطف معه، ولكن وجد نفسى غير مرتاحا له من البداية، وكنت أعتقد أن مكانه لا يتعدى إماما فى مسجد أو رئيسا لوحدة محلية، أما رئاسة مصر.. فهى تستحق أكثر من ذلك بكثير، وهو ما تخقق بفضل الله بعد ذلك.
حيث تولى القيادة المصرية عبد الفتاح السيسى وكنت قد أحببت الرجل منذ أن كان وزيرا للدفاع، فقد ابتعد بقواته عن ألاعيب السياسية فى فترة حكم الإخوان وأعاد تنظيمها وحرص على رفع كفاءة وحداتها وتحديث تسليحها، فضلا عن إعادة الانضباط إلى أفرادها.
نعم أحببت السيسى كشخص لاستقامته وتدينه الطبيعى غير المفتعل، وأنه يفكر بقلبه وعقله معا، كما بدى كالمستغنى لا يرغب من الدنيا سوى إجادة العمل ورضاء الناس، أما ثواب الآخر فربه أعلم بما فى نفسه، لقد أعاد السيسى «حسن التعبير» عن طبيعة أغلبية المصريين، حيث الشجاعة الشخصية والحفاظ على الكرامة الإنسانية.. ومراعاة الله والضمير فى العمل، وعدم الالتفاف إلى الصغائر أو محاولات الكعبلة من عواجيز الفرح الذين لا يعملون ولا يرغبون فى أن يعمل غيرهم.
ولكن تظل مشكلة الرئيس السيسى أن الكفاءات مازالت تنتظر.. والمخلصين ليسوا متحمسين.. وهى مشكلتنا نحن.. حيث البعض منا لا يبذل الجهد المطلوب.. ويبحث عن الحقوق قبل القيام بالواجبات..
ومع ذلك لن يصح إلا الصحيح.. وسوف تنهض مصر.. وتعود شمسها الذهبية للسطوع.
















