

عبدالجواد أبوكب
رسالة إلي ساويرس صاحب"أون تي في"
بقلم : عبدالجواد أبوكب
رغم وجودي في القائمة السوداء لضيوف "أون تي في" لغرض في نفس يعقوب الذي لا أعرف من هو( لكنه أمر لا نعيره إهتماما لأنه من أفعال الصغار)، ورغم أن السبق الصحفي يدفع دائما لاستغلال المتاح والممكن من المعلومات لجذب إنتباه القراء والحصول علي أكبر عدد ممكن من المتابعين، وهو ما نملكه وبتفاصيل دقيقة جدا حول ما يدور في مطبخ "أون تي في"، ورغم الظلم الذي وقع علي كثيرين من الكوادر والقامات المهنية داخل القناة ، إلا أنني قررت استبدال النشر بتوجيه رسالة هادئة من طرف محايد للغاية وبنية صادقة جدا للمهندس نجيب ساويرس صاحب"أون تي في" ربما تكون سببا في إصلاح الأمور.
وإلي المهندس نجيب ساويرس أقول: منذ ظهور "أون تي في" إلي العلن نهاية عام 2008 وبداية 2009 كأول فضائية مصرية خاصة تقدم خدمة إخبارية ، والدعم المعنوي من الاعلاميين وغيرهم لا يتوقف، لأن الجميع تمنوا أن تدخلنا القناة الوليدة دائرة المنافسة الاعلامية محليا ودوليا ، وكان آداؤك المنطلق والغير تقليدي في الاقتصاد داعما لهذا الأمل.
ومرت التجربة بمحطات مختلفة صعودا وهبوطا وقدمت القناة عددا كبيرا من الأسماء مثل حساني بشير، دينا عصمت، حسن فودة ، سهام صالح ، رامي رضوان، محمد ترك ، رشا نبيل ، كريم الجوهرى ، إيمان عز الدين ، جمال فهمي أمانى الخياط ،محمد عبده، جابر القرموطي، ريم ماجد أبو زيد، طارق حبيب، ابراهيم عيسي، يسري فوده، عمرو خفاجي، خالد تليمة، يوسف الحسيني، نهاوند سري فاطمة النجدي، شيريهان أبوالحسن، باسم يوسف، نصر القفاص، وأخيرا الاداري المهني ألبرت شفيق.
ومع مرور الأيام رحل من رحل وبقي من بقي، ومع الاختلاف أو الاتفاق حول ماهية ما تقدمه القناة نجحت "أون تي في " في أن تكون رقما مهما في المعادلة الاعلامية مصريا وعربيا لكنها لم تكن علي قدر الأمل في أن تكون قوة إعلامية مصرية تنافس خارجيا بشكل قوي ومستمر.
ومؤخرا بدا آداء المحطة مرتبكا، فما بين رحيل لعدد كبير من الأسماء البارزة التي ساهمت في نجاح التجربة ، إلي تأخر رواتب وارتباك الآداء ما بين الاطاحة والاستبدال وما بين الاستغناء وفرض الاسماء، بدأت الأمور تأخذ طريقا منحدرا في المهنة والمنافسة، ومع سيطرة شركة الاعلانات علي مقاليد الأمور والذهاب إلي "تن" والاستقطاب منها ،أصبحت الأخبار المتداولة عن "أون تي في" يبرز منها مشاكل العاملين فيها، ومع عملية النقل الجماعية التي قررت الادارة تنفيذها لقائمة البرامج الرئيسية من القناة لشقيقتها"أون تي في لايف" لتفسح المجال للرياضة ، وهو ما أثار أزمة كبيرة انتهت بموافقة الجميع ، وبقي أمر برنامج "مانشيت" الذي يقدمه الزميل جابر القرموطي معلقا لاعتراضه علي الرحيل من قناة ساهم في بناءها بدون سبب منطقي.
ومع قناعتي يا أستاذ نجيب، أنك حر فيما تملك، ومن حقك أن تفتح القناة أو تغلقها، ومن حقك أيضا أن تنقل مذيعين وتغلق برامج، وتجامل أشخاص ليصبحوا إعلاميين، لكن المنطق يقول أن جمهور المتابعين لنوعية البرامج التي نقلتها تبقي الرياضة التي فرضتها عليهم في آخر اهتماماتهم، ولا يحتاج الاعتراف بأن برامج مثل ” ست الحسن ، مانشيت ، السادة المحترمون ، الصورة الكاملة ، تلت التلاتة ،البرلمان ، وغيرها هي التي ربطت جمهور المتلقين بالقناة وخلقت لها قاعدتها الرئيسية من المشاهدين.
وقد يكون لديك حجة أن القناة لا تغطي تكاليفها، لكنك تغفل أنه لولاها لما كانت هناك أكاديمة "أونا" مثلا، ولولا أنها كانت ذراعا إعلاميا حمي استثماراتك لخسرت في السنوات العجاف السابقة أضعاف ما قد تنفقه عليها في مائة عام.
وأخيرا يا باشمهندس نجيب ساويرس، أكتب إليك وكلي أمل أن تحاول إصلاح الأمور بشكل جذري ، وأن تضع إطارا مؤسسيا جديدا يضمن حقوق العاملين بالمحطة واستقرارهم خاصة وأن مدرسة "أون تي في" فرخت كوادر كثيرة علي قدر كبير من المهنية والاجتهاد بعضهم غادر والبعض الآخر عاني حتي يحصل علي فرصته المستحقة مثل مارينا جميل المصري ومحمد عبده مع فارق التجربة.
وأعرف أن فكرة التراجع عن إعادة نقل البرامج مرة أخري للقناة الأصلية صعبة جدا، ولذلك أدعوك لاطلاق حملة اعلانية كبيرة لـ"أون تي في لايف" ونجومها ، وأن تبدأ استراتيجة واضحة تمكن المحطة من المنافسة بقوة علي الصدارة العربية، وأحدثك هنا من مربع الاعلام الذي أراه وطنيا علي اختلاف نوع ملكيته، ومن معرفتي بقائمة الكوادر المميزة مهنيا التي مازالت موجودة في المحطة، وأخيرا وهو الأهم من قناعة واقتناع بأنك واحد من قلائل المغامرين في "البيزنس" والذين لا يخافون من اجتياز الصعب والرهان علي المبدعين، متمنيا لك ولـ"أون تي في" التي ليس لي فيها ناقة ولا جمل كل خير وتوفيق وازدهار.