حصان طروادة .. أم شرك خداعي
بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر
قطعا .. لم يعد غريبا على أي مصري متابعة مسلسلات العته الإخواني والتي تفاقمت بحماقة حتى تجاوزت مستويات العيش في أوهام اليقظة ، بداية من عودة مرسي لقصر الاتحادية التي لا تحدث ولا تنتهي وأوهام إمامة مرسي لرسول في الصلاة متوافقة مع ضلالات الشائعات والاتهامات والتشكيك في كل شخص وكل شيء وانتهاء بسقوط الانقلاب ورموزه مع تأكيدات ونبوءات باغتيال السيسي المتكررة والمرتقبة إلى إفلاس مصر وسقوطها وهروب السيسي خوفا من روبين هود الإخوان الماسوني العائد مرسي العياط ، ومرورا بشائعات استيلاء السيسي على ثروات مصر وتبديدها على أهوائه الشخصية وقتله لضباطه وجنوده لحماية بقاءه على عرش مصر ، وانتهاء بثورة الملايين الزاحفة في ميدان التحرير والتي لا يراها سوى المؤمنين الأحرار من الماسونيين الإخوان ، ولكن الغريب هو الإصرار على تكرار استخدام الماسونية لنفس الكروت المحروقة والأوراق المتساقطة والموصومة شعبيا وأمنيا مثل البرادعي ووائل غنيم وحمزاوي وباسم يوسف وعفيفي وآل عبد الفتاح ثم أخيرا عراب الماسونية النحنوح عمرو خالد في محاولاتهم المستميتة لإستعادة السيطرة على مصر مستقبلا ، وما زلنا نذكر بدأ عمر خالد تلميذا نجيبا في مدرسة الإخوان الماسونية وتتلمذ على يد الإخواني التكفيري وجدي غنيم بظهوره معه في دروسه بالمساجد والنوادي في تسعينات القرن الماضي ، وبارتفاع نجم عمرو خالد واتساع شهرته بالتفاف بعض الشباب والنساء حوله قررت جماعة الإخوان العالمي تصعيده إعلاميا وتنظيميا ، ففتحوا له أبواب النوادي الكبرى ومساجد المهندسين وفتحوا له أبواب مسجد "الحصري" في مدينة 6 أكتوبر ، ثم أصبح صاحب برنامج يومي على القناة الثانية المصرية فتنامت شعبيته رغم افتضاح دسه للسم في العسل ، وبلغت شعبيته قمتها في بداية الألفية الثالثة وهو ما دفع أجهزة الأمن المصرية لرصده ومتابعته وطرده من مصر ومنعه من إلقاء الدروس .
ولم يجد تنظيم الإخوان بدا من استمرار دعمه وتصعيده إقليميا وإعلاميا خارج مصر خاصة في لبنان والأردن والسعودية وبريطانيا وأمريكا واليمن وفتحوا له أبواب قنوات الإخوان الفضائية على مصراعيها كـ"الرسالة" و"أقرأ" لينتشر بسرعة البرق ، واتسعت خطوات عمرو خالد مع التنظيم الدولي والمنظمات الماسونية العالمية ليشترك في منظمات دولية ماسونية رسميا مثل (رايت ستارت) والتي أسسها مع آخرين منهم يهود ويحملون الجنسية الإسرائيلية في بريطانيا والتي انبثقت منها (صناع الحياة) فيما بعد ، وسرعان ما تم تلميعه إعلاميا على المستوى العالمي وأصبح ضيفا معروفا على قنوات الأخبار الدولية مثل الـ "سي إن إن" و"فوكس نيوز" ولم تنقطع رحلاته لأمريكا وبريطانيا وكندا كما حرص التنظيم الدولي للإخوان على قيامه بتأسيس العديد من التنظيمات العالمية التي تنطوي تحت لواءه فأسس جمعيات "صناع الحياة" و"مجددون" على مستوى العالم كله وخاصة في مصر ودول الشام والمغرب والخليج العربي ، وجند أعضاء موقعه ومنتداه على الإنترنت لخدمه مشروعه الماسوني ، وفي نهاية عام 2010م تم الاتفاق على عودته لمصر حيث نجح في اختراق البيت الرئاسي واستمالة علاء مبارك وزوجته وكذلك حسن عبد الرحمن رئيس مباحث أمن الدولة وأسرته باستخدام صهر الأخير كرم الكردي ممول صناع الحياة ، ليلعب عمرو خالد دوره كأكبر رؤوس الإخوان المشاركة في ثورة يناير من ميدان التحرير وسجلت له الأجهزة الأمنية لقاءاته المتعددة والمنتظمة مع وائل غنيم والبرادعي وتحريضهم على العصيان المدني ونشر الفوضى في مصر وهو ما اعترفوا فيما بعد ، ومن المنطقي أن يكون أصدقاء عمر خالد المقربين هم من أعضاء الماسونية بوجهيها القبيحين من تجار الدين والليبراليين بأنواعهم كوجدي غنيم ومحمد يحي وعلاء صادق أو وائل غنيم والبرادعي وحمزاوي وعامر الوكيل وجميعهم من الكارهين والمناهضين للجيش وثورة 30 يونيو ، ومع ذلك فقد أسس العراب الماسوني عمرو خالد حزب (مصر المستقبل) وأعلن أنه لن يترشح في 2012م ولكنه سيترشح في الانتخابات التي تليها ولذلك جند شبابه ومؤيديه من خلال شبكات التواصل الاجتماعي للإعداد لهذا .
ولا ننسى أنه في عام 2012 دشن عمرو خالد أحد أذرع تنظيمه الجديد وهو "منتدى أهل مصر" الذي جمع فيه بين رموز الحزب الوطني السابق وكبار رجال الدولة مع بعض الرموز الإخوانية المستترة والتي طالما كانت تدعمه قديما ، من أجل طمس هويته الإخوانية وجذب فئات مجتمعية مناوئة ومناهضة للإخوان وهو ما نجح فيه بشكل كبير حيث ضم لهذا التجمع الكثير من الشخصيات مثل عبد السلام المحجوب وأحمد بهجت وعمرو الكحكي والوزير الأسبق محمود أبو زيد وسمير النجار وعصام شرف رئيس الوزراء الأسبق وعلي الفرماوي رئيس مايكروسوفت مصر ورامي لكح وأيمن نور وأشرف الكردي ، وكان منطقيا بعد انهيار جماعة الإخوان في مصر وسقوط جميع قيادتها في قبضة الأمن المصري عقب ثورة 30 يونيو أن يوكل التنظيم الدولي للإخوان قيادة حركة شباب الجماعة لعمرو خالد الذي قام بتأسيس حركات "إخوان بلا عنف" و"أحرار الإخوان" تحت قيادته المباشرة لكن من خلف ستار ووضع في واجهة حركة "إخوان بلا عنف" الشقيق الأصغر لمدير جمعيته "صناع الحياة" في مصر، بهدف هو الإبقاء على هيكل تنظيم الإخوان سليما وتعويضه والحفاظ على وجوده على الساحة السياسية والدعوية بأي وسيلة وضمان تمثيل الإخوان برلمانيا ، وهو ما يطلق عليه الطاقم الإخواني البديل تحت القيادة التنظيمية لكمال الهلباوي وعبد المنعم أبو الفتوح ومختار نوح وتحت القيادة الميدانية والشبابية لعمرو خالد ، بهدف تحسين صورة الإخوان في المجتمع والحفاظ على دعوة حسن البنا ومبادئ ديانة الإخوان الباطنية وذلك بإدعائهم أن قيادات الجماعة خرجت عن نهج حسن البنا الوسطي رغم أنه مؤسس التكفير والإرهاب والقتل ، وكل ذلك بدعم عالمي سري من التنظيم الدولي والماسونية العالمية وأمريكا وبريطانيا وإيران وتركيا وقطر وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وكندا.
وبذلك اتضحت الصورة جلية لتعلن أن عمرو خالد قد أصبح هو المؤسس لولادة "جماعة الإخوان الجديدة" مثلما أسسها أستاذه حسن البنا عام 1928، وقد بدأ تأسيسها فعليا عام 2004 عندما أطلق مشروعه العالمي الإخواني الماسوني "صناع الحياة" من العاصمة البريطانية لندن حيث رحم الإخوان ، وبمساعدة المخابرات البريطانية تماما مثلما فعل أستاذه البنا ، والتي وضحت بقوة في تصريحات مدير جمعيته صناع الحياة الدكتور "محمد يحيى" والتي أعلن فيها كثير من التفاصيل الغائبة عن العامة مثل كيف تم إنشاء صناع الحياة وكيف أسسها سرا سبعة من الرجال تماما مثلما أسس حسن البنا جماعة الإخوان وذكرهم محمد يحيى بالاسم وهم "خالد بركات وعمرو قرشي وأحمد قرشي ومحمد همام وأحمد المولد ومحمد أبوالعز ومحمد مجدي". ، ويعترف أيضا أن عمرو خالد أسس أيضا خمس مشاريع كبرى سرية هو موقعه الإلكتروني ومشروع الأسرة، ومشروعا نادي وقناة فضائية لعمرو خالد والتي تم إنشاءها وتعمل اليوم تحت مسمى مستتر ، ومدرسة وهي المدرسة الدولية الإسلامية بالتجمع الخامس ، وتم الكشف عن إخوانية "صناع الحياة" الكاملة وإخوانية أعضائها وماسونية شعارها فمسمى "صناع الحياة" يرجع إلى الماسونية العالمية وهم "البناءون الأحرار" فكل ماسوني هو بانٍ حر وصانع للحياة ومنها جاءت تسمية أبو حسن البنا لأبنائه بـ"البنا" وقد كان شعار صناع الحياة منذ بدايتها عبارة عن "إسطرلاب" ذو عين واحدة مشعة وهي عند الماسونية عين الدجال ، والتي غيرها عمرو خالد منذ سنتين وأزال الشعار بعد أن تم فضح ماسونيته واستبدلها بكلمتي "صناع الحياة" وجعل أعلاها حرف العين وكأنه يرى المصريين أغبياء ، بل واتضح تباعا أن الغالبية من أعضاء "صناع الحياة" ثبت إخوانيتهم ورفعهم لشعار "رابعة" ومهاجمتهم للجيش والشرطة باستمرار ، ليكون عمرو خالد وجمعيته هم الإصدار الجديد لحسن البنا وجماعة الإخوان بنكهة عصرية أكثر لباقة ولكنها بنفس المنهج الإخواني وبنفس المفردات الماسونية والصهيونية والإسرائيلية والتي تتبنى العنف عند اللزوم وبنفس مبادئ التقية والمهادنة عند السقوط ، ومن الغريب ربما أن يسمح لعمرو خالد وجمعيته بمزاولة نشاطهم الصهيوني الإخواني بمباركة مؤسسات الدولة المصرية بل ويُسمح لهم بإبرام بروتوكولات تعاون مع المحافظات والوزارات المختلفة ، وذلك رغم اعتراف الإرهابي خيرت الشاطر في القضية المعروفة بـ( غرفة عمليات رابعة) باستعانته بشباب "صناع الحياة" لإحداث عمليات تخريب وفوضى بالبلاد عقب ثورة يونيو، وأنه صاحب المقترح بالاستعانة بشباب الجمعية و6 ابريل في صناعة مستقبل الجماعة الإخوانية كنوع من الإحلال الكامل للجماعة بجماعة بديلة قوامها شباب وقيادات غير معروفة وغير مصنفة كإخوان وهو ما اسماه بـ"الاستعداد للمستقبل". ، وبالتالي فلا شك أن عمرو خالد هو فرس رهان الماسونية والإخوان الظاهر على الساحة الآن ، وهو حصان طروادة الإخوانجي الذي يأملون أن يجمع أكبر عدد من معارضيهم ، خاصة بعد فشل الإخوان في الحشد وانهيار التنظيم داخليا وخارجيا وخاصة أنه كما يبدو لا يعادي الجيش والشرطة ويتقبله أنصارالسيسى وبقايا مبارك وأحمد شفيق والتيار الشعبي والنساء والبنات والشباب والمسيحيين والأغنياء والفقراء والإعلاميين والمجتمع المدني ، بل وتتقبله بسعادة كل من أمريكا والغرب واليهود الذي يرفع علمهم في كل فروع "صناع الحياة" في مصر ، وهو السر وراء استبعاده من مجلس أمناء صناع الحياة والتي تعتبر أحد المناورات الكبرى في تاريخ حياة الإخوان قبل عمرو خالد من أجل خداع المصريين وتثبيت سمعته ومكانته التي يصنعونها له كوجه جديد يحقق طموحات المصريين كوطني حر وصاحب التزام ديني يماثل السيسي الذي عشقه المصريين ولكنه يتميز بكونه مدنيا وليس عسكريا كما يروجون ويمهدون لذلك منذ سنوات .
أخيرا ... لابد وأن الماسونية تعلم جيدا أن هذه المعلومات متوفرة بغزارة وموثقة لدى أجهزة الأمن والمخابرات المصرية ومع ذلك ما زالوا يصرون على الرهان الخاسر ، فهل هذه هي علامات الإفلاس وهو ما يؤكد أن العته الإخواني ليس جديدا ولكنه متأصل في عقول أذناب الماسونية ، أم أنه حقيقة يتجاوز مراحل الغباء والحمق ويشير إلى أن حصان طروادة هذا ليس أكثر من شرك خداعي أو وسيلة إلهاء عن حصان طروادة الحقيقي لخداع أجهزة الأمن ومن وراءهم هذا الشعب العبقري في مدركات عقله الجمعي .. ؟؟ ولكني أعتقد أن ذلك كله لا يغيب عن أعين وعقول أجهزة الأمن المصرية خاصة وأنهم يديرون اللعبة منذ عقود مضت باحتراف أبهرت به العالم وأفقدت الماسونية ودولها العظمى القدرة على الشعور بالأمان والسيطرة السابقتين كما تقول هيلاري كلينتون وهنري كيسنجر ... وهو ما يؤكد أننا سنرى جولات قادمة أشد شراسة بين الماسونية والمخابرات المصرية مستقبلا ..
















