عاجل
الجمعة 26 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
دولة العلم

دولة العلم

بقلم : حسام طلعت

في الخارج يذهب  طالب العلم إلى المدرسة لكي يتعلم....أما في مصر فهو يذهب إلى المدرسة لكي ينجح..!!



بمجموع يلحقه بكلية لا تتوافق مع ميوله او قدراته فيكره على دراسة لا يحبها ليعمل في وظيفة لا يجيدها!!!!

ليخدم نفسه ووطنه بربع قدراته ويطلب منه المجتمع بعد ذلك أن يكفي نفسه من خلال هذا الربع...!!!

صار هدف التعليم هو الحصول على رخصة كرخصة القيادة ...مجرد ورقة لا تشترط فى مجملها ان تجيد القيادة بنسبة كبيرة إذا ما أغفلنا الأبواب الخلفية ..وصار للنجاح أيضا فى التعليم أبواب خلفية يفتحها أصحاب الذمم الخربة و ما أكثرهم فى عصر #مملكة_التوكتوك.!

أصبح التعاطي مع العلم مؤقتا حيث يختفي من رأس الطالب ما يتعلمه – إن تعلم – بمجرد أن يغلق ورقة الإجابة يوم الامتحان!!

وماذا بعد النجاح لا شيء. لقد أصبح السلم التعليمي تماما كالسلم الخشبي .. درجاته متباعدة منفصلة وضعه بالأساس مؤقت وهو فقط الوصول للشهادة..للورقة!!

أي من دول العالم بها يظل الطالب يدرس لغة أجنبية لمدة ست عشرة سنة متواصلة وفى النهاية لا يجيدها ورغم ذلك يحصل على رخصة إجادتها!!!!

ليس هكذا تبنى الدول العظمى..والسبب المباشر هو طريقة التقييم نفسها التى تعتمد على قدرة الطالب على ترديد ما هو موجود بكتب عقيمة تركت العلم و تفرغت لسرد تاريخه حتى اصبح الفارق الزمنى الفعلى بيننا و بين دول العالم المتقدم كما هو الفرق ما بين العلم و تاريخه!!

ونشتكى فى النهاية من انه هناك من يسرب الامتحانات الى الطلاب بالرغم من اننا لو اعطينا الامتحان من أول يوم للطالب و نتركه طيلة العام يبحث عن اجابات كاملة تميزه عن غيره حينها لن يكون هناك مجال للغش!!

بعبارات اوضح لو اننا حددنا للطالب انه فى هذا العام مطلوب منه ان يعلل لوجود كذا او أن يحدد اسباب كذا ويبرهن لكذا فانه سوف يوجه نفسه للبحث الحقيقي و لسوف يكرس جهوده على الانترنت للبحث عن الإجابات التي تميزه عن غيره لا أن يبحث عن من يسرب له الامتحان!!

ماذا لو فتحنا الباب أمام الابتكار فى الامتحان نفسه بمعنى انه فى عصر التكنولوجيا بدلا من ان نكلف الدولة آلاف الأطنان من الورق والأحبار والملاحظين والمصححين لماذا لا نفتح المجال لتسليم هذا البحث حين الانتهاء منه إلى لجنة مركزية للتقييم مفتوحة طوال العام حتى نفتح المجال للمتفوقين أن يجتازوا عامين دراسيين او أكثر فى عام ميلادي واحد حسب قدراتهم..لماذا نهدر أعمار النوابغ من أبنائنا؟!!

تخيل كم سيوفر هذا النظام على الدولة..تخيل كيف ستفتح المجال للمدرس المبدع!!

تخيل كيف سوف يتسابق الطلاب والمدرسين على ملاحقة آخر مستجدات العلم (إجبارا)!!

لن تكون هناك حصص بالمعنى المفهوم بل ستتحول الى حلقات بحث!!

لن تكون هناك كتب خارجية بل ستكون هناك أساليب بحثية جديدة ...تخيل؟!!

تخيل الأجيال التى سوف تفرز عن طريق هذا النظام كيف ستكون عقولهم مكتبات متحركة بل ومعامل متحركة..تخيل لو طبقنا نظام الامتحانات الشفوية أمام لجان عامة للغات .!!

من أراد أن يبنى دولة عظمى عليه أولا أن يبنى رجالها ...وبناء الرجال لا يأتى إلا بالعلم ...

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز