المَطَبّ

بقلم : رشا بكر

الأدباء لا يسنون القوانين لكنهم يركبون عربات 128..
وعلى الحلوة والمرة أدرت المفتاح في الكونتاكت، وتعالت أصوات فسَّرت بعضها، عجلة ورا يا آنسة، عجلة قدام يا مدام، والزحام كتَّفني.

المطبات عندنا نوعان، نوع غرس وهي تعتمد على القرارات، والنوع الثاني أفقي على ارتفاع متر تقريبًا، ذلك ما يجعله يتحرش بالمكونات التحتية للسيارة التي وقفت ثاتبة على رأسه فيما تدورعجلات التنمية على الفاضي، شغلت الراديو وكان يذيع المذيع كلاما في كلام، فادرت المحطة فوجدت وليد توفيق يغني الأغنية العادلة «تيجي نقسم القمر أنا نص وانتي نص»، فحمدت الله أنه غناها قبل قانون الضرائب الجديد، وإلا كانو سحبوا منه الرخص.

صاحب البيت لا يشغله إلا تحصيل إيجار العقار، وأمي لا يشغلها سوى الحصول على عقار السكر والضغط والروماتزم، لكن حال المستشفى ما يسرِّش، يعني، والزحام في الشارع يشتد، والإعلام الخاص صار أكثر ازدحامًا، وكلهم على نغمات مختلفة.

العربية غرست.. العربية في مطب.. على المطب.. تحت المطب.. العربية متعلقة.. عجلة ورا يا مودموزيل.. العربية طلعت دخان.. يا لهوي.. لكن اطمني الفتيس بخير!
وارتبكت فتراجعت وتركت المطب بعد أن أحدث الاحتكاك بينه وبين السيارة تلفيات تحتية قاسية، عجلة ورا وجهاز الانتظار يردد «انتبه من فضلك السيارة ترجع إلى الخلف»، وضابط المرور يأخذ النمر وهو غير مكترث، «احترس من فضلك السيارة ترجع إلى الخلف»... صوت التنبيه يكرر.. وفجأة خيّشت في الرصيف.. والدخان تصاعد من الموتور.. الجو حار، ومياه الريدياتيرنشفت، والضحك متواصل مع التقليب المستمر، قدر الله.. ونحن نؤمن بالقسمة.

ولكن الحكومات تؤمن بجدول الضرب على القفا.. فجأة مد مواطن يده عبر الشباك وقفش في كتفي وهو يقول: «لا مؤاخذة يا آنسة أصلي بدور على البوكيمون»! آه وحياة أختي!