

جورج أنسي
(قهوة) فى صحة مصر والجزائر!
بقلم : جورج أنسي
وانا استعد لمغادرة الجزائر ، تناقلت الصحافة هنا ارتفاع أسعار بعض المواد واسعة الاستهلاك وضربت مثلًا بواحدة من السلع التى تشكل أحد اهم عادات المواطن الجزائرى - والتى هى ايضا عادة مشتركة مع مصر - المتمثّلة فى احتساء فنجان من القهوة على المقاهى والكافيتريات العامة - إضافة الى البيوت بطبيعة الحال- وقد ارتفع سعرها ليصل الى ٣٠ دينارًا جزائريا اى ما يوازى ٤ جنيهات ونصف الجنيه ، مسجلة ارتفاع قدره ١٠٪ .
ولا يفوتني هنا أن أنبه الى ان القهوة فى الجزائر تقدم بالطريقة الإيطالية المعروفة باسم ( آسبريسو ) وليست التركية التى يعشقها المصريين ، وان كانت الدولتان تشتركان معًا فى تزامن رفع الأسعار، ولكن مصر كانت سباقة فى رفع أسعار السلع - ومن بينها القهوة - ومن هنا بات ( المزاج ) المصرى - الجزائرى فى خطر كبداية جديدة للتوحد الكامل على مستوى ( الدماغ ) !
إن ارتفاع الأسعار وحش كاسر يهاجم بضراوة جميع الشعوب العربية خاصة المطحونة منها او (محروقى الدخل ) وهو التعبير الجديد بدلًا من ( محدودى الدخل) الذى صدع به السياسيون روؤسنا سنوات وسنوات وتاجروا به فى برامجهم الانتخابية كما تغنى به اصحاب السلطة والنفوذ .. مساندة للطبقات الكادحة .!
الطريف أن الناس هنا بالجزائر تفاجئوا بهذة الزيادات من جانب التجار واصحاب المقاهى فى خطوة استباقية قبل دخول قانون المالية لعام ٢٠١٧ حيّز التنفيذ ، وهو مشابه تمامًا لما يحدث بالقاهرة وكأن الحكومات تتناسى أولئك المطحونين الذين لا تفى الزيادات السنوية فى اجورهم بالمطالب الحياتية الاساسية، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة وقسوة .
لعل ارتفاع أسعار المحروقات فى الجزائر ومصر هو العامل الحاسم فى ارتفاع أسعار السلع كافة ، وهو ما يجعلنا نعيد التساؤل الازلى : لماذا الإصرار على رفع جميع أسعار المواد البترولية دون تمييز بين من يستحق الدعم ومن لايستحق وهو أمر ليس صعبًا ولا يعد من المعضلات خاصة مع وجود كروت بنزين تم إصدارها منذ فترة طويلة فى مصر وتم تجاهلها تمامًا حتى اوشكت على نفاذ صلاحيتها دون الاستفادة منها، رغم أنه كان من المأمول أن تحقق هذة البطاقات الذكية الدعم لمستحقيه ، بدلًا من الإختيار الاصعب المتمثل فى رفع أسعار جميع المحروقات دون تمييز او دراسة تراعى البعد الإجتماعى والإنساني وتلك هى الكارثة !!