عاجل
الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"شهريار" القرن الواحد والعشرين (1)

"شهريار" القرن الواحد والعشرين (1)

بقلم : محمد عبد السلام

كان يا ما كان، يا سادة يا كرام، وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاه والسلام، الزمان كان غير الزمان، والمكان مش نفس المكان، ورغم إننا رجعنا بالتاريخ ألف عام، كان الحال نفس الحال، بلاد غاب عنها العدل بين الناس، وساد فيها قانون الغاب، عم الفساد بين الرعية، وانتشر بين الجميع الرشوة والمحسوبية، إتغيرت الحضارة إلي ثقافة عشوائية، وإنتشر بين الشباب لُغة السُباب.



 

داخل مخدعة المُطل علي باحة قصره الإسطوري، وقف الملك شهريار بالقرب من الشرفة شارداً، يراقب بعينية بضع نجوم متلألئة، وبدر مُضيء في كبد السماء، شع ضيائهم الخافت الأرضِ، فلاحت البيوت وشوارع المُلك وقد إكتست سواداً باهتاً، عقد شهريار حاجبية، بدا حزيناً عابث الوجه، خرجت زفرة حارة رغماً عنه من بين شفتين مزمومتين، لمسة حانية علي كتفه الأيمن جعله يسترد بعض من وعيه الغائب، إلتفت ليجد زوجتة الجميلة، فقال باسماً: شهرزاد.

 

لمعت عيني شهرزاد جذلاً، إتسعت إبتسامتها الساحرة حتي بدت نواجذها، توردت وجنتيها خجلاً، فأطلقت تنهيدة حارة ثم قالت: تحية لك يا مليكي أقطفها لك من بساتين حُبي، فأطلق شهريار ضحكة جذله، ثم أمسك يديها متجهاً إلي الفراش ليجلسا علي طرفة مردداً: وتحية لكِ يا مليكتي في أبهي حُلاكي وأبهي جلاليكي، فإقتربت منه شهرزاد واضعة يدها علي راحتة مستفسرة: فيما كنت تفكر يا مليكي.

 

أمسك شهريار عن الكلام، أرخي جفنا عينية، أطرق رأسة أرضاً، سيطر الحزن على قسمات وجهه الشاحب، أضحى أكبر وأكبر مما يبدو، علا صوت شهيقه وزفيره، ثم قال بصوت يقطر دماً: كُنت أفكر فيما يصنع الناس بالناس.. كُنت أفكر في المعركة الأبدية.. معركة الخير والشر.. المعركة التي قامت منذ قامت الحياة، منذ قتل قابيل أخاه، ثم إلتفت إلي شهرزاد بعيون ذائغة متسائلاً: ماذا تريدين بي يا شهرزاد، فأجابتة قائلةُ بصوت هامس: خيراً يا مولاه.

 

نهض شهريار من مجلسة، إتجة إلي شرفة مخدعة، فدنت منه شهرزاد متنحنحة، وقبل أن تفتح فمها، أشار شهريار إلي ما خارج الشرفة قائلاً: لقد ظللتي تقدمين لي في كل ليلة أنماطاً وألواناً من الناس والحياة، حتي حشدتي الدنيا كلها في هذا المخدع الصغير، فما قصدك مما حكيتِ لي من حكايات، أطلقت شهرزاد ضحكة طويلة متميعة قبل أن تقول: أنا.. لا شيء أكثر من أن أسليكَ وأن أملئ لياليكَ، عقد شهريار حاجبية وقد شكل الغضب تقاسيم وجهة الذي راح يهزة يميناً ويساراً قائلاً: لا يا شهرزاد لا.. إنك تلدغين شعوري بما تعريضنه علي من ألوان الحياة والناس.. إنك تتكلمين عن الظلم أحياناً كأنك لا تعنين سوايا.....

 

تحركت شهرزاد إلي داخل المخدع الملكي، انتحت ركناً يبدو مظلماً بعض الشيء، ثم جلست علي أحد الأرائك الذهبية قبل أن تطلق ضحكة جذلة وكأنها طفلة سمعت طرفة لأول مرة، إعتدلت ثم قالت خبثاً: أنا.. آلا تري يا مليكي أن في المعاريض ما يشفي؟، لم يفهم شهرزاد ما تعنية زوجتة، فعقد حاجبية مفكراً ثم إلتفت إليها قائلاً، ماذا تقصدين؟!.. فاجابته وقد ضاقت حدقتي عينيها قائلةٌ: عندما يكتشف الإنسان حقيقة نفسه بنفسه، فهيهات هيهات أن يضل السبيل يا مليكي!!!!

مشهد من التاريخ

 

تذكرون هذا المشهد جيداً،، حينما كُنا أطفال، منذ أكثر من ثلاثة عقود تفنن الكبير أحمد بهجت، أحد أبرز كُتاب الصحافة في مصر، في كتابة أكثر مشاهد قصتة "ألف ليلة وليلة" روعة، كان أخر حوار دار بين شهريار وزوجتة شهرزاد، وجاء علي لسان بطلي الحدوتة العظيمين حسين فهمي ونجلاء فتحي، كُنا صغار لم نفهم ما تعنية شهرزاد من حديث مع مليكها، لم نعى أن ما قالته لم يكن سوي عين الحقيقة، واليوم وقد صرنا رجال، أدركنا أن هذا الملك لو كان في رأسة ذرة من عقل، لأدرك ما كانت تقصده تلك الزوجة الوفية.

 

"عندما يكتشف الإنسان حقيقة نفسه بنفسه.. فهيهات هيهات أن يضل السبيل".. تأملوا تلك العبارة جيداً، أسالوا أنفسكم الأن، ماذا لو توهمنا أن أصحاب الجلالة والفخامة والسمو كانوا قد أدركوا تلك العبارة، ما وصلنا ليوم تشرذمت فيه الأمة فصارت ضعيفة مستباحة، تُراق علي أرضة الدماء فتجري أنهارا، ونري الإرهاب ينخر في جسده كما ينخر السوس في الأسنانَ، وفساد عفن أجبر شبابة علي الفرار ليغرق في بحاره، وشيوخ ونساء لم يجدوا سوي المقابر إيواءٌ، وأطفال وجدوا في الشوارع مسكناً، ورجال حُرمت الراحة أبدانهم.

شهريار 2000

 

يوم من أيام الشتاء البارد، السماء كعادتها ملبدة بالغيوم، تعانقت السحب وأمطرت، بين الحين والأخر تنشق السماء عن أضواء برق مصحوبة بهزيم رعد هادر، أضفي علي المدينة لوحه كئيبة، لم يعد هناك موطئ لقدم، عم السكون الشوارع، توارت المنازل والبيوت خلف ستائر من الضباب الكثيف، اختفي عن الأعين أي أثر للحياة، رياح مضطربة وحفيف شجر وزخات مطر، وأصوات بعيدة كسرت ذاك الصمت الذي أوحي للناظرين وكأن المدينة خاويةٌ من بشر.

 

داخل قصرة المنيف، وفي مخدعة الأثير، تقلب شهريار علي فراشة يميناً ويساراً، يغط في نوم عميق، يلتمس بعض من دفء أغطيته، تعتلي وجهة إبتسامة إنسان يستمتع بنوم هانئ، فجأةُ، وبدون سابق إنذار، يعلو في الخارج ضجيج، هدير يقض مضجعه، فإنتفض شهريار صائحاً بصوت غاضب، ماذا هناك؟، كيف تجرؤن علي إزعاجي هكذا، ثم راح ينادي: شهرذاد، شهرذاد.

 

إقتحم المخدع إمرأة خمسينية، قصيرة القامة، تميل إلي البدانة، بيضاء البشرة، تحمل جمالاً غابراً، يتسم وجهها بالإستدارة المحببة للناظرين، تركت شعرها الأسود الناعم ينساب على كتفيها بحريةٌ، اقتربت من فراش شهريار قائلةٌ: أنا هنا يا مليكي، فأشار إليها شهريار بكلتا يديه صارخاً، لما تلك الضوضاء يا شهرزاد؟، لقد أقلقوا مضجعي؟، ولابد من مُحاسبة كل من شارك في هذا الجُرم الأثيم، زوت شهرزاد ما بين حاجبيها انزعاجاً وهي تقول: إنهم الرعية يا مليكي، جاءوا من كل حدب وصوب، أزاح شهرزاد غطاءه الحريري جانباً قائلاً بغضب: كيف سولت لهم أنفسهم ذلك، آلا يعلمون إنني نائم؟ كيف يجرؤون علي سرقة أحلامي هكذا يا شهرزاد؟، أطلقت شهرزاد تنهيدة حارة مليئة بالحسرة، إقتربت منه واضعةٌ يدها علي كتفه، ثم قالت: إنهم رعيتك يا مليكي وليسوا خدم قصرك، ولاك الله عليهم فلم تؤتمن، واليوم جاءوا لينزعوا منك مُلكك هذا.

أحس شهريار بارتجافة تسري في أعماق جسده، ارتعدت فرائصة حتي كاد أن يتهاوى أرضاً، انساب العرق البارد يجري أنهاراً في انحاء جسده الوهن، لم يكن لبرودة الشتاء دورٌ في ذلك، بجسد أصابة الضعف فجأةٌ التفت الي زوجته، التي ما أن رأته حتي جحظت عيناها جَزَعاً، لم يكن الواقف أمامها ذاك الذي تحدث إليها منذ قليل بتعالٍ وعجرفةٌ، لم يكن زوجها الذي حفظته عن ظهر قلب، بدا عجوزاً، تسلل الشيب إلي فودية، برزت تجاعيد وجهة، انطفأ بريق عينية، راح ينظر إليها بعيون ذائغة لا تدرك ما تراه،  تحركت شفاه تردد بصوت خافت، كيف ينزعون عني مُلكي، أنا المُلك والمُلك أنا، أنا المُلك والمُلك أنا.

 

راح شهريار يردد جملته الأخيرة في خفوت صادم، يتنامي إلي مسامعة هدير رعية غاضبة، تهتف بكلمات ما تخيل أنه سيسمعها في أشد كوابيسة رعباً، الشعب يريد إسقاط النظام، ما أغربها من كلمات، تَنَاهَى إلي أُذنية كل الأصوات، صراخ نساء مُلتاعه، نحيب أطفال شابوا قبل الأوان، صياح مُنكسر لرجال فقدوا الحيلة، في حين غاب صوت الشباب عن تلك الغزوة، فهم إما قضوا غرقاً بحثاً عن حياة جديدة، وإما خلف غياهب السجن يقبعون، فأشار شهريار بيديه إلي النافذة قائلاً، آسمعتي يا شهرزاد، ناكرو الجميل، لماذا يفعلون ذلك؟ لماذا؟، دنت شهرزاد من زوجها قائلةٌ، لم تفهم يا مليكي ما قُلته لك قديماً، لقد أخبرتك أنه عندما يكتشف الإنسان حقيقة نفسه بنفسه.. فهيهات هيهات أن يضل السبيل.

 

لم يعد شهريار قادراً علي التحمل أكثر من ذلك، تهاوي جسده المُنهك علي الأريكة المجاورة للفراش، رجع برأسة إلي الوراء مستسلماً، أغمض العين، وأطلق تنهيدةٌ بالغة العُمق، وبدا وكأنه يتذكر ما لم يفهمة، ولكنه يؤلمة، اليوم أدرك ما كانت تعنية زوجتة، واليوم علية أن يتحمل ما تجاهله أعوام، لم تتفوه شهرزاد بأي كلمةٌ، سكتت أخيراً عن الكلام المُباح، ولم يعد هناك صوتٌ يعلوا فوق صوت الرعية.

 

اقتربت شهرزاد من زوجها وقد دمعت عيناها، ثم جلست علي الأرض بالقرب من قدمية، قبل أن تقول مواسيةٌ: هون عليك يا مليكي، مازال في العمر بقيةٌ، ويمكن أن تفعل الكثير لتستعيد رعيتك، هب شهريار فجأةٌ وقد عادت الروح إلي جسده قائلاً، أهناك أمل يا زوجتي، جذبته شهرزاد من يده لتجبره علي الجلوس مرددةٌ: عندما يكتشف الإنسان حقيقة نفسه بنفسه.. فهيهات هيهات أن يضل السبيل، فقط إستمع لحكاوي رعيتك يا مليكي، ففي حكاويهم عين الحقيقية.

 

وكأن روحه رُدت الية، عاد لقلبة الخفقان من جديد، تورد جسده بدماء الحياة، هكذا أحس شهريار، هناك أمل إذن، مازال في العمر بقية، حُلم البقاء علي سده المُلك مازال مشروعاً، نهض شهريار من كُرسية وطرح جسده أرضاً إلي جوار شهرزاد قائلاً بصوت عاد الية حماستة، هلُمي يا شهرزاد، اعلني عن موافقتي استقبال الوفود من رعيتي لأستمع إلي شكواهم، صاحت شهرزاد وقد طفح منها الكيل، وبلغ السيل الزبي، أولم تعلم يا مليكي شكوى رعايك، لقد ظللت أقدم لك في كل ليلة أنماطاً وألواناً من الناس والحياة، حتي حشدت الدنيا كلها في هذا المخدع الصغير، كنت أتكلم عن الظلم أحياناً ولم أكن أعني سواك.

 

اضطرب وجه شهريار خجلاً، فما تقولة زوجتة سبق وأن قالة منذ ألف عام، فأشار إليها قائلاً وهو يعتدل في مجلسة، إذن ذكريني يا زوجتي الحبيبة، عل الذكري تنفع المؤمنين، تنحنحت شهرزاد وقالت: إذن إسمع يا مولاه، بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي الرشيد، أنه في أرضنا ولد جيل، من المحيط إلي الخليج، لم يرضي عن الكرامة بديل، وقف أمام ظالم عتيد، عاث زبانيته في الأرض فسادا، انتهكوا الأعراض وسلبوا العبادا، ولم يكن من عدالةٌ تحمي الرعية، بعد أن فرق القانون بين الظالم والضحية......................

الحكاية الأولي:

مشهد متكرر: (نهار خارجي– سوق الهيثمي- مدينة القاعدة- محافظة أب- اليمن- ليلة السادس والعشرون من شهر رمضان)

 

كعادة الأيام الأخيرة لشهر رمضان من كل عام، خرج أغلب سكان المدينة الصغيرة إلي الأسواق التجارية، اصطحب الأباء والأمهات أطفالهم بحثاً عن ملابس جديدة، فالعيد علي الأبواب، والأطفال في حاجة لأن ينسوا قليلاً صوت الرصاص، أرادوا لهم أن يشموا رائحة غير رائحة الدماء.

 

"أمي هذا الحذاء جميل".. أمام فاترينة إحدي متاجر الأحذية المنتشرة بسوق الهيثمي إنطلق هذا الصوت، طفل صغير يجذب يد أمة لتتوقف قليلاً، كان يشير إلي حذاء أثار إعجابه، أخرجت الأم كيس النقود لتطمئن إنها تمتلك ثمن الحذاء، وعندما وجدت أنها قادرة علي شراءه، تنهدت بصوت مسوع وهي تلتفت إلي طفلها قائلةٌ: بصوت مرح، "سنشترية يا بني، سيكون جميلاً عليك".

 

لم ينتظر الطفل حتي تنتهي أمه من حديثها، إنطلق ضاحكاً إلي داخل المتجر صائحاً، "مرحى أمي، حذاء جديد، حذاء جديد"، لم تصدق الأم أذنيها، أخيراً صغيرها عرف للسعادة طريق، فاسرعت وهي تردد ما يقول، "مرحى مرحى، حذاء جديد"، لم تعبأ الأم بدهشة العاملين بالمتجر، ولا بنظرات الإشفاق التي رماها بها البعض، فأمام عينيها طفل حُرم السعادة منذ أن سيطر العنف علي تلك البلدة المتألمة، طفل لم ينتظر ليخرجوا له حذاءه، فراح يحاول فتح تلك الفاترينة الزجاجية بأطراف أصابعة الصغيرة.

 

من يري الطفل لن يصدق تلك الحالة التي يعيشها الأن، لمعة عيناه الضيقتان، تلك الإبتسامة الواسعة التي ملئت وجهة حتي كادت أن تخفي وجنتية السمراويين، كفية الذان لم يتوقفا عن التصفيق بهجة بأول حذاء سيشتريه منذ أن قُتل والده ذبحاً علي باب منزلهم، عمال المتجر أدركوا ما يعتمل في قلب الصغير، فأسرع الجميع ليحضروا له حذاءه، علهم ينعمون بضحكاته الجذلة من جديد، وما أن جاءوه به حتي أسرع بكفية يلتقط ما حلم بأن يقتنيه ليالٍ طوال، إحتضن الصغير حذاءه، راح يحلم كعادته، فقد رأي الحذاء يزين قدمية الصغيرتين.

 

إلتفت الصغير إلي أمة التي وقفت صامتة دامعة العينين، رفع الحذاء إليها قائلاً بصوت هامس، "أريد أن أرتدي الحذاء.. ساعديني يا أمي"، اسرعت الأم لتخفي دمعةٌ حاولت أن تفر من سجن عينيها، التقطت الحذاء من يد صغيرها، جلست القرفصاء أمامه، بينما جلس هو علي أحد المقاعد رافعاً قدميه الإثنتين ضاحكاً، إنتهت الأم من مساعدتة في إرتداء الفردة الأولي من حذائه، التفتت لتلتقط الفردة الثانية، بطرف عينيها شاهدته، أشعث يرتدي جلباب قصير أبيض، يلف وسطة بحزام ناسف، يندفع إلي السوق صارخاً، "ألله أكبر"، ثم إنتهي كل شيء.

 

مسقط رأسي من ذلك المكان الذي شهد أسعد لحظات طفلٍ، لم يعد كما كان، انقلب كل شيء رأساً علي عقِب، إختفت ضحكات طفلً شقي أراد أن يقضي العيد بحذاءً جديد، لم يبقي سوء تللك الرائحة التي إعتاد عليها منذ أن ولد، رائحة دماء، وشواء لحم بشري، الفارق الوحيد أنه لم يعد قادراً علي أن يشتم تلك الرائحة التي زكمت الأنوف، فقد تبعثر جسدة وأمة إلي أشلاء هنا وهناك، يا لسخرية القدر، علي أحد أركان المتجر المحترق، كانت هناك قدمة ترتدي ذلك الحذاء، وإلي جوارة يد أمة تمسك بالفردة الأخري، وكأن القدر أبي أن يفارق الصغير حذائه، فقرر أن يجتمعا معاً، بقدم صغير حلم به، وبكف أم عاشت لتُسعد صغيرها.

 ...........................

داخل المخدع، وقفت شهرزاد أمام شرفة القصر، تقول: وكانت تلك يا مولاي حكاية الصغير وأمة، عاشا يحلمان بلحظة سعيدة، ولما أتت ظنا أنهما سيعيشان طويلا، صمتت شهرزاد برهةٌ، وعندما لم تتلقي جوب، التفتت إلي الملك شهريار، الذي تململ في الفراش ثم قال مهمهماً: وماذا بعد أكملي، فتبسمت شهرزاد وقالت متنهدةً، وبعد،، يجب أن تنام يا يا مولاه، فصاح شهريار بصوت عالٍ منادياً: مسرور، فدنت منه شهرزاد قائلةً: مولاه........ أطلق الديك صياحة معلناً ميلاد يوم جديد، وعندها ادركت شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح...............

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز