عاجل
السبت 6 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
شهادة عذرية ... لعاهرة دولية

شهادة عذرية ... لعاهرة دولية

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

آسف سادتي الكرام أسفا شديدا وعذرا لفحش العنوان ... ولكنها الحقيقة المجردة بلا رتوش ، فلم أستطع منع نفسي من التعليق على هذه المهزلة الأمريكية القطرية ، فلم تستطع أمريكا الوقوف ساكنة دون أن تفعل شيئا لإنقاذ فتاة الليل والعميلة الملوثة وعقربة الخيانة النجسة قيادة قطر ، وهي تراها تسقط بلا عودة ، ورغم أننا نعلم جيدا أن ما تفعله أمريكا دوما ليس إلا حماية لمصالحها الخاصة وسمعتها في قدرتها على إنقاذ عملائها الساقطون خوفا من تخلي باقي عملائها عنها ، إلا أن المشهد يعد من أسوأ مشاهد الكوميديا السوداء التي أثارت سخرية أقرب الحلفاء في الغرب من هذا الهطل أو قل البجاحة الأمريكية المخبولة أو قل ما شئت في وصف هذا العته السياسي بكل المقاييس ، والذي لم يأتي حتما  بعد دراسة استراتيجية واعية كسيناريو لإدارة أزمة متوقعة من قبل أو حتى فهم لأبعاد وتداعيات هذا التصرف السياسي الأرعن ، وهو ما يدل أن أمريكا تترنح مخمورة بأوهام القوة العظمى المطلقة المصداقية غافلة عن سقوطها المتسارع بأيدي آخر أوراق الماسونية المتخبطة والملقب بدونالد ترامب .



ولم يعد يخفى على أحد أن الماسونية العالمية والمتحكمة بغطرسة في مقاليد الأمور في دول العالم اقتصاديا وعسكريا وإعلاميا منذ زمن بعيد قد أصيبت في مقتل يوم سقوط مخططها الأكبر والأخطر لتصفية العرب ثم الشرق ودولهم والسيطرة على ثرواتهم ومقدراتهم ، والتي كان مخطط لها النجاح قبل بداية 2015م ، وأن هذه الدولة المحورية مصر هي القلب الصلب والحصان الأسود الذي أفسد المخطط كاملا وهو على حافة النجاح ، وهو ما دفع الماسونية لتغيير الاستراتيجية كاملة ، لتسارع الماسونية بوضع شخصا مثل ترامب على قمة قوتها العالمية (أمريكا) والذي يتميز بشخصية صنعت خصيصا لتنفيذ المناورات الاستراتيجية الحادة والمخبولة للماسونية في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولو بفعل كل ما هو مستحيل أو صارخ وفاضح أو حتى مدمر ، حيث يمكن التضحية به على أنه مخبول وغير مسئول عن تصرفاته تماما مثلما مهدوا لذلك من قبل وصوله للبيت الأبيض وما زالوا يمارسون ألاعيبهم الإعلامية دوليا ليؤكدوا على هذا المفهوم تمهيدا لتهيئة العالم لقبول ما هو مخطط له أن يفعله .

وليس عجيبا أن يلعب ترامب بتقمص فج دوره المسرحي حتى من قبل إعلان فوزه بالرئاسة كمعجب ولهان بألد أعداء أمريكا (بوتين والسيسي) خاصة وأن الأخير هو الذي أسقط مخططهم وفشلوا في النيل منه دوليا أو محليا مرارا وتكرارا ، وليس عجيبا أن يظهر توافقه واستجابته المستمرة لكل ما يطلبونه منه سياسيا وإعلاميا ، ولكن هذا لم يمنع أن تدير المخابرات الأمريكية عمليات الإرهاب والتهديد على كافة الاتجاهات الاستراتيجية لمصر بداية من سيناء وعلى الحدود الليبية أو السودانية بمختلف أدواتها وعملائها ، أو حتى تحريك عناصر الخيانة من تجار الدين والنشطاء في الداخل ، فالسياسة لا تعرف المصداقية أو الأمانة ولكنها مبنية على مستويات متباينة ومختلفة من الخداع والأكاذيب والمؤمرات والتي تفضحها بحماقة تصرفات الساسة المجبرين عليها لحماية المصالح الأكثر أهمية خاصة ما يضمن ولاء باقي العملاء مستقبلا ، وإلا لماذا يطالب أوباما علنا بالإفراج عن العميل محمد عادل عضو حركة 6 إبريل ، ولماذا يستقبل ترامب العميلة المصرية الأمريكية (آية حجازي) بمجرد الإفراج عنها في البيت الأبيض ، ولماذا كان الجاسوس المخلوع مرسي محل اهتمام وزيارات ميركيل والغرب قبل سقوط قيمته وأهميته ، ولماذا كان أيمن نور محل اهتمام السفارة الأمريكية قبل خلع مبارك لسنوات طويلة ، وهذا التناقض بين المعلن والخفي في السياسات ما يلقبونه دوما بالعهر السياسي الذي يستدعي التساؤل والتوقف عنده طويلا .

ولعل أبرز علامات الاستفهام التي بدت صارخة والتي لا يمكن أن ينساها أو يتغافل عنها المصريون وتعد شاهدا صادقا على قوة وقدرة الدولة المصرية ، هو ما حدث منذ أسابيع قليلة عقب اقتحام الجيش المصري لمركز العمليات الإرهابية الدولي  بجبل الحلال والقبض على رجال مخابرات (7) سبعة دول والتهديد بإعلان أسماء الدول والعملاء المقبوض عليهم ، وما تلاه من كم الزيارات السياسية الرفيعة المستوى والعاجلة خلال أسبوع واحد والتي زخرت بالهدايا القيمة في شكل تدفقات مالية وتسهيلات غير مسبوقة من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وبعض الدول الإقليمية علنا وسرا لدعم الحرب على الإرهاب والمساهمة في التنمية الصناعية المصرية ، ولذلك لم يفاجئنا التحرك الغربي والبريطاني والأمريكي لاحتواء أزمة فضح وسقوط وحصار النظام القطري العميل رغم إعلانهم إدانته ، وبعد تداعيات فشل الوساطة البريطانية والغربية لإنقاذ القيادة القطرية العميلة ، تضطر أمريكا لتزوير شهادة عذرية وبراءة من الإرهاب للنظام القطري العاهر والملوث يديه بالدماء العربية عبر سنوات طويلة ماضية بهذه الاتفاقية الفاحشة والتي لاشك لا قيمة لها سوى محاولة ترضية فاشلة للنظام القطري المرتعد والغاضب من أسياده ومحركيه الفاشلين في إنقاذه من مصيره المحتوم لتصدق فيها مقولة أنها (شهادة عذرية لعاهرة دولية من وكر الدعارة السياسية)، وتلك هي المواقف التي يجب أن نتوقف عندها لنتعلم ونفهم الخطوط العريضة لاتجاهات الحركة السياسية في العالم ، وما سوف تسفر عنه في المستقبل القريب والبعيد .

ولاشك أن الأيام القادمة سوف تشهد أحداثا كبيرة سوف تغير من الخريطة التاريخية والجغرافية للعالم في غضون سنوات قليلة أو ربما شهور ، والتي يتم الإعداد لها في الخفاء ولكن يتصاعد بين الحين والآخر بعضا من دخان نيرانها تحت الرماد ، والتي تستلزم سياسة النفس الطويل والحكمة في التعامل مع المعطيات الإعلامية المخادعة دوما وغالبا ، فليس كل ما يعلن هو الحقيقة أو حتى بعضا منها ، ولكنها مجرد ألاعيب سياسية إعلامية لإلهاء وتشتيت الشعوب للنيل منها على المدى القريب والبعيد ، خاصة وإن كانت هذه الشعوب مثل الشعب المصري العبقري والصلب ، والذي فشلت معه كل المؤامرات التي نجحت في تفكيك دول عظمى وكبرى من قبل ، ولذلك يبقى أمل الماسونية الوحيد هو تفكيك وإضعاف الجيش المصري بكل مؤسساته وإفقاده التلاحم الشعبي بشتى الوسائل بداية من محاولات التفريق بين الجيش والشعب وكأنه آتى من كوكب أو جنس آخر مثل نشر تساؤلات العملاء والجهلاء عن قيام الجيش بالمساعدة وتدعيم بل وقيادة التنمية الشاملة ، وانتهاء بالحملات الممنهجة لإفقاد المصريين ولائهم لجيشهم ، وهو ما يفرض على هذا الشعب المستهدف دوما أن يتحلى بأكبر قدر من الولاء لوطنه والثقة في قيادته خاصة لو كانت هذه القيادة صاحبة ماض مشرف في إنقاذ هذا الوطن من مصير مظلم سقطت فيه شعوب أخرى ما زالت وسوف تعاني منه لعقود طويلة قادمة ويتحمل هذا الشعب العظيم دون منة مسئولية الاحتضان والاستضافة لملايين من هذه الشعوب ، ويكفي هذه القيادة حتى اليوم أنها تجاوزت كل التوقعات والحسابات بإنجازات غير مسبوقة سياسيا وعسكريا ويبقى لها مشكلتا الاقتصاد والإرهاب وتحرز فيهما تقدما مشهودا رغم معاناة الشعب منهما والتي أههم أسبابها هو نتيجة مباشرة لمشاركة الشعب السلبية التي تعوق سرعة القضاء عليهما سواء بحماقة ثقافة الاستهلاك والكسل والفساد أو التستر على الخونة والعملاء في الداخل .

وأخيرا .. كلمة أسرها في أذن كل المصريين الشرفاء أو حتى المتأرجحين بالشائعات والظنون والخوف من المجهول في هذا الوطن وكل وطن ، ألا يجرمنكم  شنئان الحياة (يدفعنكم كراهية مصاعب الحياة والاقتصاد والمشاكل المختلفة) أن تتناسوا قيمة أوطانكم وأهمية وقوفكم سندا لها صفا واحدا كالبنيان المرصوص لا يفتت عزيمتكم خائن أو جاهل أو عميل ، فالوطن أم وأرض وعرض وشرف ومن لا ينصر ويحمي ويفتدي وطنه فهو عار على أهله ووطنه ولا مكان له فيه ، ومصر التي تعاني اليوم مخاض الخروج من عنق الزجاجة اقتصاديا وأمنيا قادمة لا محالة وسيبقى الشرف فقط لمن حماها وافتداها وساندها ، ويقيني بالله لا شك فيه أن مصر الواعدة قد حان دورها لتصبح دولة عظمى في القريب العاجل وباقية برجالها وأهليها إلى أن تقوم الساعة .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز