

جمال علم الدين
اشكاليات السلام
بقلم : جمال علم الدين
بعد ان سقطت بغداد ؛ صارت صناعه الخوف عقيدة عسكريه لكل جيوش الظلم والظلام ؛ حتى راينا بعد طول السنين ؛ وفى عصرنا هذا ؛كيف يذبح الانسان نحرا بدم بارد وبابشع صوره ؛ويكون ذلك باسم دين اوولاء او جنس او هويه .
وبدلا من ان تتسابق الامم المتحضره لنشر السلام ؛ صار القوى منها يحكم ؛ مستخدما كل ما يستطيع استخدامه من رسائل الخوف : نشر الاوبئه ؛ تلوث البيئه ؛ تجفف المياه ؛ تخريب المحاصيل وتسميم الغذاء ؛ ويلوح من بعيد باستخدام وسائل الد مار الشامل ؛ كل ذلك وراء قناع الحريه والسلام.
ولم يقف الامر عند هذا الحد ؛ حتى راينا الابداع قد انحرف فسادا ؛ يصاحبه الخوف ؛ فها هى كل وسائل التكنولوجيا والتقدم الالى فى الحواسيب والاجهزه الرقميه والهواتف الذ كيه ؛بعد ان اصبحت جزاءا لا يتجزا من استخداماتنا وحياتنا اليوميه ؛ صارت هما وكابوسا مخيفا وسلاحا خطيرا يهدد النفس والعقل والجسد ؛ والصحه والتربيه والتعليم ؛ والفن والادب والثقافه . وعندما نتابع التقدم الحضاري للامم والشعوب ؛ نلاحظ ان اغلب الانجازات ؛ من اكتشافات واختراعات ؛حققها الانسان فى سبيل حياة افضل ملؤها الامن والسلام والاستقرار ؛قد انقلبت الى سلاح مد مر فتاك ؛من استخدام النار الى الكهرباء الى الطاقه النوويه ؛ ومن السفن الى السيارات والقطارات الى الطائرات والصواريخ ؛فهذا يصنع الديناميت لاغراض سلميه ؛الاصل فيها شق الطرق وتسهيل المواصلات ؛فيستخدمها اهل الشر فى الهدم والتخريب والتدمير .
وذاك يصنع اسلحه للصيد ؛ليستخدمها غيره فى القتل والارهاب وسفك الدماء البريئه .الا بعد لسوء المنقلب فى العلم اذا صاحبه سوء عمل .لقد تغلغل الخوف فى كل شيئ ؛الطعام والماء والزرع والهواء ؛ووسائل النقل فى الارض والسماء ؛وانتشر الفزع من قراصنه الانترنت والحوسبه بانتهاك الخصو صيات والتعرض للاستغلال ؛ولم تسلم البنوك والمصارف والمؤسسات الماليه من تلك القرصنة ؛التى نالت من المنظامات الدوليه فانتهكت اسرارها .
خوف ورعب وفزع وهلع ؛ يعيش بها الانسان يوميا ؛وربما فى كل لحظه .لكن من الغريب ان يصبح الرعب رفاهيه وترفيها ؛الافلام والمسلسلات والالعاب البرمجيه للاطفال والكبار ؛حتى الالعاب فى المدن الترفيهيه اصبح المخيف منها يحظى بالاقبال وكثرة المستخدمين اكثر من غيره .